تُعد زيادة المساحات الداخلية لمقصورات الطائرات العقبة الأخيرة التي يعتزم المصممون التغلب عليها، وهذا بالضبط ما يسعى إليه فريق التصميم في شركة F/List إذ يمضي بجرأة في مسارات لم يخض فيها أحد من قبل. وفي هذا تقول ميلاني برنس، رئيسة قسم الابتكار في الشركة النمساوية: "ابتدأ الأمر بتساؤل طرحناه على أنفسنا في أثناء جائحة كورونا: كيف نحقق المزيد بموارد أقل، وخصوصًا داخل طائرة رجال أعمال محددة الحجم؟".

تجسدت الإجابة التي توصل إليها المصممون في المفهوم التصوري Shapeshifter الذي يعكس تقنية متطورة للمساحات الداخلية لـطائرات رجال الأعمال، تتبدل، وتنحني، وتمتد بفضل رشاقة الأنظمة الكهربائية الميكانيكية.

استغرق إنشاء هذا النموذج الأوّلي ثلاث سنوات، وهو يهدف إلى الارتقاء بتجربة الركاب إلى الحد الأقصى من خلال الأثاث المتعدد الوظائف، مثل الخزائن الجانبية التي يمكن تحويلها إلى مكتب للعمل، والطاولة المرفقة بالكراسي التي يمكن تبديل ترتيبها في لمح البصر.

بضغطة زر، تبدأ المشغلات الكهربائية عملها، فتختفي الطاولة في غرفة الجلوس التي تُغير هيئتها بعدئذ.

F/List


لِشركة F/List أفكارٌ أعظم تتوخى من خلالها جعل المقصورة متعددة الاستعمالات، بداية من المدخل. وتقول برنس: "فور الصعود إلى الطائرة، يمر الركاب مباشرة عبر المطبخ. ولهذا أنشأنا مساحة تتسع حرفيًا أمامك لتُشكل ركنًا يُتيح لمضيف الطيران استقبالك وهو يحمل هدية في يده".

بعد إقلاع الطائرة، يُبدّل المطبخ هيئته مرة أخرى، وذلك بسبب المستشعرات، والمشغلات، وأنظمة الهواء المضغوط. وتقول برنس: "لا أحد يهتم إذا ازداد حجم الحمام بضعة سنتيمترات عندما تكون الطائرة مُحلقة. ولكن إذا تجلت الحاجة إلى مساحة إضافية، فإن تلك السنتيمترات القليلة ستحدث فرقًا كبيرًا".

إن بناء نموذج Shapeshifter الصالح للعمل ليس سوى خطوة أولى. وتتمثل الخطوات التالية في العثور على مالك يقبل استخدامها لتخصيص المساحات الداخلية لطائرته، ومن ثم إيجاد صانع يقبل تجهيز هذه التكنولوجيا الجديدة واختبارها، وأخيرًا الحصول على موافقة إدارة الطيران الفيدرالية، وهذه الخطوات كلها ستحتاج إلى مناورات إبداعية متنوعة.