لا يمكن لأحد أن يغفل عن تأثير هواة الجمع في صناعة المنتجات الفاخرة. فهم العصَب الذي تقوم عليه قطاعات الفخامة المختلفة، من السيارات الخارقة إلى الساعات الفاخرة والجواهر الراقية. والحقيقة هي أن اهتمام هذه الفئة بمنتجات الفخامة نابعٌ من الشغف بالجماليات الأصيلة والتقنيات المبتكرة بقدر ما هو متجذّر في التوق إلى التمايز والاستفراد بقطع تكتسب قيمة مضافة مع مرور الوقت. ولأن الفلسفات التي تنطلق منها العلامات البارزة في قطاعات الفخامة تكاد تتطابق، فليس من المستغرب أن تتقاطع بنودها العريضة وتتلاقى منطلقاتها، فيتمخض ذلك عن شراكات عابرة للقطاعات، على ما هو عليه حال الشراكة التي تجمع بين ريتشارد ميل وماكلارين منذ عام 2016.

سيارة Speedtail من ماكلارين، القادرة على إنتاج قوة تعادل 1٫035 حصانًا، تنهب الطرقات بسرعة قصوى تصل إلى 402 كيلومتر/الساعة.

سيارة Speedtail من ماكلارين، القادرة على إنتاج قوة تعادل 1٫035 حصانًا، تنهب الطرقات بسرعة قصوى تصل إلى 402 كيلومتر/الساعة.

قيم مشتركة

الفلسفة التي تستند إليها كل من العلامتين تُجيز القول إنها شراكة كان لا بدّ من عقدها. فدار ريتشارد ميل، ومع أن مسيرتها قصيرة نسبيًا بالقياس إلى الدور التاريخية في القطاع، نجحت منذ انطلاقتها في عام 2001 في تجسيد الأداء العالي والأسلوب الجريء والتقنيات المتطورة على هيئة ساعات تصبو إلى الكمال. 

أما علامة ماكلارين، فقد نقشت اسمها بدأب مشهود في سجلات أرقى سباقات السرعة، الفورمولا 1، يحدوها الابتكار الميكانيكي والاهتمام الدقيق بالتفاصيل والانتصارات العديدة على حلبات السباق، على ما يشهد تحقيقها عشرة ألقاب في بطولة الصانعين، اثنين منها في العامين الأخيرين.

وما انبثق عن قريحة المهندسين والمصممين في فريق ماكلارين للفورمولا 1 تسرّب بالتدريج إلى سياراتها الخارقة المجازة للقيادة على الطرقات ابتداءً من عام 1992. غير أن النقلة النوعية في توجّه الشركة لم تأت إلا في عام 2010 بتأسيس علامة ماكلارين أوتوموتيف المتخصصة حصرًا في إنتاج السيارات الخارقة الفاخرة. كانت هذه النقلة بمنزلة صفحة جديدة في كتاب ماكلارين المفتوح على المستقبل. وبعدها تلاحقت الابتكارات التقنية من قبيل الاستخدام الوظيفي لألياف الكربون بهدف تحسين مزايا الديناميكية الهوائية، والاعتماد المدروس على برامج الواقع الافتراضي للارتقاء بعملية التصميم، والتركيز على الجماليات الفاخرة في سياق استحداث عناصر المقصورة.

ساعة RM 40-01 Automatic Tourbillon McLaren Speedtail من ريتشارد ميل، التي يقتصر إنتاجها على 106 نماذج.

ساعة RM 40-01 Automatic Tourbillon McLaren Speedtail من ريتشارد ميل، التي يقتصر إنتاجها على 106 نماذج.

ولا شك في أن سعي ماكلارين الدؤوب وراء الخفة العالية والسرعة الفائقة والتصميم الجذاب يتقاطع مع دأب ريتشارد ميل على الارتقاء بالتعقيدات الساعاتية والتوظيف المتعالي للمواد والتركيز المستمر على التصاميم الهيكلية. في ناحية الجماليات، التي يجوز وصفها بجماليات الدقة، تبرز قواسم مشتركة بين ابتكارات العلامتين، أهمها استخدام ألياف الكربون والسيراميك والتيتانيوم بحسب الوظيفة المحددة لكل مادة في التصميم. هذا التوافق في الرؤى كان وراء ابتكار طرز لافتة على غرار ساعة RM 40-01 Automatic Tourbillon McLaren Speedtail التي تستلهم جمالياتها من سيارة Speedtail، وساعة RM 65-01 Automatic Split-Seconds Chronograph McLaren W1 التي يستحضر ميناؤها عناصر لوحة القيادة في سيارة McLaren W1. ويتجلى هذا التوافق أيضًا على مستوى الألوان الجريئة والمنحنيات الحادة والطابع الملموس للساعات المنبثقة عن التعاون بين العلامتين.

تمايزت سيارة Speedtail  بمظهر خارجي يحاكي شكل الدمعة، وهو الشكل الذي تفردّت به أيضًا علبة ساعة ريتشارد ميل.

تمايزت سيارة Speedtail  بمظهر خارجي يحاكي شكل الدمعة، وهو الشكل الذي تفردّت به أيضًا علبة ساعة ريتشارد ميل.

الأداء والابتكار والحرفية

لكل هذا، يسهل فهم إقبال شريحة هواة الجمع نفسها على ساعات ريتشارد ميل وسيارات ماكلارين الخارقة، خصوصًا إذا ما أخذنا في الحسبان أنه يمكن حصر دوافع هذا الإقبال في الاهتمام الشديد بمقاييس الأداء والذائقة المشدودة إلى الجماليات الطليعية والمواد الرائدة والرغبة في امتلاك قطع متفردة غنية بمعانيها ومتفوقة هندسيًا. وهذا ما يؤكده أحد هواة الجمع من دبي إذ يقول: "يتعلق الأمر من منظوري بالأداء والابتكار والحرفية، وهي المنطلقات التي تتجسد في إبداعات ماكلارين وريتشارد ميل". والرأي نفسه يرِد على لسان هاوي جمع آخر من دبي، إذ يقول: "علمتني الحياة درسًا عظيمًا، وهو أن الوقت لا يقدر بثمن. وهذا بالتحديد ما تُجسده ساعة ريتشارد ميل التي أمتلكها، إذ تذكرني بقيمة كل ثانية ودقيقة، وما تمثّله سيارتي من ماكلارين التي تتسارع من صفر إلى 60 ميلاً/الساعة في ظرف 2.7 ثانية فقط".

سيارة McLaren W1 التي تتباهى بتصميم رياضي انسيابي يخدم أداءها الخارق.

سيارة McLaren W1 التي تتباهى بتصميم رياضي انسيابي يخدم أداءها الخارق.

هذه التصريحات حول أسباب اهتمام هذه الفئة من هواة الجمع بقياس الوقت والسرعة، وما تتيحه العلامتان من ابتكارات تستجيب لهذا الاهتمام، تجد صداها في تصريح أندريا بيرموديز، مدير التسويق العالمي في ماكلارين أوتوموتيف، لمجلة Robb Report العربية إذ يقول: "لا ينمّ اهتمام زبائننا بقياس الوقت والسرعة عن الهوس، بل عن تقدير بالغ للدقة والأداء اللذين تتمايز بهما سياراتنا". ويضيف بيرموديز: "إن الدافع وراء هذا الاهتمام ينبع من الشغف بالتمايز، وعلى هذا الأساس يمكن فهم تفضيل الهواة للمنتجات التي يقترن فيها الوقت بالسرعة والإنجاز، ومن ثم انجذابهم إلى العلامات التي تسعى قدمًا لتحقيق هذا التمايز". وفي السياق نفسه، يرى تيموثي مالاشار، مدير التسويق في ريتشارد ميل، أن انجذاب هؤلاء الجامعين إلى ساعات الدار "لا يُعزى إلى الاهتمام بالوقت والسرعة فحسب، بل إلى الاحتفاء أيضًا بالعناصر التقنية والجماليات المتجسدة في ابتكارات الدار".
 

ساعة RM 65-01 Automatic Split-Seconds Chronograph McLaren W1 من ريتشارد ميل، ويستحضر تصميمها عناصر سيارة McLaren W1.

ساعة RM 65-01 Automatic Split-Seconds Chronograph McLaren W1 من ريتشارد ميل، ويستحضر تصميمها عناصر سيارة McLaren W1.

وإذا كانت هذه الفئة المتميزة من هواة الجمع مدفوعة نحو ساعات ريتشارد ميل الفاخرة وسيارات ماكلارين الخارقة انطلاقًا من الرغبة في تذليل عقبات الوقت والسرعة، فإن العلامتين تتيحان لهؤلاء الجامعين إمكانية التحكم في امتدادات هذا الزمن وتغيرات هذه السرعة. وهذا ما يشير إليه مالاشار إذ يقول: "ينجذب الزبائن إلى طرز العلامتين ويبتهجون بالقرب منها والعلاقة معها. صحيح أن تحدي قيادة سيارة ماكلارين بأقصى سرعة أشد وطأة من ارتداء إحدى ساعاتنا، بيد أن تطوير هذه الساعات قائم على تحمل الصدمات والظروف القاسية من دون المسّ بعناصر الراحة الفائقة".

صيغ التاج المخصص لساعة RM 65-01 McLaren  من التيتانيوم من الدرجة الخامسة، وأثرته كسوة جزئية من المطاط سهلة الإمساك باللون البرتقالي المميز لشركة ماكلارين.

صيغ التاج المخصص لساعة RM 65-01 McLaren  من التيتانيوم من الدرجة الخامسة، وأثرته كسوة جزئية من المطاط سهلة الإمساك باللون البرتقالي المميز لشركة ماكلارين.

ذائقة شخصية

لا ينبغي إغفال دور الندرة عند البحث في دوافع الإقبال المشترك على ابتكارات العلامتين، لكن إطلاق إصدار حصري من سيارة ماكلارين على سبيل المثال لا يستند إلى منطق الندرة فحسب، بل يستجيب أيضًا إلى الأهمية التاريخية التي يكتسيها لحظة الكشف عنه، ودرجة توافقه مع الذائقة الشخصية لهواة الجمع الراغبين في امتلاك السيارة. ويسري الأمر نفسه على إبداعات ريتشارد ميل، على ما يؤكد بيرموديز الذي يشير إلى أن العلامتين تتيحان للزبائن وسائل ناجعة للتعبير عن تفضيلاتهم الشخصية، والانغماس بدرجة أكبر في فلسفتهما. 

هذا النزوع إلى إغناء الاختلاف وإبراز تفرد الذائقة يتضح في برنامج عمليات التخصيص من ماكلارين McLaren MSO، الذي يتيح للزبائن التعاون مع قسم التصميم لترجمة اختياراتهم على أرض الواقع، سواء تعلق الأمر بالمظهر الخارجي وخيارات الطلاء والزخارف والتشطيبات، أو تعلق بالمساحات الداخلية على مستوى الجلد والتطريزات والنقوش. وحتى إذا ارتأى الزبائن الإبقاء على ابتكارات العلامتين في صورتها الأصلية، فإن هذا لن ينقص من قيمتها شيئًا، وذلك لأنها، بحسب بيرموديز، تعبيرٌ أصيل عن العقلية المتمايزة نفسها. وهذه العقلية ليست من ابتكار هاتين العلامتين، بل هي ترجمة بليغة لرؤى الزبائن المستقلين بذائقتهم والذين يثمّنون الابتكار والدقة والدفع بحدود الممكن إلى منتهاها. وهذه الفئة من الزبائن تقتني ابتكارات العلامتين لأنها تلامس وجدانها على ما يقول بيرموديز. 

مشهد من فعالية Chantilly Arts & Elegance Richard Mille التي يتوافد عليها أصحاب السيارات الكلاسيكية والعتيقة والخارقة من حول العالم.

مشهد من فعالية Chantilly ArtsElegance Richard Mille التي يتوافد عليها أصحاب السيارات الكلاسيكية والعتيقة والخارقة من حول العالم.

بموازاة استيفاء شرط الندرة وترجمة الذائقة الشخصية، لا بد أيضًا من التنويه بجانب من أسلوب حياة هؤلاء الجامعين المتميزين، جانب يعزز ما سبق التطرق إليه عن أسباب الإقبال على ساعات ريتشارد ميل الفاخرة وسيارات ماكلارين الخارقة. إنها المناسبات الحصرية التي لا تقف عند تسليم المنتج للزبون إلى حين إطلاق منتج جديد، بل تفتح أمامه الأبواب لخوض مغامرات في مختلف أنحاء العالم، على ما هو عليه الحال في برنامج التجارب الذي يتيح قيادة سيارات ماكلارين على أبرز حلبات السباق العالمية. يحدث كذلك في سياق أسلوب الحياة هذا أن تتقاطع سبل هواة السرعة والوقت خلال افتتاح المتاجر حول العالم أو خلال المشاركة في مسابقات مرموقة على غرار مسابقة الفنون والأناقة في شانتيي من ريتشارد ميل Chantilly Arts & Elegance Richard Mille التي يتوافد عليها أصحاب السيارات الكلاسيكية والعتيقة والخارقة من حول العالم.