يستخدم مصمم قطع الأثاث ماكسيميليان أيك مجمّعه السكني في بالي منزلًا له ولوالديه، وفي الوقت نفسه موقعًا اختباريًا للمفاهيم التصورية الجديدة التي يبدعها. قبل أن يصبح أي مصباح، أو كرسي، أو كوب من الزجاج متاحًا للشراء عبر علامته التجارية MAX ID NY، التي تبني حاليًا استوديو خاصًا بها على أرض الجزيرة، تبقى أي قطعة أثاث من ابتكاره في رحاب المنزل ليتسنّى للمصمم التحقق من أدائها اليومي. بل إن حجرة نومه أيضًا تقوم مقام المختبر وتحتضن قطعًا عدة لمّا تُطرح في السوق بعد.

السرير

أراد المصمم أن يبدو سريره طافيًا في الفراغ، لذا انطلق في مشروع ابتكاره من هيكل أسود مصنوع من الخشب المعاكس المصقول بطلاء اللك، ثم دعمه بلوح من خشب الساج المتين. وعلى ما هو عليه حال المفروشات الأخرى التي يبدعها، يخلو السرير الفاخر من أي تفاصيل معدنية أو مفصلات، لذا تبدو هذه الأجزاء كلها متناغمة بعفوية في أسلوب مبسّط يستلهم الطراز الهندسي الياباني.

الإضاءة

يقول أيك: "ابتدأت لغتي التصميمية عمومًا من الأشكال الهندسية الرئيسة: المربع، والمثلث، والدائرة". وقد يكون أفضل ما يجسّد هذه الفكرة هنا ثريات الإنارة التي تحيط بالسرير من الجانبين. فكل من المصابيح الثلاثة يحتضن شكلًا هيكليًا مختلفًا: المربّع موجّه باتجاه السرير ويُستخدم مصباحًا للقراءة، فيما الدائرة تسلّط ضوءها على المنضدة الجانبية، والمثلث ينير الأغراض البعيدة عن السرير.

المرآة

يطل سرير أيك على الباحة الخارجية الغنّاء، لكن الحائط الأجرد بمحاذاة الباب كان يوحي في المقابل بالضيق، لذا أثرى المصمم هذا الجدار بمرآة تبدو أقرب إلى نافذة إضافية. في التصميم الذي يتخذ شكل قطة، لا تتيح حبال الأذنين مثلثتي الشكل الإبقاء على المرآة في موقع مرتفع. كانت المرآة ثقيلة جدًا، على ما كشف أحد اختبارات الجدوى التي يُخضع لها كل تصميم جديد، لذا قرر أيك تثبيت المرآة إلى الحائط.

المنضدة الجانبية

صُممت المنضدتان الجانبيتان، اللتان تنطوي هندستهما على تعقيدات واضحة، بحيث لا تزيد المسافة الفاصلة عن قطعتي الرخام على بوصة واحدة، ما يعزز الإيحاء بالطفو الذي يعكسه تصميم السرير. يقول أيك إن مسار ابتكار هاتين المنضدتين انطوى على كثير من الاختبارات والأخطاء: كان الحجر الرخامي ثقيلاً جدًا إلى حد أنه كان غالبًا ما يتسبب خلال مرحلة التصنيع في انحناء المعدن أكثر مما ينبغي.