التفكير الإبداعي ليس له حدود! الطهاة البارعون دائمًا ما يبهروننا بأفكار مذهلة لم تخطر يومًا على بالنا، بل ينفذونها. وهذا هو ما فعلته الطاهية الهولندية الشهيرة أنجيليك شمينك حين قررت إطلاق أول مطعم طائر على منطاد، CuliAir Skydining.

لم تتوقف فكرة شمينك - التي قضت نحو 25 عامًا في عالم المطاعم، منها 12 عامًا في المطعم الحاصل على نجمة ميشلان De Kromme Dissel، عند موقع المطعم فقط، بل قررت استغلال البيئة المحيطة لرفع مستوى التجربة، مستخدمة حرارة المنطاد التي تصل إلى 100 درجة مئوية لطهي جزء من الطعام ببطء، وهو أسلوب طهي مثالي للحفاظ على العصارة والرائحة في أطباق الأسماك واللحوم.

أول مطعم طائر على متن منطاد

CULIAIR

ولكن كيف؟ صممت شمينك مسارًا من سلاسل تستطيع من خلاله ربط أطباقها المغلقة جيدًا والمعدة خصيصًا للطهي البطيء ورفعها إلى أعلى المنطاد، ثم إنزالها مرة أخرى عند تقديم الطعام. وبما أن درجة الحرارة التي تتعرض لها هذه الأطباق المعلقة في المنطاد تختلف حسب المسافة التي تفصلها عن مصدر الحرارة، فإن شمينك تضع مستشعرات حرارة داخل المنطاد على ارتفاعات مختلفة لتحديد ما إذا كان يجب خفض الأطباق قليلاً أو رفعها لتحقيق نتيجة مثالية.

أول مطعم طائر على متن منطاد

CULIAIR

وفي ذلك تقول شمينك: "أشرح أطباقي بسهولة، لأنني أقف في المنتصف، وحولي الضيوف. وهو أمر في غاية الأهمية، لأنني حين أشعر أن أحد الضيوف متوتر بسبب الارتفاع، يمكنني التواصل معه بسهولة وتهدئته.

إنها تجربة شخصية جدًا". وتضيف: "خضت هذه التجربة أكثر من 700 مرة مع أكثر من 7 آلاف ضيف (600 راكب في الموسم)، وأرى أن كل رحلة مميزة جدًا، لأن الطعام والمناظر لا تتشابه أبدًا، وهو أكثر ما يسعى أي طاه إلى تقديمه. إنها تجربة لا ينساها الضيف".

أول مطعم طائر على متن منطاد

CULIAIR

تستغرق التجربة بأكملها من 4 إلى 5 ساعات، تتضمن حفل استقبال في موقع الإقلاع، ثم تناول الطعام على متن المنطاد في رحلة تستغرق ساعة ونصف ساعة، وهي فترة طويلة مقارنة بـرحلات المنطاد المنتظمة، ولكنها ضرورية لتحضير عشاء فاخر من ثلاثة أطباق شهية، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية. وعند الهبوط يحتفل المسافرون بالحلوى والمشروبات.

تختلف أطباق العشاء في كل رحلة، ولكن تتميز جميعها بالنضارة، إذ يمكن أن يحتوي الطبق الأول على الجزر المخمر أو بلح البحر الهولندي الرائع أو الكركند مع صلصة الباشن فروت أو خضراوات البحر.

أما الطبق الثاني فيحتوي على سمك القاروص البري، الذي يُطهى ببطء لمدة 40 دقيقة أعلى الضيوف، ثم يُقدم مع الحساء. في هذه اللحظة، يعمل الطيار على تهدئة الأصوات على المنطاد، حتى يستمتع الضيوف بتناول الطعام أمام المناظر الطبيعية. وتُختتم الرحلة بطبق ثالث يمكن أن يحتوي على قطعة من لحم البط أو الغرغر أو غزال صغيرة جدًا مع الفطر والخضراوات.

في الوقت الحالي، تقدم شمينك هذه التجربة في هولندا فحسب، ولكن ليس في موقع محدد، إذ يُحدد مسار الرحلة قبل الإقلاع مباشرة، بسبب اتجاه الرياح والعوامل الجوية الأخرى، ولكن غالبًا تكون الوجهة في المناطق الوسطى والشرقية من البلاد. يستوعب المنطاد حتى 10 ضيوف، وأفضل وقت للحجز هو من يونيو إلى سبتمبر، وتبلغ التكلفة للفرد الواحد نحو 500 دولار.