لم يكن اسم جين بيركن وحده كافيًا هذه المرة لصناعة معجزة جديدة في قاعة المزاد. فبعد أشهر قليلة من لقطتين خاطفتين للأنظار، الأولى حين بيعت حقيبة بيركن من هيرميس برقم صاعق بلغ 10 ملايين دولار، والثانية عندما قفزت حقيبة بيركن Le Birkin Voyageur إلى 2.9 مليون دولار في مزاد سوذبيز بأبوظبي. ولكن الحكاية الثالثة جاءت على غير المتوقع تمامًا.
في 15 ديسمبر 2025، دخلت حقيبة بيركن الثالثة من هيرميس إلى مزاد Icons (الأيقونات) من دار دروو Drouot بباريس، ليس بوصفها قطعة من تاريخ بيركن، بل بوصفها حقيبة شخصية لاحقة للممثلة والمغنية الفرنسية، محمّلة بتفاصيل حياتها اليومية وذكرياتها. لم يتجاوز التقدير الافتتاحي مبلغ 140 ألف دولار، لكن ما بدا رقمًا منطقيًا في حسابات السوق تحوّل سريعًا إلى مفارقة محرجة: الحقيبة لم تجد مشتريًا.
Drouot
والسبب، بحسب منطق جامعي القطع النادرة، ليس اسم بيركن أو توقيع هيرميس، بل في مكانة الحقيبة نفسها. فقد كانت النسخة الأولى لحظة تأسيس لا تتكرر. أما هذه النسخة السوداء، فليست وثيقة ميلاد ولا قطعة فريدة من نوعها، بل رفيقة حياة، وهو توصيف يفيض بالإنسانية لكنه يضيّق دائرة الباحثين عن تفرّد تاريخي يُترجم إلى مزايدات شرسة.
أودعت الحقيبة لدى دار المزادات المصورة غابرييل كروفورد، صديقة بيركن المقرّبة منذ ستة عقود. كروفورد كانت تخطط لتوجيه عائدات البيع إلى مؤسسة Jane Birkin Foundation، ما أضفى على المزاد بعدًا إنسانيًا إضافيًا. ومع ذلك، بقيت القاعة باردة أمام حقيبة كانت، خارج المزادات، واحدة من القطع الأشد التصاقًا بصاحبتها.







