قلة من المتخصصين في رياضة السيارات حققوا ما سجلته شركة برو درايف Prodrive البريطانية من إنجازات متنوعة وأرقام قياسية، بدءًا من الفوز في سباقات لومان، وصولاً إلى إحراز ألقاب عدة في بطولات الرالي العالمية. واليوم، تتولى الشركة إعداد سيارات أستون مارتن المخصصة لسباقات GT، وتؤدي دور الشريك التقني في تطوير سيارة ديفندر الصحراوية الجديدة من لاند روفر، والتي ستشارك في رالي داكار لهذا العام.
لكن عندما قرر المؤسس ديفيد ريتشاردز، المدير السابق لفريق الفورمولا 1، تصميم جهاز محاكاة للسباقات، لم يكن هدفه تطوير أداة تدريب عملية فحسب. فقد تصوّر ابتكارًا يرحب السائقون والهواة بوجوده داخل منازلهم، وليس في مرآب مغلق. ولتحقيق هذه الرؤية، لجأ إلى مصمم السيارات البريطاني الشهير إيان كالوم، الذي شغل سابقًا منصب المدير الإبداعي في جاكوار على مدى 20 عامًا، وأوكل إليه مهمة ابتكار جهاز Prodrive Racing Simulator الأصلي، الذي كُشف عنه في عام 2022.
يمتاز هذا الجهاز بحوض من ألياف الكربون معلّق داخل هيكل أنيق مصنوع من 16 طبقة من الخشب المثني، ما يجعله أقرب إلى قطعة أثاث فاخرة منه إلى منصة ألعاب تقليدية. النادر في هذا الابتكار أيضًا هو خدمة التوصيل الفاخرة التي تقدمها Prodrive، التي سبق أن ابتكرت طريقة لإدخال الجهاز إلى شقة أحد الزبائن في الطابق الثاني والعشرين من أحد الأبنية.
في عام 2025، ترتقي Prodrive بتجربة المحاكاة إلى مستوى أعلى، بعدما أعادت تصميم الجهاز بالكامل وبمشاركة نخبة من العلامات البريطانية العريقة. تولّت شركة بيندنيس Pendennis، المتخصصة في صناعة اليخوت الفاخرة، تصنيع الإطار الدائري باستخدام تشطيبات مصمّمة حسب الطلب، فيما تكفلت دار كونولي Connolly العريقة بتنجيد المقصورة الداخلية بجلد فاخر متيحة لك اختيار اللون والغرزات حتى التطريزات وفق ذائقتك الخاصة.
أما شركة فاوتونز Vaughtons، وهي الجهة المسؤولة عن شارات سيارات أستون مارتن، فقد أبدعت لوحات تعريفية مصقولة بطلاء المينا ومرقّمة يدويًا. ويكتمل النظام بتجربة صوتية راقية تقدّمها علامة بانغ أند أولفسن إما عبر سماعات الرأس Beoplay HX، أو من خلال مكبر الصوت المنحوت A9 لمن يرغب في جعل أزمنة دوراته مسموعة بوضوح.
لتعزيز الطابع الواقعي للتجربة، جُهّزت عجلة القيادة القابلة للتخصيص بأذرع لتبديل السرعة مصنوعة من ألياف الكربون، وبمجموعة من الأقراص الدوّارة والأزرار الضاغطة
ومع ذلك، لم يطغَ الشكل على الأداء الوظيفي، إذ يخفي مخروط المقدّمة حاسوب ألعاب فائق الأداء، يُشغّل شاشة مقوّسة كبيرة مقاس49 بوصة بدقة5K من فئةDual-QHD . أما عجلة القيادة، فمزوّدة بخمسة أقراص دوّارة و12 زرًا ضاغطًا، بالإضافة إلى أذرع لتبديل السرعة مصنوعة من ألياف الكربون، يمكن برمجتها لتُحاكي وظائف سيارة السباق الخاصة بك بدقة. لكن أكثر ما يثير الإعجاب هو صندوق الدوّاسات، الذي جرى ضبطه ليحاكي بدقّة الحركة القصيرة والثقيلة لدوّاسة المكابح في سيارات السباق، وهو مستوى من الواقعية نادرًا ما تحقّقه أجهزة المحاكاة.
انطلقت في جولات عدة على حلبة سيلفرستون، وهي الحلبة المحمّلة ضمن الاختبار الذي خضته، ويمكنني القول بما لا يدع مجالاً للشك إن هذا الجهاز لا يمنحك تجربة غامرة فحسب، بل واقعية إلى حد يصعب تصديقه. وليس هذا بالأمر المستغرب، إذ يجري تجميع كل جهاز في الورشة نفسها على أيدي المهندسين الذين يشرفون على تصنيع سيارات Prodrive التي تتألق اليوم في ميادين السباق.





