شملت تلك المشاريع، التي تجلّت عند اكتمالها روائع فنية متقنة تسير على أربع عجلات، سيارة Dream Ghost التي احتضنت أول لوحة أمامية وضّاءة بطابع شخصي، وذلك في سياق مشروع تكليف خاص من الجامع ديفيد بارتوسياك في جنوب فلوريدا، والذي طلب تعديل اللوحة لتستعرض كلمة Dream بدلاً من Ghost ليجسّد بها حلمًا من زمن الطفولة.

وفي سيارة أخرى من طراز فانتوم حملت اسم Phantom Oribe، تجسّدت رؤية رائد الأعمال الياباني يوساكو ميزاوا في ثنائية لونية للهيكل الخارجي استُلهمت من مجموعة آنية خزفية يابانية قديمة Oribe Ware يمتلكها ميزاوا، فيما زهت المقصورة الداخلية بتفاصيل من عالم هيرميس، بما في ذلك عمل فني في اللوح الأمامي شُكل بإيحاء من تصميم للفنان الفرنسي بيار بيرون الذي صمم العديد من أوشحة هيرميس الشهيرة.

كما تفوّقت وحدة بيسبوك كولكتيف من رولز – رويس في مشاركة أحد زبائنها الاحتفال بالعيد الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال سيارة Cullinan 50th التي ازدانت من الداخل والخارج بألوان علم الاتحاد، وتميّزت بعتبات وضّاءة تستعرض عبارة "50th" عند فتح الأبواب. 

وإذا ما دلت هذه المركبات المصممة حسب الطلب على شيء، فإنها تدل على زاد لا ينضب من الإمكانيات الإبداعية التي تُحسن رولز – رويس ترجمتها في سياق معادلة يتضافر فيها الإتقان الحرفي والاستخدام المبتكر لمواد فائقة الجودة، بل باذخة، من المعادن الذائبة إلى الأحجار النفيسة والأخشاب النادرة، حتى المطرزات الحريرية التي اعتمدتها الدار في أحد مشاريعها الفنية لتجسيد معاني السكينة في الحدائق اليابانية.

أما ذروة البراعة في ابتكار سيارات الأحلام، فيختزلها قسم Coachbuild المتخصص في تلبية متطلبات نخبة تثمّن الندرة. يقول تورستن - مولر أوتفوش، الرئيس التنفيذي لعلامة رولز – رويس: "تمتاز هذه الوحدة بما توفّره من حرية لتجاوز حدود القيود التقليدية.

ففي قسم رولز-رويس كوتشبيلد، نتخطّى حدود المألوف مستفيدين من حرية التعبير التي يتيحها بناء الهياكل الخارجية لنتشارك مباشرة مع الزبون صاحب المشروع ابتكار مفهوم متفرد." وقد يكون التعبير الأصدق عن مقاربة هذه الوحدة ما أثمرت عنه مساعي المصممين والحرفيين فيها في ثلاث سيارات من طراز Boat Tail بُنيت يدويًا، وابتُكرت معالم هياكلها الخارجية ومقصوراتها الداخلية على حد سواء في سياق تعاون وثيق مع مالكيها وبما يلبي أدق المواصفات التي جرى التوافق عليها. 

على أنك اليوم لا تحتاج إلى زيارة منشأة رولز – رويس في غودوود بالمملكة المتحدة للاتفاق على تفاصيل سيارتك المستقبلية. ففي شهر يوليو من العام الفائت، افتتحت الشركة مكتبها الخاص في دبي ليكون امتداداً لما يُعرف بالمركز العالمي للتميّز في الصناعة الفارهة في غودوود، ومقرًا يتجاوز حدود صالة العرض التقليدية ليتجلى واحة لتجربة تفاعلية تثمر عن تحقيق أحلامك في سيارة الغد.

في لقاء يجمعك بميشيل لوزبي، المصممة من وحدة بيسبكوك، ومدير تجارب الزبائن المصممة حسب الطلب كريس هاردي (وكلاهما انتقل من غودوود إلى دبي مستقدمًا معه سنوات من الخبرة في هذا المجال الإبداعي) بهدف تعرّف شخصيتك وتطلعاتك بما يتيح اختيار الألوان والتصاميم التي تحاكي ذائقتك.

وفي أعقاب معاينة المواد المعروضة في المكتب، سيبتكر فريق بيسبوك، بالاعتماد على أدوات بصرية وعيّنات وملاحظات من جلسة الإحاطة المسبقة معك، خيارات أولية وصولاً إلى الاتفاق على التوجّه المعتمد في التصميم. لاحقًا ستتسنى لك الفرصة لرؤية مسار تصنيع مركبتك الشخصية عبر فيديوهات لمختلف التقنيات المستخدمة ضمن مركز رولز-رويس في غودوود، ما يتيح لك مناقشة التفاصيل مباشرةً مع المهندسين والحرفيين الذين يطبّقون أفكارك على أرض الواقع في كل مرحلة من عملية التصنيع. بل إنك ستحصل عند تسلم السيارة على كتاب تذكاري يفصّل هذه المراحل. 

Heesen Yachts 

في مطلع العام الفائت، سلمت شركة هيسن اليخت Lusine إلى مالكه، كاشفة عن واحد من يخوتها الأكثر تعقيدًا، ما ضمن لها الفوز بجائزة "أفضل يخت مصمم حسب الطلب" لعام 2022 في سياق مهرجان كان لليخوت.

يمتد اليخت Lusine بطول 60 مترًا ويتمايز بطابعه الأنيق والبسيط الذي يثريه تصميم "جناح الطائر" في وسط السطح العلوي. وفيما صمم استوديو أوميغا للتصاميم الهندسية Omega Architects الخطوط الخارجية لليخت، أوكلت إلى شركة سينو Sinot لتصاميم اليخوت الداخلية مهمة ابتكار المساحات التي تناغمت فيها الأخشاب والجلود النادرة مع تجهيزات مصممة حسب الطلب.

أما المشروع المتمايز الآخر الذي كشف عنه الحوض الهولندي أخيرًا، فيتمثل بالمفهوم التصوري XV67 من استوديو وينش ديزاين. قد يلقى هذا المفهوم استحسانك أو قد تختار غيره إذ توكل إلى شركة هيسن مهمة بناء يخت لك وحدك وبما يلبي تطلعاتك في عالم الإبحار.

فعندما تتعلق المهمة بيخت مبتكر بالكامل حسب طلبك، يمكن أن تنطلق من ورقة بيضاء تمامًا أو من مفهوم تصوّري جاهز. في كلتا الحالتين، سيحمل اليخت رؤيتك ويجسّد أسلوب حياتك. لبناء يخت الأحلام، ستبدأ بزيارة مقر هيسن في أوس بهولندا، حيث يرشدك ممثل عن الشركة إلى تحديد خياراتك في ما يتعلق بفئة اليخت، وطوله، وحجمه، وغير ذلك من العناصر المتعلقة بالأداء، سواء أكان مطلبك يختًا رياضيًا أم هيكلاً سريع الإزاحة، مصنوعًا من الألمنيوم فائق الخفة أم من الفولاذ بالغ المتانة، ومجهزًا بمحركي ديزل أم بمنظومة حركة هجينة.

ستتسنّى لك أيضًا الفرصة لاختيار المهندس البحري ومصمم الأسطح الخارجية اللذين سيتوليان مهمة تحقيق متطلباتك. أما في ما يخص المساحات الداخلية، فستجتمع بانتظام مع خبير التصاميم الداخلية الذي تختاره للاتفاق على طابع التصميم وترتيب الفسحات، والأقمشة والمواد المستخدمة. وعندما تنطلق عجلة البناء، سيكون بمقدورك زيارة حوض السفن للاطلاع عن كثب على التطورات. 

Bombardier 

عندما تبتاع طائرة خاصة لأسفارك، فمن المنطقي أن ترغب في مقصورة تحقق لك الراحة وقدرًا أكبر من الإنتاجية خلال الرحلة، وتشكل امتدادًا لمنزلك أو لمكان عملك. هذا ما تعد بتحقيقه شركة بومباردييه التي رسّخت مكانتها في قطاع طائرات رجال الأعمال وأثبتت ريادتها على مستوى التصميم الداخلي لمقصورات هذه الطائرات.

فكل طائرة من منظور بومباردييه تشكل تعبيرًا عن شخصية الزبون، وتلبية توقعاته تشمل المواءمة بين جماليات التصميم، وأسباب الراحة، والأداء الوظيفي. لذا يتيح الصانع خيارات وفيرة لترتيب مساحات المقصورة والتأثيث، فيما قد يكون أكثر ما يساعد على ذلك هو تمايز أسطول بومباردييه بالمقصورة الفسيحة جدًا وذات الأرضية المسطحة.

على سبيل المثال، يمكن ترتيب مقصورة Global 7500 بحيث تتسع لمجموعة من 19 راكبًا يتوزّعون على 3 أو 4 فسحات. بل إنك قد ترغب أيضًا في تضمين المقصورة غرفة نوم كاملة التجهيز.

وبعد تحديد ترتيب المساحات بحسب ما تمليه أوجه استخدامك للطائرة، وهو ما يجري الاتفاق عليه في الاجتماع الأول، ينتقل فريق المصممين في بومباردييه لمساعدتك على اختيار المواد والأقمشة، والألوان واللمسات النهائية التي تعكس ذائقتك. قد تختار مثلاً كسوات جلدية، وسجادًا من الكشمير أو الحرير، حتى آنية للمائدة مبتكرة حسب طلبك.

تفاخر بومباردييه أيضًا بمقدرتها على تحقيق متطلبات الزبائن الذين يؤثرون اللجوء إلى تجهيزات مستدامة تُصنّع من مواد معادة التدوير أو من ألياف طبيعية، وتشمل قشرة خشب الأوكاليبوتس والصوف أو البوليستر المعاد تدويره. 

على مستوى التأثيث أيضًا، توفّر بومباردييه مثلاً مقعدها الشهير Nuage في طُرز وأساليب تصميمية مختلفة لتتناغم مع طبيعة التصميم الداخلي، سواء أكان كلاسيكيًا أم عصريًا، أو تغلب عليه خطوط حديثة مبسّطة.

والجدير بالذكر هو أن هذا المقعد المبتكر يتمايز بتطوره التقني، إذ إنه يتناسق مع شكل الجسم، ويمكن ضبطه في وضعية مناسبة للاستلقاء، إلى جانب اشتماله على قاعدة تطفو في الفراغ ومسند مائل للرأس. وقد تشمل خياراتك في ما يتعلق بمزايا الراحة سجادًا وثيرًا أكثر نعومة يتيح لك السير حافيًا، وأرضيات مجهزة بنظام تدفئة، وفرشًا أفخم لأسطح النوم.  

غني عن القول إن أسطول بومباردييه يضم طُرزًا متنوعة تلبي احتياجات المسافرين المختلفة، وفي طليعتها طراز Challenger 3500 الذي يتربع اليوم بترقياته المتقنة ومزاياه الفاخرة على عرش فئة الطائرات متوسطة الحجم من المستوى الأعلى، وطراز Global 7500 الذي يحقق مدى سفر يصل إلى 7,700 ميل بحري، وطراز Global 8000 الأسرع في قطاع الطيران الخاص، إذ إنه يحقق سرعة قصوى تبلغ 0.94 ماخ.

لكن بغض النظر عن الطائرة التي ستقتنيها من هذا الأسطول، فإنك لن تجد مشقة في تحديد رؤيتك للمقصورة الداخلية وبناء خياراتك بالتعاون مع وحدة التصميم الداخلي في الشركة. فلهذه الغاية توفّر بومباردييه مجموعة من الأدوات تشمل نظام تحديد ترتيب المساحات، ونظام تحديد المواصفات المتاح على موقع الشركة والذي يساعدك على اختيار الطائرة ومعاينة خيارات ترتيب المساحات وتطبيق اللمسات النهائية على مختلف أرجاء المقصورة للحصول على مفهوم تصوّري لما ستكون عليه النتيجة.

وبالطبع، ثمة مصادر أخرى للإلهام قد تشمل منزلك أو يختك أو الخارطة الجينية لشركتك الخاصة. سيعمل المصممون لاحقًا على ترجمة خياراتك في رسومات ثلاثية الأبعاد قبل التوصل إلى قرار نهائي تنطلق معه عجلة بناء بيتك وسط السحاب. 

Vacheron Constantin 

في عام 2006، أعادت فاشرون كونستانتين إحياء تقليد صناعة الساعات حسب الطلب، الذي كان شائعًا في أوساط النخبة والعائلات الملكية في القرن الثامن عشر، مطلقة محترفات Ateliers Cabinotiers التي تتيح لزبائن الدار في العصر الحالي ابتكار ما يعدّونه ساعات الأحلام.

والواقع هو أن هذه الخدمة لم تكن مستجدة على العالم الإبداعي للصانع السويسري، على ما تشهد فرائد ساعات شهيرة حملت توقيعه في أزمنة غابرة، وفي طليعتها ساعة ابتُكرت في ستينيات القرن التاسع عشر بطلب من القيصر ألكسندر الثاني الذي أراد تقديمها هدية إلى ابنه فلاديمير ألكسندروفيتش، وساعة الجيب بالغة التعقيد التي أثمر عنها في عام 1929 مشروع تكليف من جالية المغتربين السويسريين لتكون هدية للملك فؤاد الأول.

اليوم أيضًا تتسنى لكم الفرصة لاختبار تجربة مماثلة من خلال محترفات Ateliers Cabinotiers التي تضع في متناولكم الموهبة الإبداعية للمصمممين ومهارات الحرفيين المتمرسين في فنون الزخرفة والنقش وطلاء المينا والترصيع بالجواهر وغيرها، لتكون المحصلة ساعة حصرية تجسّد رؤيتكم المتفردة فيما تعكس في الوقت نفسه قيم الدار وإرثها العريق في هذه الصناعة. 

في محترفات Ateliers Cabinotiers، يُستهل كل مشروع لبناء ساعة شخصية بقصة يحكي فصولها مالكها المستقبلي ليبدأ مسار الإبداع من خط واحد على ورقة بيضاء. بعد لقاء تشاوري بين الزبون وممثل عن المحترفات للتباحث في تفاصيل الساعة المنشودة، يُخضع مشروع التكليف لدراسة جدوى على المستويين التقني والتصميمي وتنطلق عجلة التنفيذ للإتيان بساعة لك وحدك، قد تستلهم ميناءها من لوحة لأحد قدامى الرسامين العظماء لتعيد فاشرون كونستانتين ابتكارها هذه المرة بتقنية الطلاء بالمينا.

بل إنك قد توصي ببناء ساعة تجمع في وظائفها بين تعقيدات مختلفة. فما تتيحه محترفات الابتكار حسب الطلب في الدار يتجاوز إضفاء طابع شخصي على عناصر التصميم والزخارف الفنية إلى ابتكار المعيار الحركي للساعة وتعقيداتها الوظيفية.

لذا قد ينتهي بك الأمر مثلاً بابتكار يرقى إلى مستوى ساعة الجيب ذات الرقم المرجعي Reference 57260 التي أبدعتها فاشرون كونستانتين لأحد زبائنها في عام 2015، والتي تُعد إلى يومنا هذا الساعة الأكثر تعقيدًا على الإطلاق في العالم إذ تجمع بين سبعة وخمسين تعقيدًا وظيفيًا، مثل التقويم الدائم، والتعقيدات الفلكية، وآلية التوربيون ثلاثية المحاور، فضلاً عن آلية الكرونوغراف الارتدادي لأجزاء الثانية ووظائف الرنين الكبير والصغير.  

Zegna 

لا شيء في عالم المتأنقين يعلو إلى مرتبة بدلة تُبتكر حسب طلب الزبون على ما تفعل زينيا في محترف The Bespoke Atelier، موظفة في ذلك إرثًا عمره أكثر من 110 سنوات في مجال حياكة الأزياء الرجالية الراقية.

وبالرغم من أن الدار الإيطالية باتت تتيح هذه الخدمة، إلى جانب برنامجها للحياكة حسب المقاس Sur Misura في عدد من متاجرها حول العالم، إلا أن التجربة الموعودة في المحترف الخاص الذي يحتل أعلى مبنى زينيا في شارع مونتينابولياني بميلانو تضفي بعدًا أكثر تمايزًا على مسيرة ابتكار خزانة كاملة من الملابس المصممة حصريًا لك.

على أنك ستحتاج إلى موعد مسبق لزيارة هذا المحترف، الأقرب إلى شقة يناغم تصميمها بين أثاث عصري وقطع عتيقة الطراز، وحيث يلقاك كبير الحائكين أنجيلو بيكورا لتتشاركا حديثًا إبداعيًا تتبادلان في سياقه القصص والأفكار قبل أن يعرض عليك بيكورا رسومه التخطيطية ويرشدك عبر مجموعة وفيرة من خيارات الألوان والتفاصيل الزخرفية والأزرار البديعة، وقبل هذه كلها ما يزيد على 900 نوع من الأقمشة المثالية لحياكة البدلات والسترات والمعاطف، وأكثر من 230 خامة قماشية للقمصان.

وغني عن القول إن هذه الأقمشة بمعظمها تُستقدم من مصنع الدار التاريخي للمنسوجات Zegna Lanificio في تريفيرو بإيطاليا، والذي ينشط منذ عام 1910 في ابتكار الأقمشة الأعلى تميزًا في العالم بما يجتمع فيها من مزايا الوزن الخفيف والملمس الناعم والمظهر الفاخر، فضلاً عن الأداء الوظيفي المحسّن الذي تتيحه اليوم التطورات التقنية.

ولا تقتصر خدمة الابتكار حسب الطلب من زينيا على البدلات والقمصان، بل تشمل أيضًا الملابس الرياضية والكنزات المحبوكة والأحذية والكماليات الجلدية. وفي سياق هذا المسار الإبداعي، سيصوغ بيكورا وفريقه خياراتك يدويًا باعتماد تقنيات حرفية تقليدية في القص والحياكة وتشكيل أدق التفاصيل واللمسات النهائية. لذا لا يعود مستغربًا أن تضطر إلى الانتظار نحو ثلاثة أشهر قبل تسلّم طلبك.  

John Lobb  

لا ينفك اسم جون لوب يستحضر في الأذهان إرثًا من البراعة في ابتكار أحذية تُنحت تفاصيلها بكثير من التأني لتكمّل رقيّ إطلالات المتأنقين من النخبة. فالصانع البريطاني - الذي نجح منذ عام 1866 في تحويل كل حذاء تصنعه أنامله إلى ما يشبه تحفة فنية من دون المساومة على معايير الراحة التي ينشدها الرجال في خطواتهم - أرسى ركائز فلسفة إبداعية وحرفية تواصل الدار ترجمة معانيها في طُرز من الأحذية الجاهزة أو المصممة على الطلب تُبنى بالطريقة نفسها التي يقارب فيها حائك متمرّس تشكيل الأزياء الراقية.

وإلى يومنا هذا، يمكنك أن تحذو حذو كبار زبائن العلامة القدامى، من وينستون تشرشل وشارل ديغول إلى فرانك سيناترا وأرسطو أوناسيس، لتوكل إليها مهمة ابتكار زوج من الأحذية يُصاغ كل تفصيل فيه بما يناسب شكل قدمك ويعكس في الوقت نفسه أسلوبك في الأناقة، وذلك باستخدام جلود فائقة الجودة يتيحها ارتباط جون لوب بدار هيرميس.

وتبدأ هذه الخدمة، التي تتيحها العلامة في 20 متجرًا حول العالم، بجلسة استشارية مع خبير متمرّس في صنع قوالب الأحذية يعرض عليك خيارات وفيرة من الجلود، واللمسات النهائية والتفاصيل الزخرفية التي تضمن إضفاء طابعك الشخصي المتفرد على الحذاء.

وفي الجلسة نفسها، يجري تسجيل ما بين ستة إلى عشرة مقاسات لتفصيل الحذاء بما يتناسب مع حجم قدمك وعرضها. يعقب ذلك جلسة ثانية تستلهم تقاليد صناعة الأحذية الفرنسية، وتشمل اختبار نموذج أولي من الحذاء مشغول من الجلد لتشذيب الزوائد من حول القدم والوصول إلى قالب نهائي دقيق المقاس.

كما يتأكد الحرفي من نقاط الضغط فيما تتسنى لك الفرصة لتقييم أسلوب الحذاء والراحة التي يوفرها لك في المشي. وبعد نحو ستة أشهر، تتسلم الحذاء الذي تستغرق حياكته مسارًا حرفيًا بالغ الدقة، بكلفة تبدأ من 30 ألف درهم إماراتي. على أن الدار توصيك بحجز موعد جديد بعد شهرين لتقييم أداء حذائك المتفرّد، سواء أكان كلاسيكيًا من طراز أكسفورد، أو خفيفًا من نوع Loafer، أو يرتفع إلى ما فوق الكاحلين.

Stefano Ricci 

يقول ستيفانو ريتشي: "بموازاة تجسيد معاني أناقة لا لبس فيها، لطالما كانت مجموعاتي شاهدًا ملموسًا على إمكانية أن يتحوّل التصميم إلى أسلوب حياة". وقد يكفي شاهدًا على ذلك المكانة التي يشغلها المصمم الإيطالي اليوم بوصفه مبدعًا تتيح لك تصاميمه استكشاف تجليات الكمال في التصوير والتشكيل، وهو الذي أتقن، منذ أن طرح أولى رابطات العنق التي صنعت شهرته في سبعينيات القرن الفائت، فن التعبير عن معاني فخامة تليق بنخبة تثمّن الجمال وتنشد أعلى درجات التميّز.

وإذا كان ابن فلورنسة قد تفوّق على مر مسيرته الإبداعية في أن تكون ابتكاراته في عالم الأزياء والكماليات مرجعًا يقاس عليه التمايز في تحقيق التكامل بين الشكل واللون والصياغة، متشبثًا في سياق ذلك بفلسفة "صُنع في إيطاليا" لتبقى مرادفًا للأسلوب المتفرّد والإتقان الحرفي، فإنه نجح بالقدر نفسه في إسقاط هذه المعادلة على خط التصاميم الداخلية SR Home.

وبغض النظر عما إذا كنت تنشد تصميمًا لمكتب أو لمنزل أو قصر مهيب بمدفأة حجرية، فإنك ستجد ضالتك بلا شك في ما يصوغه فريق ستيفانو ريتشي من مفاهيم إبداعية عصية على الاستنساخ.

قد تشمل عناصر التصميم المقترحة قناطر بارتفاع أربعة أمتار تُصاغ من الحجارة الرملية Pietra Serena باللون الرمادي المائل إلى الزرقة، أو طاولة طعام من الكريستال تمتد بطول سبعة أمتار وتزهو بتفاصيل مشغولة من جذور خشب السنديان في كاليفورنيا، وأرضيات تصاغ من تعارض مواد تشمل خشب السنديان الإيطالي ورخام كاريرا.

أما المواد المستخدمة في التأثيث، فمتاحة في خيارات وفيرة بينها جلود فاخرة ملوّنة، وأقمشة نفيسة تشمل الحرير والكشمير، ومنسوجات تُغزل خيوطها في مصنع الدار التاريخي Antico Setificio Fiorentino. 

بغض النظر عن طبيعة المشروع والتصميم المختار، سواء أكان كلاسيكيًا أم حديثًا، سيرسل ستيفانو ريتشي فريقًا مختارًا من المهندسين إلى موقع المشروع لدراسة المساحة وتقييم المتطلبات التقنية قبل أن يبدأ العمل على ابتكار المفهوم التصوري للبناء والتصميم الداخلي، ومن ثم التنسيق مع المقاولين وفريق إدارة المشروع والإشراف عليهم وصولاً إلى مرحلة المعاينة النهائية والتسليم إلى المالك.

وفي مختلف هذه المراحل التي تشمل ابتكار رسومات تصوّرية لكل حجرة بما يتيح للزبون الاطلاع على أدق تفاصيل العناصر الهندسية، وتراكيب الإنارة، وقطع الأثاث وغيرها، تتفوّق الدار في الإتيان بمفهوم تصميمي حصري لكل زبون بما يحقق تطلعاته الشخصية فيما يتعلق ببناء ملاذ جديد بالكامل أو استعادة آخر قديم، أو إعادة ابتكار مساحاته الداخلية فحسب.