منذ أكثر من قرن كانت المظلة على الشكل نفسه الذي نعرفه جميعًا، إلى أن قرر فريق من مهندسي MIT ومصممي فن الأوريغامي كسر هذا الثبات الطويل وإعادة ابتكار ما ظنّه العالم اختراعًا مكتملاً. وكانت النتيجة أوري Ori، مظلة المستقبل التي توحّد بين الدقة الهندسية والتكنولوجيا الذكية، لتعيد تعريف أداة مألوفة وتحوّلها إلى قطعة تصميمية أنيقة تمهد لعصر جديد في الابتكار الشخصي.
الفكرة بسيطة لكنها ثورية: إعادة التفكير في البنية نفسها بحيث تتخلى أوري عن مختلف مكونات المظلة المعتادة، مثل العروق المعدنية، والدعامات، والقماش الممتد، لتحل محلها هندسة طي ذكية تجعل القماش ذاته هو الإطار. وعند طيها، يتحول طولها البالغ مترًا تقريبًا إلى أسطوانة أنيقة لا يتجاوز حجمها 3.5 × 23 سنتيمترًا، قطعة يمكن وضعها في حقيبة يد أو جيب معطف بسهولة.
Ori World
يعتمد هذا الابتكار على نظام طي مسجل ببراءة اختراع يُعرف باسم Miura fold، وهي تقنية مستوحاة من تصميمات وكالة ناسا لطي الألواح الشمسية في الفضاء. هذه البنية المميزة تمنح أوري صلابة هيكلية رغم خفتها، ما يجعلها قادرة على مواجهة الرياح القوية من دون أن تنقلب، وهي نقطة الضعف الأكثر شيوعًا في المظلات التقليدية. وفي قلب هذا النظام الهندسي توجد آلية حركة واحدة فقط، تتيح للمستخدم فتح المظلة أو إغلاقها بضغطة زر واحدة، ما يلغي الحاجة لأي شكل من أشكال القوة أو المناورة اليدوية.
وإلى جانب هندستها الميكانيكية المبهرة، تأتي أوري محمّلة بطبقة رقمية تفاعلية تجعلها أقرب إلى جهاز متكامل منه إلى أداة للحماية. يضم نسيجها شاشة دقيقة مقاومة للماء تقرأ جودة الهواء عبر ميزة AirSense، وتعرض بيانات ذكية عن الحالة الجوية. كما يمكنها تغيير ألوانها تلقائيًا حسب الحالة المزاجية أو الطقس ضمن خاصية MoodShift، فضلاً عن إمكانية تخصيص لوحاتٍ لونية عبر ميزة Display Aura، التي تمنح كل مظلة طابعًا شخصيًا فريدًا.
Ori World
وراء هذا الشكل الأنيق والشعور الانسيابي تختبئ أربع براءات اختراع تشمل نظام الطي وآلية القفل وقلب المظلة الداخلي، إلى جانب مواد مركبة خفيفة الوزن طوّرها الفريق على نحو خاص لمقاومة العناصر المناخية القاسية، لينتج عن ذلك مظلة تتجاوز كونها أداة عملية لتصبح تجربة تصميمية واعية، تجسّد كيف يمكن للهندسة والتحكم الرقمي أن يعيدا تعريف أبسط تفاصيل الحياة اليومية.







