أصبح السفر إلى الفضاء الصيحة الأهم والأحدث في عالم السياحة الفاخرة، إذ بدأت الشركات تتسابق في ما بينها من أجل إطلاق رحلات فضاء تجارية. وبينما لا تزال شركات مثل سبايس إكس SpaceX وبلو أوريجين Blue Origin بعيدة عن إطلاق رحلاتها التجارية وإتاحتها للركاب، إلا أن شركات المناطيد الفضائية تقترب من إطلاق الرحلات التجارية بقيود أقل صرامة، وهو الأمر الذي يجعلها الاختيار الأقرب لكثيرين.

تعتمد المناطيد الفضائية على فكرة بسيطة وهي عدم اختراق غلاف الأرض الجوي، حتى تتجنب القيود الصارمة على الصواريخ الفضائية وشروط تدريب رواد الفضاء. لذلك تقترب المناطيد الفضائية من الطبقة الأخيرة في الغلاف الجوي وهي الستراتوسفير وتبقى هناك دقائق قبل أن تنطلق في رحلة العودة إلى سطح الأرض. وعادةً ما تستغرق هذه الرحلة بضع ساعات ذهابًا وإيابًا.

تقنيًا، لا يخترق المنطاد طبقات الغلاف الجوي الأخيرة، ولذا لا يصل إلى الفضاء الحقيقي، ولكنه يوفر تجربة أقرب إلى ذلك، إذ يستطيع الركاب عبر المنطاد رؤية الكرة الأرضية من أبعد نقطة يمكن الوصول إليها مع ظهور فراغ الفضاء في الأفق المحيط بالكرة الأرضية.

لماذا يفضل البعض المناطيد الفضائية؟

السبب الرئيس الذي يجذب السياح والزبائن إلى المناطيد الفضائية عوضًا عن رحلات الفضاء الكاملة والصواريخ النفاثة هو سهولة الوصول إليها، إذ لا تحتاج لأن تتدرب مدة أشهر حتى تصبح رائد فضاء. كما يمكن للجميع الاستمتاع بهذه الرحلات سواءً كانوا كبارًا أو أطفالًا من دون وجود شروط صحية محددة لها.

وتتمايز رحلات المناطيد الفضائية بمستوى رفاهية أعلى من رحلات الفضاء عبر الصواريخ في شركات مثل SpaceX وغيرها، وهذا لأن المناطيد الفضائية طورت منذ البداية لتصبح مركبات سياحية وليس مركبات عملية تحتاج إلى العديد من الأجهزة المعقدة. لذلك من الطبيعي أن تجد في المنطاد مطعمًا أو اتصالاً بالإنترنت عبر الواي فاي.

وثمة ميزة أخرى تجذب المستخدمين إلى رحلات المناطيد الفاخرة وهو وقت الرحلة، إذ تصل مدة الرحلة إلى 6 ساعات تقريبًا، وهي مدة كافية حتى تتمكن من الاستمتاع بالشكل الخارجي للكرة الأرضية إلى جانب المناظر الطبيعية المختلفة التي تشاهدها في أثناء صعود المنطاد وهبوطه.

شركات اقتربت من إطلاق رحلاتها

تتمثل إحدى المزايا الأخرى في رحلات المنطاد الفضائي بكون بضع شركات اقتربت من إطلاق رحلاتها إلى الفضاء الخارجي، بسبب سهولة تطوير التقنية والإجراءات المتعلقة بها.

تسعى شركة  Zephalto الفرنسية لأن تكون أول شركة أوروبية تطلق رحلات المناطيد الفضائية بحلول نهاية 2024. وتقدم الشركة تسهيلات لضيوف رحلاتها مثل مطعم حاصل على نجوم ميشلان، إلى جانب تصميم فريد من نوعه للمقصورة الداخلية يضمن راحة الركاب طيلة الرحلة.

منطاد Zephalto

Zephalto

تجاوز منطاد Zephalto ارتفاع 24 كيلومترًا في الرحلات الاختبارية التي وصل عددها إلى 3 رحلات، والشركة بانتظار الحصول على ترخيص للعمل من وكالة سلامة الطيران الأوروبية لتشغيله. ويسع المنطاد 6 ركاب مع قائدين، كما توفر الشركة استشارات نفسية للركاب قبل كل رحلة وبعدها.

المنطاد نبتون الفضائي

Space Perspective

ومن فلوريدا تستعد شركة Space Perspective لإطلاق رحلات المنطاد نبتون الفضائي إلى أبعد من 32 كيلومترًا في السماء مع ثمانية ركاب في رحلة تبدأ من البحر وتنتهي في البحر أيضًا. ويعد هذا الأمر من المزايا التي جذبت كثيرين إلى هذه الرحلة، إذ تجاوز عدد التذاكر المبيعة 1200 تذكرة بحسب تصريحات الشركة.

إحدى مركبات شركة World View

World View

وعلى صعيد آخر قررت شركة World View أن تتخذ منهجًا مختلفًا في رحلاتها، وذلك عبر اختيار مكان مختلف في كل مرة لبداية الرحلة، إذ تبدأ الرحلات من إحدى عجائب الدنيا السبع في كل مرة، وتنطلق لتجاوز حد 32 كيلومترًا في السماء، وهي متاحة لمختلف الأعمار وحتى من يمتلكون تحديات جسدية بشروط خاصة.

مستقبل السياحة الفضائية

رغم أن شركات الفضاء مثل SpaceX وغيرها تأخرت قليلاً في توفير رحلاتها التجارية، إلا أن هذا لا يعني تراخيهم في إطلاق هذه الرحلات. فالتجربة التي تسعى هذه الشركات إليها تتخطى مجرد الوصول إلى الفضاء الخارجي والعودة. ترغب SpaceX وشركات أخرى في بناء محطات هبوط على سطح القمر كجزء من رحلاتها الفضائية.