لكن القيمة الحقيقية هنا لا تأتي من الأرقام وحدها، بل من القصة التي تحملها هذه السيارة تحديدًا. فهذه ليست سيارة سباق عابرة انتقلت من الحلبة إلى قاعة مزاد، بل نسخة مصنعية ارتبط اسمها مباشرة بموسم تتويج فيراري ببطولة العالم للتحمّل لعام 2017 ضمن فئة LM GTE Pro. وقد شاركت تحت الرقم 51، وهو الرقم الذي تحتفظ به فيراري تقليديًا لسيارتها الرائدة في كل موسم، ما يضعها في قلب السردية الرياضية للعلامة ويمنحها مكانة تتجاوز ندرتها إلى رمزيتها.  

وخلال موسمها الذهبي، تولى قيادتها الثنائي جيمس كالادو وأليساندرو بيير غويدي، اللذان رسّخا لاحقًا حضورهما بين أبطال لومان 24 ساعة، فيما صنعت السيارة لنفسها موسمًا يُقرأ بالألقاب: ثلاثة انتصارات بارزة في نوربورغرينغ وأوستن وفوجي، إلى جانب أربع منصات تتويج إضافية، وهي نتائج ضمنت لقب بطولة السائقين في فئة جي تي، وأسهمت في تتويج فيراري ببطولة المصنعين، وفوز فريق إيه إف كورسي AF Corse بلقب الفرق.

وبعد اكتمال فصل 2017، انتقلت السيارة إلى فريق كليرووتر ريسينغ Clearwater Racing السنغافوري، لتواصل حضورها التنافسي في جولات من موسمي 2018 و2019، وتنجح في الصعود إلى منصة التتويج ضمن فئة LM GTE Am، قبل أن تُطوى مسيرتها على الحلبات إثر حادث في تصفيات سباق سيبرينغ عام 2019.

وفي عام 2021، دخلت السيارة مرحلة جديدة ضمن ملكية المالك الحالي، لتخضع لاحقًا لعملية ترميم وتجديد شاملة لدى ميكيلوتو إنجينيرينغ Michelotto Engineering في إيطاليا، الجهة المعتمدة من فيراري لتجهيز سيارات السباقات. أعاد هذا العمل السيارة إلى مواصفاتها الأصلية من حيث الأداء والضبط والتجهيزات، لتعود جاهزة بروحها المصنعية كما كانت في أيامها الكبرى.