إنه لترف نادر اليوم أن تجد جزءًا من الكوكب يمكنك الاستمتاع به وحدك، فضلاً عن أن يكون وجهة في البراري تزخر بمفاتن الطبيعة التي تزهو بها منطقة مثلث المرجان بجنوب شرق آسيا. وفي هذا تقول شريفة خديجة، رئيسة قسم المبيعات والحجوزات في شركة Rascal Voyages: "من أكثر الطلبات التي نتلقاها الذهاب إلى الوجهات حيث لا يرى الضيوف أي قوارب أخرى، أو البقاء على شاطئ في جزيرة غير مأهولة لا يعرفها أحد". تنشط شركة راسكال للرحلات في مجال تنسيق مغامرات بعيدة على حدود إندونيسيا على متن يخت أنيق مبني على طراز السفن التقليدية في جنوب سولاوسي بإندونيسيا. يمتد اليخت بطول 98 قدمًا وهو مصنوع من أخشاب الساج والأخشاب الصلبة المحلية. 

عند إطلاق شركة راسكال في عام 2017، عمل المؤسس البريطاني المقيم في بالي، ستيف إيبسوورث، على رفع سقف مفهوم "الشمس والبحر والرمال" من خلال أسلوبه المبتكر في تقديم تجربة المركب الشراعي الإندونيسي التقليدي. كان أول شيء تخلص منه هو الأشرعة لأنها تشغل مساحة كبيرة قيّمة على السطح، فضلاً عن كونها قلما تُستخدم في الوقت الحاضر.

وقد سمح هذا التغيير بتوزيع المقصورات الخمس، المزينة بالخشب الدافئ واللون الأبيض الناعم فيما تثريها قطع مميزة من الأعمال الفنية الأصلية وأقمشة منسوجة يدويًا، فوق سطح المركب، فضلاً عن استحداث جناح رئيس فسيح بنوافذ ملتفّة فوق السطح العلوي. نُقلت أيضًا واحة التشميس إلى مقدمة السطح، وهي منطقة متعددة الاستخدامات، إذ تعد مكانًا حيويًا لمراقبة غروب الشمس وتناول المقبلات في أثناء مشاهدة الشمس الاستوائية تغرق في المحيط الذهبي، أو منصة للتحديق في درب التبانة تحت سماء صافية تمامًا.

كانت رؤية إيبسوورث واضحة في الخدمة أيضًا، إذ عُيّن الموظفون بناءً على شخصياتهم الودودة بقدر احترافيتهم وتبصّرهم. كما اختير الطهاة من فنادق رفيعة المستوى مثل علامة أمان، وصُممت التجارب لتشجيع الارتباط الحقيقي مع البيئة، وفوق كل ذلك، تحقيق المتعة. وكانت هذه المعادلة كفيلة بأن تضمن لشركة راسكال للرحلات التمايز عن منافسيها لتكرّس حضورها من حيث كونها في طليعة مقدمي خدمات تأجير اليخوت الأكثر أصالة وأناقة ومتعة في إندونيسيا.

بنت الشركة على هذا النجاح لتقدم قاربًا ثانيًا يحمل اسم Rebel. وعلى ما هو عليه حال سلفه، يمكن استئجار القارب الذي يبلغ طوله 101 قدم للقيام بجولات في جزيرة كومودو ومنطقة الحزام الناري وجزر التوابل وراجا أمبات.

في جزر راجا أمبات - وهو أرخبيل لامع مكوّن من جزر كبيرة وصغيرة وأخرى مرجانية يزيد عددها على 1,500 جزيرة - يمكن للضيوف أن يبدأوا يومهم بالغوص السطحي أو الغوص العميق مع الكائنات البحرية المثيرة، بما في ذلك أسماك شيطان البحر وفرس البحر القزم والأخطبوط أزرق الحلقات (يوفر اليخت معدات الغوص بالإضافة إلى خبير في الغوص محترف ومعتمد).

يمكنك تناول الغداء على الشاطئ الأنيق الخاص بك، حيث لا يمر من أمامك سوى الدلافين قارورية الأنف والسلاحف البحرية الخضراء، أو مجموعة من الحيتان البريدية. لا تتكرر الجولات أبدًا، إذ تُصمم كل تجربة بناءً على أذواق الضيوف وحالاتهم المزاجية. إذا كنت مثلاً من محبي الاستيقاظ مبكرًا، فجرّب البحث في الصباح عن الطيور النادرة ذات الريش الملتهب مثل طائر الجنة الأحمر أو طائر أبو قرن بليث أو حمامة الفاكهة الرائعة.

أما إذا كنت تؤثر السهر ليلاً  فيما تتخلل الرمال بين أصابع قدميك، فإن الطاقم الودود واليقظ سيعدّ لك مائدة طعام مضاءة بالشموع على جزيرة مهجورة تنبعث في أرجائها أنغام العزف على الغيتار.

في العام المقبل، ستوسّع الشركة نطاق نشاطها أكثر مع إطلاق قارب Rogue الذي سيخوض المياه الماليزية والتايلاندية للمرة الأولى في سياق رحلة ملهمة بالقدر نفسه عبر بحر أندامان الأخضر اليشمي، من لانكاوي إلى متنزّه تاروتاو البحري الوطني الذي يصعب الوصول إليه ثم إلى جزيرة فوكيت. تقول خديجة: "نخطط لبعض المفاجآت على طول الطريق". هذا هو المتوقع من راسكال للرحلات.