على بُعد خطوات قليلة من شواطئ أنطاليا التركية، تختبئ جزيرة سولوآدا Suluada، تلك الجوهرة الطبيعية التي تعانق السماء والبحر في تناغمٍ هادئ استثنائي. جزيرة "المياه" التي تجمع بين الصفاء والهدوء في مكان لم يمسّه التطوير البشري، تتحول اليوم إلى ملاذ مثالي للهروب من صخب السياحة التقليدية.
رغم قربها من أنطاليا، تظل الجزيرة غير مأهولة بالسكان، ما يتيح لزائريها تجربة استجمام لا مثيل لها. هنا، حيث يلتقي الأفق الأزرق غير المتناهي مع نقاء الرمال البيضاء، يتجسد مشهد من السكينة التي تنأى بالزائر عن صخب العالم، وكأن الزمن توقف ليمنحه فرصة الانغماس في حضن الطبيعة.
جزيرة سولوآدا: ملاذ الصفاء والجمال الطبيعي البكر
تُبحر القوارب من أنطاليا إلى جزيرة سولوآدا في رحلة بحرية قصيرة تمتد نحو أربعين دقيقة، ليجد المسافر نفسه أمام لوحة طبيعية خلابة لا مثيل لها.
تغطي الرمال البيضاء الناعمة ساحل الجزيرة، متلألئة تحت أشعة الشمس كأنها مسحوق ناعم يمتد بلا نهاية، بينما المياه اللازوردية الصافية تدعو كل عابر للانغماس في برودتها المنعشة. سولوآدا ليست وجهة سياحية تقليدية، بل هي ملاذ يحافظ على جماله الطبيعي البكر من دون أي تدخل بشري مزعج، ما يجعل الجزيرة محمية طبيعية حقيقية ومأوى للحياة البحرية.
عشاق الطبيعة يجدون فرصة للتنفس بحرية في هذه الجزيرة، حيث الهواء العليل يحمل نسمات البحر المنعشة، والسكينة تغلف المكان في كل زاوية. كما تتيح سولوآدا فرصًا لاستكشاف التنوع البيئي البحري.
فالمياه المحيطة بها تعج بأنواع من الأحياء البحرية التي تزدهر في هذا الملاذ المحمي. تتراقص الدلافين بحرية وسط الأمواج، وتظهر سباع البحر النادرة بين أحضان هذا البحر الهادئ.
كما توفر الجزيرة لزائريها شاطئين بديعين للسباحة، إلى جانب مسارات خلابة تمر بين أحضان أشجار الزيتون العتيقة، لتمنح عشاق المشي فرصة استكشاف جمال الطبيعة الساحر والتأمل في هدوئها العميق.
تركيا في صدارة الوجهات الصيفية لعام 2025
وفي سياق متصل، كشفت شركة على الشاطئ On the Beach المتخصصة في تنظيم الرحلات السياحية، أن تركيا تصدرت الوجهات الصيفية الأكثر جذبًا لعام 2025، مع زيادة في الحجوزات بلغت 54% خلال عامين فقط. ولا تزال أنطاليا تتربع على قائمة المدن المفضلة لدى السائحين، بفضل ما تقدمه من تجارب استجمام مميزة وطبيعة خلابة.
ويُضاف إلى ذلك تسجيل شواطئ كونيالتي Konyaalti في أنطاليا أعلى درجات حرارة مياه بحر في أوروبا، التي وصلت إلى 27.8 درجة مئوية، ما يزيد من جاذبية المنطقة للسياح الباحثين عن دفء الشواطئ وصفاء المياه، ليصبح الاسترخاء على شواطئها خيارًا لا يُقاوم.