في ربيع عام 2026، وبمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الملكة إليزابيث الثانية، يستضيف قصر باكنغهام أكبر معرض يُقام على الإطلاق لأزياء الملكة الراحلة، وستُطرح التذاكر للبيع في نوفمبر 2025.
أعلنت مؤسسة رويال كوليكشن تراست، المسؤولة عن حفظ المقتنيات الملكية، عن تنظيم هذا المعرض تحت عنوان الملكة إليزابيث الثانية: حياتها من خلال الأناقة Queen Elizabeth II: Her Life in Style، وهو يضم نحو 200 قطعة تُعرض لأول مرة، وتشمل فساتين وقبعات وأحذية وجواهر ملكية لتسليط الضوء على سيرة حياة الملكة إليزابيث الثانية، التي قضت أطول فترة حكم في تاريخ المملكة المتحدة.

تُعد سجلات أزياء الملكة إليزابيث الثانية من بين أكبر وأهم المجموعات الباقية في عالم أزياء القرن العشرين البريطاني، وقد أصبحت الآن جزءًا من المجموعة الملكية. 

وإلى جانب قطع الأزياء، سيكتشف الزوّار رسومات تصميمية لم تُعرض من قبل، وعيّنات أقمشة، ومراسلات مكتوبة بخط اليد، تكشف الكواليس الدقيقة لعملية تصميم أزياء المرأة الأكثر شهرة في العالم، وتُلقي ضوءًا جديدًا على الدور المحوري الذي أدته الملكة الراحلة في الإشراف المباشر على خزانة ملابسها.

ومن أقدم قطع الأزياء الراقية الباقية من خزانة طفولتها، فستان وصيفة العروس المصنوع من قماش اللاميه الفضي، من تصميم إدوارد مولينو، والذي ارتدته وهي في الثامنة من عمرها خلال زفاف عمّها، دوق كينت، عام 1934.

200 قطعة من الأناقة الملكية.. أكبر معرض لأزياء الملكة إليزابيث في قصر باكنغهام احتفالاً بالذكرى المئوية لميلادها

Royal Collection Trust

ومع صعود نجم الأزياء الراقية البريطانية في أربعينيات القرن الماضي، بدأت الأميرة إليزابيث تعاونها مع نورمان هارتنيل، الذي أصبح المصمم الأبرز والأكثر تأثيرًا في تشكيل أسلوبها على مدار العقود الثلاثة التالية. 

وقد ترسّخت مكانته بوصفه أهم مصمم أزياء في بريطانيا عندما اختير لتصميم فستان زفافها عام 1947، وفستان تتويجها عام 1953 وكلاهما سيكون معروضًا ضمن فعاليات المعرض.

كما كانت الأزياء تُستخدم أحيانًا بوصفها رسائل دبلوماسية، على ما هو عليه حال الفستان الأخضر والأبيض الذي صممه نورمان هارتنيل خصوصًا لوليمة رسمية أُقيمت في باكستان عام 1961، واستُوحي من ألوان العلم الوطني للبلاد.

وفي سنواتها الأخيرة، اشتهرت الملكة إليزابيث بأسلوبها البريطاني الكلاسيكي في الإطلالات اليومية، مثل سترات الفروسية المفصلة بإتقان، والتنانير الاسكتلندية والأوشحة الحريرية. وسيطّلع الزوّار على قطع تُعرض لأول مرة تُجسّد جانبها العملي والأنيق، والذي لا يزال مصدر إلهام للمصممين المعاصرين حتى اليوم.

كما شكّلت أزياء السهرة عنصرًا أساسيًا في خزانة الملكة، لذا سيتمكّن الزوّار من مشاهدة نماذج مذهلة تجسّد تحوّلات الموضة على مدار سنوات حكمها الطويل. 

وستشهد على ذلك في المعرض فساتين الخمسينيات ذات التنانير الواسعة التي صمّمها نورمان هارتنيل وهاردي آميس، والفساتين الانسيابية المزدانة بطبعات نابضة بالحياة من تصميم إيان توماس. 

وبالتزامن مع المعرض سيعرض كتاب رسمي بعنوان "الملكة إليزابيث الثانية: الموضة والأناقة"، احتفاءً بالذكرى المئوية لميلادها. ويُعدّ هذا الكتاب، الذي كتبته أمينة المعرض كارولين دو غيتو بمشاركة عدد من خبراء الموضة والمصممين، استكشافًا غير مسبوق لأرشيف أزياء الملكة الراحلة، وتسليطًا دقيقًا للضوء على دعمها المستمر لصناعة الأزياء البريطانية على مدار حياتها.

وقالت كارولين دو غيتو، القيّمة على المعرض ومسؤولة الأعمال الفنية الملكية: "على مدار فترة حكم الملكة إليزابيث الثانيّة الاستثنائية والطويلة، أصبح أسلوبها المميز معروفًا على الفور في مختلف أنحاء العالم، ما عزّز مكانة صناعة الأزياء البريطانية وأثّر في أجيال من المصممين والخياطين". 

وأضافت: "اليوم، وبعد أن أصبح أرشيف أزيائها في عهدة مؤسسة المجموعة الملكية، يمكننا أن نروي قصة حياة حافلة بالخيارات المدروسة في الأناقة، بدءًا من دورها المباشر وفهمها لقوة الأزياء الناعمة، إلى الحرفية الاستثنائية التي تميّزت بها كل قطعة ارتدتها".