رغم مرور أكثر من قرن على غرقها، إلا أن السفينة «تيتانيك» لا تزال تبوح بأسرارها، إذ أجرت شركة مقرها جزيرة غيرنزي شمال سواحل فرنسا أكبر مسح لموقع حطام تحت الماء.
باستخدام زوج من الغواصات، كشفت شركة ماجلان Magellan Ltd المتخصصة في مسح المياه العميقة والبحرية عن 700 ألف صورة لحطام تيتانيك، وهو أول مسح رقمي بالحجم الكامل لسفينة الركاب الفاخرة التاريخية.

عقد ثمين

من بين البقايا الصغيرة التي عثر عليها عقد من الفيروز والذهب مصنوع من أسنان ميغالودون المعروف علميًا باسم Otodus Megalodon، وهو نوع ضخم من أسماك قرش الماكريل المنقرضة. ومنذ 110 أعوام، بقيت القلادة في قاع المحيط بعد غرق تيتانيك عام 1912.

ووفقًا لاتفاقية بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، يُحظر على أفراد الجمهور أخذ القطع الأثرية من موقع الحطام، لذلك لم يتمكن فريق ماجلان من أخذ القلادة على الرغم من الاكتشاف. الآن يأملون في أن تساعد التكنولوجيا التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحديد مالكها والعثور على أفراد العائلة.

العثور على عقد من الفيروز والذهب في حطام  تيتانيك

Magellan

اكتشاف حطام تيتانيك

قبل أيام، رُفع الستار عن تفاصيل حول مشروع توثيق السفينة الأشهر عالميًا، وقالت ماجلان إن فريقًا من العلماء استخدم خرائط أعماق البحار لإنشاء توأم رقمي دقيق لحطام تيتانيك للمرة الأولى.

ستحلل التكنولوجيا لقطات فيديو الذين كانوا على متن السفينة وعددهم 2240 شخصًا، ويقومون بمسحهم ضوئيًا، ومطابقتهم من خلال تقنية التعرف على الوجه لفهرسة الملابس التي كانوا يرتدونها في ذلك اليوم. وفور أن يتمكن المحللون من تحديد الراكبة التي ارتدت العقد، يمكنهم البدء في البحث عن الأقارب الأحياء لأصحاب العقد.

العثور على عقد من الفيروز والذهب في حطام  تيتانيك

Magellan

اكتشاف مذهل

قال ريتشارد باركنسون، الرئيس التنفيذي لماجلان، الذي وصف هذا الاكتشاف بأنه مذهل بالنظر إلى حجم موقع الحطام، "ما هو غير مفهوم على نطاق واسع هو أن تيتانيك مقسمة إلى جزأين… وثمة حقل حطام مساحته 3 أميال مربعة بين مقدمة السفينة ومؤخرتها".

تمكن العلماء من الكشف عن تفاصيل المأساة، والكشف عن معلومات حول ما حدث للطاقم والركاب، وأجريت عمليات مسح للحطام في صيف 2022 بوساطة سفينة متخصصة متمركزة على بعد 700 كيلومتر قبالة سواحل كندا. لكن البروتوكولات الصارمة منعت أعضاء الفريق من لمس أو تحريك الحطام الذي أكد المحققون أنه جرى التعامل معه "بأقصى درجات الاحترام". ونجحت النسخة المتماثلة الرقمية النهائية في التقاط الحطام بأكمله، بما في ذلك قسم القوس والمؤخرة، الذي انفصل عند الغرق.

يُذكر أنه حوالي الساعة 11:40 مساءً في 14 أبريل 1912، اصطدمت أكبر سفينة بخارية فاخرة في العالم تيتانيك بجبل جليدي، ما تسبب في حدوث شرخ بطول 300 قدم على طول الجزء السفلي من بدنها، ما تسبب في دخول المياه إليها.

وعلى مدى الساعات الثلاث التالية، غرقت السفينة العملاقة التي بلغ ارتفاعها 883 قدمًا، والتي وصفت بأنها "غير قابلة للغرق" قبل رحلتها الأولى. ومن بين أكثر من 2240 راكبًا، فقد أكثر من 1500 شخص حياتهم في الساعات الأولى من يوم 15 أبريل، معظمهم غرق في مياه شمال الأطلسي المتجمدة.