أثبتت علامة هيرميس مجددًا أنها تحتل موقعًا فريدًا في عالم الرفاهية، ليس في صالات البيع فحسب، بل أيضًا في سوق إعادة البيع الذي بات مؤشرًا حقيقيًا لقيمة العلامات الفاخرة واستدامتها. فقد كشف تقرير جديد صادر عن منصة ريباغ Rebag أن أسعار حقائب بيركين الشهيرة ارتفعت بنسبة 92% خلال العقد الماضي في السوق الثانوية، أي أكثر من ضعف الزيادة التي سجلتها أسعار البيع بالتجزئة لدى الدار الفرنسية خلال الفترة نفسها، والتي بلغت 43% فقط.

في تقريرها لعام 2025، وضعت ريباغ علامة هيرميس في صدارة العلامات الفاخرة من حيث احتفاظها بالقيمة، بنسبة متوسطة بلغت 138%، بارتفاع 38% عن العام الماضي. خلف هذه الأرقام قصةٌ ترويها ندرة القطع واستراتيجية الدار الصارمة في البيع، بعد أن فرضت قيودًا تتيح للزبائن اقتناء حقيبتين مخصصتين فقط سنويًا، قيود أعادت تعريف مفهوم الحصرية في عالم الموضة، وجعلت حقيبة بيركين أقرب إلى استثمارٍ قابل للنمو منه إلى شراءٍ عابر.

هيرميس تتفوّق في سوق الرفاهية بوصفها أعلى العلامات احتفاظًا بالقيمة في سوق إعادة البيع

AFP

وفي مشهد السوق الثانوية، سجّلت ثمانية طرز من حقائب هيرميس خلال العام أداءً لافتًا تجاوز أسعارها الأصلية، أبرزها Kelly Mini II التي أعيد بيعها بنسبة 282% فوق قيمتها الأولى، وSellier Birkin التي بلغت نسبة بيعها 183%. وعلى الرغم من إعلان هيرميس عن خطط لافتتاح أربعة مصانع جديدة لتلبية الطلب المتزايد، يبقى التوازن بين الإنتاج والندرة عنصر الغموض الذي يمنح العلامة سحرها الدائم.

لكن عالم الرفاهية لا يُكتب بلون واحد. فخلف توهّج هيرميس، واصلت علامات أخرى صياغة مساراتها الخاصة نحو الندرة والتميز. فقد بلغت علامة ذا رو The Row مستوى استثنائيًا، مع معدل احتفاظ بالقيمة بلغ 97%. أما ميو ميو Miu Miu، فحافظت على مكانتها اللامعة بنسبة 104%، مؤكدة أن الأناقة الشابة التي تمثلها لا تزال تجذب جيلاً جديدًا من المقتنين.

هيرميس تتفوّق في سوق الرفاهية بوصفها أعلى العلامات احتفاظًا بالقيمة في سوق إعادة البيع

AFP

ولأن الموضة تميل للعودة إلى جذورها، فقد أعاد الحنين إلى الماضي إحياء سحر التعاون التاريخي بين لويس فويتون وتاكاشي موراكامي، لترتفع مبيعات تلك القطع النادرة بنسبة وصلت إلى 143%. يختتم تقرير ريباغ لعام 2025 ملاحظاته على نحوٍ يكشف تحوّلاً عميقًا في سلوك المستهلك الفاخر. فلم تعد سوق ما بعد الشراء فضاءً لاقتناء المستعمل فحسب، بل صارت عالمًا يُقاس فيه الذوق بالقيمة، والندرة بالمردود، والجمال بالقدرة على البقاء.