في رحلة تاريخية تجسد التقدم الذي يحرزه قطاع الطيران الخاص إلى الفضاء، أكمل طاقم مؤلف بالكامل من النساء رحلة فضائية قصيرة على متن صاروخ وكبسولة نيو شيبرد التابعة لشركة بلو أوريجن، وذلك في أول رحلة فضائية نسائية بالكامل منذ أكثر من 60 عامًا، منذ أن حلقت رائدة الفضاء السوفيتية فالنتينا تيريشكوفا في مدار الأرض عام 1963. وكانت هذه الرحلة رقم 31 للبرنامج منذ إطلاقه في يوليو 2021. 

أول رحلة فضائية نسائية بالكامل منذ أكثر من 60 عامًا

ضم الطاقم مشاهير مثل المغنية الأمريكية كايتي بيري، ومقدمة البرامج في شبكة سي بي إس الأمريكية غايل كينغ، ولورين سانشيز، والعالمة في مجال هندسة الصواريخ وموظفة ناسا السابقة آيشا باوي، وعالمة أبحاث الفضاء البيولوجي أماندا نغوين، والمنتجة السينمائية كيريان فلين. 

أما على الأرض، فكان مشاهير مثل أوبرا، وكريس جينر وابنتها كلوي كارداشيان، وأورلاندو بلوم، وجيف بيزوس، يراقبون الحدث.
انطلقت الرحلة من غرب ولاية تكساس الأمريكية، إذ صعد الطاقم إلى حدود الفضاء على ارتفاع 100 كيلومتر، ثم عاد إلى الأرض. وظهر ذلك في البث الحي الذي شاركته شركة بلو أوريجن التي أسسها الملياردير جيف بيزوس.

استمرت الرحلة لمدة تسع دقائق، وكان الطاقم يحلق فوق خط كارمان، الحد الفاصل بين الغلاف الجوي للأرض والفضاء. وبالرغم من أن حالة انعدام الوزن التي استمرت لمدة أربع دقائق فقط، إلا أن التأثير العاطفي للرحلة كان واضحًا. قالت سانشيز، خطيبة جيف بيزوس، الذي سافر في الرحلة الأولى في يوليو 2021: "كان شعورًا بالفرح".

غنت بيري "What a Wonderful World" داخل الكبسولة، وقالت: "كل هذا من أجل مصلحة الأرض. هذه التجربة هي ثاني أفضل تجربة أختبرها بعد الأمومة".

وأضافت آيشا باوي: "لن أكون كما كنت، لا توجد حدود. الأرض فحسب. لقد اخترت الحلم الصحيح".

طاقم نسائي بالكامل يحلّق على متن نيو شيبرد من بلو أوريجن

Blue Origin

أما غايل كينغ، فقد أكدت بالرغم من خوفها الشديد من الطيران أن قوة الجاذبية كانت من أصعب ما واجهته خلال الرحلة. كما رفضت أن يُطلق عليها لقب رائدة فضاء بعد يومين فقط من التدريب المكثف، مشيرة إلى أن ما يميز الرحلة حقًا هو شعور الأُخوة الذي ساد داخل الكبسولة. وأعربت كينغ عن أملها في أن تلهم الرحلة القصيرة نساء أخريات للسفر نحو الفضاء.

على الرغم من قصر مدة الرحلة الحادية والثلاثين لشركة بلو أوريجن، إلا أنها كانت ذات طابع مميز، لأنها قدمت أول مجموعة من الأزياء الفضائية التي صُممت للنساء. قالت سانشيز لصحيفة نيويورك تايمز: "عادةً ما تُصمم هذه البدلات للرجال، ثم يجري تعديلها لتناسب النساء".

قبل خمسة أشهر من الرحلة، تواصلت سانشيز مع فرناندو غارسيا ولورا كيم، المؤسسين المشاركين لعلامة مونسي Monse، وكذلك المديران الإبداعيان في أوسكار دي لا رينتا Oscar de la Renta. خضع كل عضو في الطاقم لمسح ثلاثي الأبعاد لتصميم البدلات المخصصة، وقال غارسيا: "كانت البساطة مهمة، وكذلك الراحة، والمقاس، لكننا أردنا أيضًا شيئًا يحمل طابعًا مميزًا، مثل زي سباق الدراجات النارية".

على أن الرحلة واجهت عددًا من الانتقادات. فقد وصفتها عارضة الأزياء إميلي راتاجكوسكي بأنها "أبعد من أن تُؤخذ على محمل الجد"، مضيفة في منشور على تيك توك: "تقولون إنكم تهتمون بكوكب الأرض، وإن الأمر يتعلق بالأرض الأم، ثم تصعدون إلى الفضاء على متن مركبة بُنيت من قِبل شركة تسهم بمفردها في تدمير الكوكب". وتابعت قائلة: "انظروا إلى حال العالم اليوم، وفكروا في كمّ الموارد التي أُهدرت لإرسال هؤلاء النساء إلى الفضاء. من أجل ماذا؟ أشعر بالاشمئزاز".

في المقابل، قالت كينغ: "لم يكن هناك شيء تافه في ما فعلناه. أنا محبطة جدًا وحزينة جدًا حيال الانتقادات، وأود أن أضيف أن ما حققناه يحمل رسالة إلهام لنساء أخريات، وللفتيات الصغيرات أيضًا. من فضلكم، لا تتجاهلوا ذلك".