يكاد ماريو كاربون، بوصفه أمريكيًا من أصل إيطالي ترعرع في كوينز، يكون عاشقًا للطعام بالفطرة. لكن ما أفضى به إلى مسيرة مهنية في عالم الطهي كان الطابع الدرامي للمطاعم أكثر منه الاستمتاع بتناول الطعام. يقول كاربون، الذي عمل في مطاعم مثل wd-50 وCafé Boulud: "تحول حبي للطعام إلى افتتان بالمطاعم"، واصفًا الانتقال الحيوي بين فسحة المطعم والمطبخ "بالحيلة السحرية".
وقد واظب كاربون، وشريكه ريتش تورّيتزي، على أداء هذه الحيلة كل مساء منذ عام 2009، عندما افتتحا مطعم Torrisi Italian Specialties. أما اليوم، فمجموعة Major Food Group (MFG) التي أسساها تضم تحت مظلتها أكثر من 30 مطعمًا، بما في ذلك مطاعم Sadelle’s، وGrill، وMario’s، إلى جانب فروع في أنحاء مختلفة من العالم.
صحيح أن الطاهي لا ينفك يكرّس وقته للمطبخ، إلا أنه أصبح أيضًا المسؤول عن الأبعاد الجمالية لمجموعة MFG، إذ إنه يشرف على أمور الموسيقا، وأزياء طاقم العمل، وترتيب الموائد، والتصميم الداخلي، في مختلف المطاعم التابعة لها. فضلاً عن ذلك، دفعه اهتمامه بعالم الأزياء العام الفائت إلى إطلاق علامة Our Lady of Rocco المتخصصة في تقديم ألبسة رجالية استلهمها من ملابس والده وأعمامه في ثمانينيات القرن الفائت.
انتقل كاربون مؤخرًا إلى ميامي لافتتاح مقر جديد لمطعم Sadelle’s، فيما يخطط لإطلاق النسخة التالية من مأثرته الأخرى، مطعم Carbone، في دالاس هذا الربيع.
ما أول ما تفعله عندما تستيقظ صباحًا؟
أرتدي بدلة رياضية وأنتعل خفًا، وأعدّ لنفسي كوبًا من القهوة. أستأنس بالصباحات الهادئة. أحرص حقيقة على ذلك.
هل تتبع أي طقوس شخصية؟
بل إني شخص شديد التشبّث بالطقوس. أظنني شخصًا غريب الأطوار يفقد توازنه إذا ما خرجت الأمور عن مسارها التقليدي. إذا كنت تعرفني حقيقة، فإنك تعلم على الأرجح أني أتنقل دومًا حاملًا معي دفتري وقلمي. إني أدوّن الملاحظات باستمرار.
هل أقدمت مؤخرًا على أي عمل أو تجربة جديدة للمرة الأولى؟
شرعت أمارس رياضة كرة المضرب عندما انتقلت إلى ميامي، وبت مولعًا بها.
ما هي المواقع الإلكترونية التي تفضل تصفحها؟
أستخدم بانتظام موقعي eBay و1stDibs. في كل مرة، ينتهي بي الأمر إلى استكشاف عجائب جديدة. قبل بضع ليال، تذكرت أن فريق Miami Hurricanes لكرة السلة كان يمتلك شعارًا يجذبني في طفولتي، فشرعت أبتاع تذكارات عتيقة الطراز ذات صلة بهذا الفريق.
متى كانت المرة الأخيرة التي انقطعت فيها بشكل كامل عن وسائل الاتصال والتواصل الإلكترونية؟
لا أعتقد أني قادر على الانقطاع بالكامل عن شبكة الإنترنت. قد يحدث ذلك في مرحلة متأخرة من حياتي، لكني لا أستطيع أن أهدأ الآن.
هل ما زلت تواظب على كتابة الرسائل؟
أكتبها لحبيبتي فحسب. إذا كانت تستعد للسفر مثلاً، أترك رسالة لها في حقيبتها، وهي تقوم بالمثل وتترك لي الرسائل.
أي قطع في خزانتك تستخدم في غالب الأحيان؟
أواظب على انتعال أحذيتي الرياضية من طراز فانز Vans ذات اللون القشدي. أمتلك مجموعة جديدة بالكامل من هذه الأحذية. عندما يبلى زوج منها ويصبح متسخًا، أنتعل زوجًا جديدًا.
Jeffery Salter
ماريو كاربون.
هل تعتمد زيًا معينًا لبعض المناسبات؟
عندما أقصد المطاعم مساء أرتدي بدلة، إلا إذا كنت في المطبخ. ففي هذه الحالة أرتدي زيّ الطاهي الخاص بي. أما في يوم عمل تقليدي، فأرتدي سروالاً من طراز تشينو – لا أمتلك سراويل جينز – وأنسقه مع حذاء فانز وقميص بولو أو تي – شيرت. إن خزانة ملابسي تشتمل على كثير من القطع المتشابهة.
من أين تبتاع ملابسك؟
أرتدي كثيرا من إبداعات دار Our Lady of Rocco، وأختار قمصاني كلها من علامة شارفيه Charvet.
ما هو طراز الساعة التي تزين معصمك الآن؟
إنها ساعة كارتييه من طراز Cristallor ترجع إلى سبعينيات القرن الفائت. أمتلك أيضًا ساعة من طراز Tudor Black Bay من تيودور، وقد أهدتني حبيبتي نموذجًا من ساعة Cartier Tank Americane. إنها ساعتي الثانية من كارتييه، وآمل أن أمتلك يومًا مجموعة من ساعات هذه الدار.
ما الذي تحتفظ به دومًا في حقيبتك؟
أحمل معي محفظة بها دفتر، وقلم، وقلم ملوّن للتحديد، وسماعات Airpod، إلى جانب مفاتيح المنزل، وحافظة جلدية، ولا شيء غير ذلك.
Jeffery Salter
طبق من الخزف من علامة ريتشارد جينوري.
ما هي أحدث قطعة أضفتها إلى مقتنياتك؟
تمثلت غنيمتي الأخيرة من موقع إي باي بمجموعة من أساور ويلسون المخصصة لرياضة كرة المضرب والتي ترجع إلى ثمانينيات القرن الفائت وتسعينياته.
من هو التاجر الذي تتعامل معه وما هي المنتجات التي يوفّرها لك؟
جوزفين ديون هي ممثلة علامة جينوري Ginori الإيطالية للخزف في أمريكا، وأظنني أكبر زبائن هذا الصانع في الولايات المتحدة الأمريكية. فأنا أجمع القطع الخزفية عتيقة الطراز، وأمتلك كثيرا منها للاستخدام الشخصي ولتقديم الطعام في مطاعمنا الإيطالية كلها.
هل تقود السيارة أم يقودها سائق؟
أكره قيادة السيارة ولا أجد فيها أي متعة.
ما هو الطبق الذي تبرع حقيقة في إعداده؟
أبرع في إعداد طبق الريزوتو بثمار البحر Risotto di mare. لكننا لا نقدم هذا الطبق في أي من المطاعم لأن إعداده يستغرق وقتًا طويلاً. أمضيت العشرينيات من عمري في إيطاليا حيث عملت في مطعم لا دوغانا La Dogana الصغير المملوك عائليًا، وقد تعلمت هذه الوصفة هناك.
Jeffery Salter
طبق من الخزف من علامة ريتشارد جينوري.
ما هو فندقك المفضل؟
فندق ميتزاتوري Mezzatorre في إسكيا عند خليج نابولي. مكثت في تلك الملكية أسبوعًا خلال موسم الصيف الفائت ويسرّني أن أعود إليها الآن كل عام. إنها ملاذ مريح تغلب عليه أجواء هانئة ومبهجة.
إلى أي فنان تميل أكثر، ديفيد بوي أم بوب ديلان؟
ديفيد بوي في كل أوان.
من هو مرشدك؟
توم فورد. أسأل نفسي دومًا: "ما الذي كان ليفعله توم فورد في هذه الحالة؟". كان فورد هو من صمم الأزياء لمطعمَي Grill وPool، وكان الأمر بمنزلة حلم لي. فأزياؤه، وأفلامه، ومنازله، وكل ما يتعلق به يعكس ملامح أناقة مدروسة وغير متكلفة تنبع من الدقة في العمل.
ما هي النصيحة التي تمنيت لو أخذت بها؟
لست شخصًا يراهن كثيرًا على الماضي في هذا السياق. أعتقد أنه لا ينبغي للمرء أن يندم على أي شي لم يتحقق في الماضي إذا كان سعيدًا بما وصل إليه اليوم وراضيًا عنه.
Jeffery Salter
ساعة كاربون العتيقة من طراز Cartier Cristallor من كارتييه.
من أكثر ما يحظى بتقديرك؟
أكنّ بالغ التقدير لجديّ. لقد وُلدا في إيطاليا، ولا يسعني إلا أن أفكر دومًا في الشجاعة التي استلزمها قرارهما بالارتحال إلى بلد غريب لهدف وحيد هو توفير مكان أفضل لي. لا يمكنني أن أفهم حتى كنه هذه الشجاعة.
إلى أي حد تثق بحدسك؟
المشكلة في حدسي هي أني شخص عاطفي. إن الإجابة الصحيحة هي على الأرجح تلك التي تنبع من تفكير معمّق وقرار مدروس.
ما الذي يستحق تكلفته؟
أي شيء كفيل بأن يمنحك وقتًا إضافيًا.
أين تجد السكينة؟
أجدها في انتظام أموري الحياتية اليومية، عندما تسير الأمور كلها بما يتوافق مع "وساوسي القهرية".
