حين اختار النجم الأمريكي سيلفستر ستالون وزوجته جينيفر فلافين منزلهما المطل على البحر في بالم بيتش، لم يكن الشاطئ الخاص هو ما استمالهما فحسب، بل كان للضوء أيضًا دور. فالنوافذ الواسعة والأسقف المرتفعة منحت المكان اتساعًا للتأمل ومساحة رحبة للفن الذي يحتل كل ركن في البيت.
بدأ شغف ستالون بجمع الأعمال الفنية في وقت مبكر من حياته، وتحديدًا في السادسة عشرة، وهو العمر نفسه الذي اكتشف فيه موهبته في الرسم. ومن تلك البدايات المتواضعة، عندما اشترى أول لوحة له مقابل 15 دولارًا، تشكّلت نواة مجموعة باتت اليوم تضم أعمالاً لأسماء بارزة في الفن المعاصر مثل جورج كوندو، ورشيد جونسون، وستيرلينغ روبي، وداميان هيرست، وبريجيت رايلي، إلى جانب آندي وارهول الذي أنجز بورتريهًا شهيرًا للممثل خلال تصويره فيلم روكي 3.
RWB Concierge Builder
ومع مرور الوقت، تحوّل منزل ستالون إلى معرض حيّ يتبدّل باستمرار. فالممرات الطويلة تُركت عمدًا شبه خالية لتمنح ستالون حرية إعادة ترتيب لوحاته كل فترة، لتغدو الجدران مسرحًا متجدّدًا يعيد تعريف أجواء المسكن.
RWB Concierge Builder
وفي إحدى الزوايا، تتجاور طاولة زرقاء مصمّمة على نحو خاص للمكان مع فسيفساء مبهرة للفنان داميان هيرست، فيما تعكس الجدران المكسوة بالمرايا عملاً تجريديًا نابضًا بالحياة لجورج كوندو. أما غرفة العرض السينمائي، فقد تحوّلت إلى مساحة تزاوج بين الفن والذكريات إذ تتجمّل بثلاث لوحات ضخمة للفنان لي روي نيمان.
RWB Concierge Builder
ويمتد هذا الحوار الفني حتى المدخل، حيث يستقبل تمثال فرناندو بوتيرو الضيوف بملامحه الدائرية الشهيرة، محاطًا بأعمال لكلٍّ من بريدجيت رايلي وجويس بنساتو، في مشهد يجسد تناغمًا غير متوقّع بين مدارس الفن وأساليبه المختلفة. هنا، تبدو الفخامة والعفوية في حالة توازن دقيق لا يفرض نفسه بل يتكامل مع المكان.
ولإبراز هذا الانسجام، اعتمد المصمم الداخلي مارتين لورانس بولارد على فلسفة واضحة: أن يظل الفن هو البطل الأوحد. لذا اختار قطع أثاث منخفضة ومريحة لا تطغى على جمالية الأعمال المحيطة بها، بل تمنحها حضور أكثر دفئًا وظهورًا.
RWB Concierge Builder
بالنسبة لستالون وفلافين، المجموعة الفنية ليست استعراضًا للترف بقدر ما هي جزء أصيل من حياتهما اليومية. تصورها البسيط جعل لوحة لموندرين تزيّن جدار صالة رياضية مكسوة بورق حائط بزخارف السلاحف، فيما تراقب لوحة لرايلي الزوار من المدخل الأمامي. الفن في هذا المنزل عميق وحاضر، لكنه لا يتعامل مع الجمال برسمية، بل بروح منسجمة مع نبض الحياة.







