لم تعد السياحة الفضائية حلمًا بعيد المنال، كما أنك لن تحتاج لانتظار جيف بيزوس وشركته أو أي شركة أخرى، بعد أن أعلنت شركة Space Prespective أنها أتمت رحلاتها التجريبية بنجاح وأصبحت جاهزة لبدء الرحلات خلال الأعوام المقبلة عبر المناطيد الفضائية.

وقد كشفت Space Prespective عن منطادها الفضائي الأول تحت اسم نبتون وان Neptune One، وأعلنت أنها أكملت اختبارات التحليق والأمان في يونيو 2021 الماضي، وبذلك أصبحت جاهزة للإعلان عن رحلات الفضاء معها خلال الفترة القادمة بدايةً من عام 2024.

يستطيع منطاد Neptune One حمل ثمانية سياح معًا في وقت واحد إلى جانب الطيار، إلى ارتفاع 30 كيلومترًا في السماء أو 100 ألف قدم، وهي أقرب نقطة إلى الفضاء الخارجي يمكن بلوغها دون اختراق طبقات الغلاف الجوي العليا، حيث يبدأ الفضاء الخارجي بعد 100 كيلومتر من سطح الأرض بحسب دراسات وكالة ناسا وأبحاثها، ولذلك يطلق على ركاب هذا المنطاد أو أي شركة أخرى مماثلة له اسم سياح فضاء بدلًا من رواد الفضاء لأنهم لن يروا الفضاء الخارجي الحقيقي ولكن سيكونون قريبين منه.

نظرة على المنطاد  

يقترب حجم المنطاد من حجم ملعب كرة قدم قياسي، وذلك حتى يتمكن من حمل الكبسولة المضغوطة التي تضم الراكبين والطيار، وتتكون السفينة الفضائية بشكل عام من ثلاثة أجزاء مختلفة التركيب.

يعد الجزء الأول من السفينة الفضائية هو المنطاد ذاته الذي يضم غاز الهيدروجين قليل الانبعاثات. وتعد هذه السفينة هي الأقل تسببًا في انبعاثات ضارة على طبقات الغلاف الجوي والغازات الموجودة به، كما أنها أقل وزنًا من المركبات الأخرى التي تستخدمها سبايس إكس SpaceX والشركات الأخرى.

يتكون الجزء الثاني من الكبسولة المضغوطة، وهي كبسولة من الزجاج المقوى تسمح للركاب برؤية المكان حولهم بزاوية 360 درجة، كما أنها تضم مجموعة غرف للراحة مزودة بنوافذ حتى ترى الفضاء المحيط بك. وثمة حمامات في جزء منفصل من الكبسولة، التي تتيح لك أيضًا الاتصال بالإنترنت والتواصل مع سطح الأرض عبر مجموعة من وسائل الاتصال المختلفة. وتضم الكبسولة منظارًا مقربًا مع شاشات تفاعلية لشرح ما تراه أمامك عبر المنظار أو عبر نوافذ المنطاد.

أما الجزء الثالث، فهو المسؤول عن الهبوط بسلام وحالات الهبوط الاضطراري، حيث يحتوي على مجموعة من المظلات والمحركات النفاثة لمعادلة سرعة سقوط السفينة في حالة فشل المنطاد.

منطاد نبتون وان الفضائي

Space Prespective

تفاصيل رحلة منطاد نبتون وان

تبدأ رحلة منطاد نبتون وان Neptune One مع بزوغ الفجر، حيث يبدأ الإقلاع مباشرةً ويستغرق حتى ساعتين تقريبًا ليصل إلى أقصى ارتفاع له بعيدًا عن سطح الأرض بمسافة 30 كيلومترًا، ويستمر المنطاد في الحركة على هذا الارتفاع لمدة ساعتين تقريبًا. بعد ذلك تبدأ عملية الهبوط حتى يصل إلى المحيط، وتستمر رحلة الهبوط لمدة ساعتين أيضًا، وتجد بالطبع سفينة خاصة بانتظارك عند وصولك إلى نقطة المحيط حتى تستعيد الركاب. وتستغرق هذه الرحلة بأكملها 6 ساعات منذ لحظة الإقلاع حتى لحظة الهبوط في المحيط.

تكلف هذه الرحلة 125 ألف دولار، وذلك مقارنةً برحلة فيرجن غالاكتيك Virign Galactic التي يصل سعرها إلى 450 ألف دولار أو شركة بلو أوريجن Blue Origin التابعة لجيف بيزوس والتي لم تعلن بعد عن تكاليف رحلاتها. ويمكنك حجز مقعدك على متن نبتون وان منذ الآن مقابل 1000 دولار وإكمال المبلغ لاحقًا عند الاقتراب من موعد رحلتك. حجز هذه الرحلة أكثر من 600 مستخدم حتى الآن عبر موقع الشركة الرسمي.

وتعد رحلة نبتون وان Neptune One الفضائية هي الأطول بين رحلات شركات السياحة الفضائية الأخرى.  في الرحلة التجريبية التي أطلقتها شركة بلو أوريجن سابقًا، أمضى طاقم المركبة مع مشارك مجهول لم يكشف عن الرقم الذي دفعه من أجل الصعود على متنها ما يقرب من 11 دقيقة فقط في الفضاء الخارجي.

منطاد نبتون وان الفضائي

Space Prespective

وإذا كنا نتحدث عن رحلات الفضاء الخارجي، فإنه لا ينبغي لنا أن ننسى رحلة إيلون ماسك وطاقمه إلى الفضاء الخارجي حتى مسافة 585 كيلومترًا عن سطح الأرض. تعد هذه الرحلة أطول ما وصلت إليه المركبات الفضائية بعد رحلة أبولو سابقًا. وقد ضمت هذه الرحلة، على متن مركبة فضاء حقيقية وغير مريحة، أربعة ركاب من غير طاقم العمل، ويقال إن تكلفتها وصلت إلى 55 مليون دولار تقريبًا.

في المقابل، تُعد رحلات نبتون وان Neptune One هي الأفضل من ناحية الراحة والميزات المتنوعة، إذ إنها تتيح لك الوصول إلى أول طبقة في الفضاء الخارجي ورؤية كوكب الأرض وهو محاط بالفضاء والشمس، وبعد ذلك الهبوط تدريجيًا والاقتراب من سطح الأرض حتى ترى الكوكب أمامك رأي العين.

إذا كنت مهتمًا بالاشتراك في مثل هذه الرحلة، فإن عليك التوجه لحجز مقعدك من الآن، حيث قامت الشركة ببيع جميع المقاعد حتى عام 2025 فيما تخطط الإطلاق أكثر من 500 رحلة سنويًا عندما تبدأ بالعمل.