البحر الأحمر.. من الرمال حتى أعماق البحار

باتت وجهة البحر الأحمر اليوم أقرب من أيّ وقتٍ مضى، مع انطلاق الرحلات المباشرة إلى مطار البحر الأحمر الدولي من الرياض، وجدة، ودبي، والدوحة، إلى جانب رحلات متصلة من مدن أوروبية كبرى مثل لندن، وباريس، ومدريد، وروما، وبرلين. هذا الانفتاح الجغرافي يفتح أبواب البحر الأحمر أمام المسافرين من مختلف أنحاء العالم.

بين الجزر المرجانية المتلألئة، والجبال البركانية الصامتة، والكثبان الرملية التي تعانق الأفق، تنبض وجهة البحر الأحمر بالحياة، مقدّمةً تجربة استثنائية تُجسّد الجمال الطبيعي في أبهى صوره. هنا، تتناغم الطبيعة مع الثقافة، وتلتقي روح الإبداع بسحر المكان، لتتحوّل كل لحظة إلى رحلةٍ تُغذّي الحواس وتُنعش الروح.

تحتضن الوجهة مجموعة من أحدث المنتجعات والفنادق، المنتشرة بين الجزر الساحرة والمناظر الصحراوية الخلابة، إذ يقدّم كل ملاذ رؤيته الخاصة للتجربة والاكتشاف. ففي منتجع سيكس سينسز الكثبان الجنوبية Six Senses Southern Dunes، تُقام ورش عمل في حياكة السدو ومزج التوابل، فيما يفتح منتجع نجومه الريتز-كارلتون Ritz-Carlton Nujuma أبوابه لجلسات تعليمية في علم الأحياء البحرية وأمسيات ساحرة لمراقبة النجوم.

أما منتجع سانت ريجيس البحر الأحمر St. Regis Red Sea، فيمزج بين الترفيه والإبداع من خلال باقة من الرياضات المائية المناسبة للعائلات، في حين يقدّم منتجعا ديزرت روك Desert Rock وشيبارة Shibara تجارب تعليمية فريدة، من الإبحار إلى استكشاف بيئة الشعاب المرجانية، مرورًا بأنشطة تُعزّز مهارات التكيّف مع الطبيعة والتغلّب على التحدّيات.

في البحر الأحمر، تمتد المغامرة من عمق الصحراء إلى رحابة البحر، حيث يتحوّل التعلّم إلى رحلة استكشاف نابضة بالحياة. تبدأ التجربة مع علامة أكون، التي تكشف أسرار الطبيعة عبر جولات جيولوجية يقودها مرشدون خبراء، وتُتوّج بتجارب آسرة لمراقبة النجوم تحت سماء لا تشبه سواها.

ومن الرمال إلى الموج، يدعو مركز واما الزوّار إلى إتقان فنون الإبحار والتحكّم بالقوارب والزلاجات المائية وسط بحيراتٍ هادئة، تمنح المتعة والإلهام في آنٍ واحد. ثم يأخذ مركز جالاكسيا المغامرين إلى أبعد مما تراه العين، عبر دورات غوص معتمدة من اتحاد مدرّبي الغوص المحترفين، تفتح أبواب الأعماق على عالمٍ من الدهشة والمعرفة.

تجربة شتوية لا تُنسى في مونتانا

في قلب ولاية مونتانا، يقف منتجع ون آند أونلي مونلايت بايسن One&Only Moonlight Basin الجديد بوصفه عنوانًا للفخامة الهادئة وتجربة الضيافة الأمريكية المتفرّدة. يُعد هذا المنتجع أول مشاريع علامة ون آند أونلي الفاخرة في أمريكا، ويمتد على مساحة شاسعة تبلغ 240 هكتارًا من الغابات الجبلية البكر. يتميّز المنتجع بتصميم معماري فريد يحمل توقيع شركة أولسون كونديغ Olson Kundig، التي نجحت في دمج العمارة المعاصرة بسلاسة مع البيئة المحيطة، لتتناغم الفيلات الفاخرة، والأكواخ الخاصة، والمنازل المستقلة مع التضاريس الجبلية الخلابة، وكلها تطل على مشاهد ساحرة تشمل جبل لون والقمم الإسبانية المجاورة.

حين يكسو الثلج جبال مونتانا، يتحوّل منتجع ون آند أونلي مونلايت بايسن إلى عالم تمتزج فيه الفخامة بالتحدي في تجربة شتوية لا تُنسى. في هذا الفصل الساحر، لا تقتصر الإقامة على الراحة والهدوء، بل تنفتح أمام الضيوف أبواب التعلّم والمتعة من خلال دروس التزلّج التي يشرف عليها مدرّبون محترفون، ضمن مرافق عالمية المستوى.

تنطلق تجربة التزلج من قاعدة ماديسون، التي تضم أطول تلفريك في العالم بثمانية مقاعد مدفّأة، لتبدأ الرحلة نحو القمم الثلجية بأقصى درجات الراحة والرفاهية. ومن هناك، تفتح عربة غوندولا ون آند أونلي Gondola One&Only آفاقًا واسعة لعشّاق التزلج، مع أكثر من 320 مسارًا تمتد عبر تضاريس متنوعة، مصممة لتلائم مختلف المستويات، وتمنح الزوار مزيجًا فريدًا من التحدي، والخصوصية، ومتعة الاستكشاف.

أما منطقة بيغ سكاي Big Sky المحيطة بالمنتجع، فتُجسّد روح الطبيعة الشتوية في أنقى صورها. الغابات مكسوّة بطبقات الثلج الكثيفة، والقمم الشاهقة تلوح تحت سماءٍ صافية، ليحيا الزائر مشهدًا لا يتكرّر. في النهار يتردد صوت الأحذية فوق الثلوج المتجمّدة، ومع المساء ينساب دفء المواقد في أجواءٍ هادئة تحت سماء تزدحم بالنجوم، في تجربة توازن بين سكون الطبيعة وفخامة التفاصيل.

جنيف كما لم تعشها من قبل

في جنيف، يأتي الشتاء ليحمل معه طبقات من الجمال الهادئ الذي ينساب بين الأزقة القديمة وضفاف البحيرة المتلألئة. وسط هذا المشهد الخلاب، تبرز مساكن ألتيما جنيف كي ويلسون Ultima Quai Wilson Geneva بوصفها ملاذًا لتجربة فاخرة تمزج بين الخصوصية المطلقة والخدمات الراقية. يتكوّن المشروع من خمسة منازل فاخرة، يشغل كلّ منها طابقًا كاملاً، وتتميّز بتصاميم داخلية أنيقة ومساحات جلوس رحبة. ولإكمال تجربة الرفاهية، يمكن للمقيمين الوصول إلى ناد صحي يوفّر لحظات من الاسترخاء العميق. 

ولمن يبحث عن تجربة تتجاوز الإقامة، يقدّم المنتجع بالتعاون مع علامة هوبلو Hublot فرصة فريدة عبر أكاديمية هوبلو للساعات، إذ يمكن للضيوف التعرّف على أسرار صناعة الساعات السويسرية من الداخل. بإشراف حرفيين محترفين، يخوض المشاركون تجربة عملية تبدأ من تجميع الحركات الميكانيكية المعقّدة وصولاً إلى ابتكار ساعة ميكانيكية خاصة بهم، في رحلة تُجسّد فنّ الدقّة السويسرية وتُعمّق التقدير لهذا الإرث العريق.

إلهام أدبي في قلب إدنبرة

داخل مدينةٍ إدنبرة التي تُلهم الكتّاب وتحتضن الحالمين، يقدّم فندق ذا بالمورال The Balmoral من روكو فورتيه أكثر من مجرد إقامة فاخرة؛ إنها دعوة للغوص في روح اسكتلندا الأدبية. منذ عام 1902، شكّل الفندق ملاذًا للباحثين عن الإلهام، إذ تجتمع فيه الأناقة الكلاسيكية مع شاعرية المدافئ وصوت الحطب المتقد، وتُطلّ النوافذ على مشاهد خلابة لقلعة إدنبرة وهضبة آرثر، وكأنها صفحات من رواية تنتظر من يكتبها.

وفي امتداد لهذا الإرث الإبداعي، يفتح الفندق فصلاً جديدًا يحتفي بالكلمة بوصفها فنًّا حيًّا يُلامس الوجدان ويُخلّد اللحظة. من خلال تعاون فريد مع الشاعر المقيم ماركاس ماك آنتويرنير، أحد الأصوات الشعرية الغيلية الأبرز في اسكتلندا، تتحوّل اللحظات الشخصية إلى قصائد تنبض بالعاطفة والجمال. في جلسات خاصة، يجلس ماركاس مع الضيوف ليصوغ معهم قصائد شخصية تحتفي بلحظاتهم الأثمن، سواء كانت طلبات زواج، أو احتفالات ذكرى سنوية، أو رسائل حب صادقة. وبهذا، تتحوّل الإقامة إلى تجربة وجدانية خالدة تُروى على هيئة شعر، وتُحفظ في الذاكرة كما تُحفظ القصائد في الكتب.