في صفقة قياسية قدّرت بنحو 220 مليون دولار أمريكي، استحوذ برنار أرنو، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة إل في إم إتش LVMH، على فندق كاب إيستيل Cap Estel الأسطوري في بلدة إيز Èze عبر شركته الاستثمارية غروب أغاش Groupe Agache، ليضيف أحد فنادق الريفييرا الفرنسية الأشد تميزًا وحصرية إلى مجموعته العقارية الفاخرة.
الفندق، الذي يتربع على شبه جزيرة خاصة تمتد على نحو 4.94 فدان بين موناكو وكاب فيرات، يُعد منذ زمن طويل جوهرة خفية في الريفييرا.
يضم الفندق 20 جناحًا وغرفة فقط، تحيط بها حدائق مترامية الأطراف ويكملها مطعم فاخر ومنتجع صحي، ورقعة شطرنج عملاقة مرسومة على الأرض في الهواء الطلق، مزودة بقطع ضخمة، تتيح للضيوف الاستمتاع باللعبة وسط الحدائق بإطلالة مباشرة على البحر. هذا المزيج من الخصوصية المطلقة والفخامة الكلاسيكية جعل الفندق عنوانًا للنخبة من أصحاب الذوق الرفيع والأسلوب الحياتي الراقي.
Cap Estel
من الأدباء إلى نجوم هوليوود
شُيّد فندق كاب إيستيل عام 1899 على يد الناشر الأيرلندي فرانك هاريس، صديق الكاتب الأسطوري أوسكار وايلد، ليتجلى منذ نشأته بوصفه عنوانًا للنخبة.
وعلى امتداد القرن العشرين، تنقّل العقار بين ملكيات الأرستقراطيين والفنانين وكبار الصناعيين، قبل أن يكتب فصلاً جديدًا في حكايته في منتصف القرن، حين أصبح وجهة مفضلة لنجوم هوليوود.
هناك، وجدت غريتا غاربو السكينة بعيدًا عن الأضواء، واستمتع ديفيد نيفن وأنتوني كوين بالأجواء المنعزلة، وتركت فرقة البيتلز بصمتها في سجل الضيوف الذهبي.
ورغم أعمال التجديد التي خضع لها الفندق في مطلع الألفية، إلا أنه ظل متمسكًا بجوهره الكلاسيكي، محتفظًا بسحر الفخامة الأوروبية التي طبعت ملامح الحقبة الجميلة.
واليوم، يجمع فندق كاب إيستيل بين أصالته التاريخية ومكانته بوصفه أحد الفنادق الأشد خصوصية على مستوى العالم؛ فهو مقر إقامة فخم، وملاذ استجمام فاخر، وأسطورة حية تواصل سرديتها عبر الأجيال.
Cap Estel
بصمة أرنو على الريفييرا وباريس
شكّلت الصفقة الأخيرة علامة فارقة في قطاع الضيافة الأوروبية، بعدما تخطى التقييم نحو 11 مليون دولار أمريكي للغرفة الواحدة، في رقم يتجاوز ما سجّلته صفقات فنادق تاريخية مثل غراند أوتيل دو كاب فيرات Grand-Hôtel du Cap-Ferrat الذي بيع مقابل 3.85 مليون دولار للغرفة، وكاب إيدن روك Cap Eden Roc في أنتيب، حيث راوح السعر بين 5.5 مليون دولار إلى 6.6 مليون دولار للغرفة.
Cap Estel
ومع إضافة فندق كاب إيستيل إلى محفظته، يواصل برنار أرنو تعزيز حضوره في الريفييرا الفرنسية. ففي عام 2016 استحوذ على فندق لا ريزيدنس دو لا بينيد La Résidence de la Pinède في سان تروبيه، الذي تحول لاحقًا إلى شيفال بلان سان تروبيه Cheval Blanc St-Tropez، فيما يشكّل يخته الفاخر سيمفوني Symphony، بطوله البالغ 101 متر، مشهدًا مألوفًا بين موانئ موناكو وسان تروبيه، دلالة على علاقته الوثيقة بالمنطقة.
أما في باريس، فقد وسّع أرنو استثماراته العقارية عبر مجموعة من المقتنيات البارزة، بدءًا من قصر فخم في الدائرة السابعة اشتراه عام 2005 من أرملة رجل الأعمال جان-لوك لاغاردير مقابل 27.5 مليون دولار أمريكي، وصولاً إلى قصر آخر كان ملكًا للمصمم إيمانويل أونغارو اقتناه عام 2019 بقيمة 60 مليون دولار، فضلاً عن استحواذه أخيرًا على مبنيين متجاورين في الحي نفسه، ليعزز بصمته في قلب العاصمة الفرنسية.