فيما يوشك عام 2025 على الانتهاء، لا تبدو المؤشرات مطمئنة في واحد من القطاعات الأكثر فخامة ودقة في العالم: صناعة الساعات السويسرية. فوفقًا لأحدث تقرير صادر عن اتحاد صناعة الساعات السويسرية، واصل القطاع تسجيل تراجعاته للشهر الرابع على التوالي خلال شهر نوفمبر، منخفضًا بنسبة 7.3% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ويعد هذا الانخفاض هو الأكبر منذ شهر أغسطس.

بحسب التقرير، خرجت من سويسرا خلال نوفمبر نحو 1.3 مليون ساعة بقيمة 2.8 مليار دولار، إلا أن الوجهة الأمريكية كانت الأشد تأثرًا، إذ انخفضت الصادرات إليها بنسبة قياسية بلغت 52.3%.

خارج الولايات المتحدة، أظهرت البيانات تفاوتًا واضحًا في أداء الأسواق. فقد ارتفعت الصادرات السويسرية إلى المملكة المتحدة بنسبة 7.9%، وإلى سنغافورة بنسبة 4.9%، فيما تراجعت اليابان بنسبة 4.1%، وسجّلت الصين انخفاضًا قدره 3.2%. أما هونغ كونغ، فقد استعادت جزءًا من نشاطها مسجّلة زيادة طفيفة بنسبة 3.1%، ما يعكس تحسّن الطلب النسبي في المنطقة الآسيوية على الرغم من الضغوط الاقتصادية العالمية.

صناعة الساعات السويسرية تواجه مزيدًا من التراجع في نوفمبر

Pexels

ومن الملاحظ أن الساعات المصنوعة من المعادن الثمينة كانت من الفئات الأشد تأثرًا بالتراجع العام، بانخفاض صادراتها بنسبة 4.9%، تلتها الساعات الفولاذية التي تراجعت بنحو 9.3%. ويعكس هذا الاتجاه انحسار الطلب على القطع الفاخرة باهظة الثمن مع تباطؤ الإنفاق العالمي في فئة الرفاهية خلال النصف الثاني من العام، ما أجبر بعض الدور الكبرى على إعادة النظر في وتيرة إنتاجها وتسعيرها.

صناعة الساعات السويسرية تواجه مزيدًا من التراجع في نوفمبر

Pexels

بذلك، يُضاف تقرير نوفمبر إلى سلسلة من التقارير التي توثّق عامًا صعبًا مرّ به قطاع الساعات السويسرية، شهد خلاله مستويات انخفاض غير مسبوقة. ففي أغسطس، هبطت قيمة الصادرات إلى نحو 1.98 مليار دولار، بانخفاض بلغت نسبته 16.4% عن العام السابق. كما سجّل السوق الأمريكي تراجعات حادة متكررة على مدار العام، من أبرزها الانخفاض الكبير بنسبة 56% في سبتمبر، وهو ما شكّل مؤشرًا واضحًا على عمق تأثر الصناعة بعوامل التجارة الدولية والتوترات الاقتصادية.

ومع ترقّب نتائج شهر ديسمبر، يتطلع صانعو الساعات السويسرية إلى عام 2026 بإحساس ممزوج بين الحذر والأمل. فبالرغم من المنعطف الصعب الذي يعيشه القطاع، يبقى التاريخ الطويل للحرفية السويسرية وقدرتها على التكيّف رمزًا متجددًا للقيمة والجودة، ما قد يعيد بعض البريق المفقود إلى أسواق الساعات الفاخرة في الفترة المقبلة.