وسط صخب العصور التي تغيّرت فيها الموازين الجمالية للأحجار الكريمة، يظل اسم جول سوير علامة لا يمكن تجاوزها في ذاكرة الصائغين حول العالم. فالرجل الذي وُلد في فرنسا ثم شدّ رحاله إلى البرازيل قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، لم يكن يبحث عن وجهة جديدة فحسب، بل عن أرض تزخر بالكنوز المدفونة. هناك، صنع لنفسه اسمًا بدأ من أعماق المناجم، وتحوّل من شاب لاجئ إلى أحد صيادي الأحجار الأشهر في التاريخ.
في خمسينيات القرن الماضي، لفت الأنظار إلى موهبته حين اكتشف حجر أكوامارين يزن نحو 80 رطلاً أطلق عليه اسم مارثا روتشا Martha Rocha تيمّنًا بملكة جمال البرازيل في ذلك الوقت. وقُطّعت هذه الجوهرة التاريخية إلى خمسين ألف قيراط من الأحجار المذهلة، لتصبح شاهدًا على روعة الصياغة البرازيلية ومفترقًا جديدًا في مسيرة جول سوير، الذي كرّس اسمه بين النخبة في عالم الجواهر الراقية. وبعد ثلاثة عقود، بزغت من تحت أنامله اكتشافات جديدة لحجر التورمالين البارايبا البرازيلي الأخّاذ، المتوهج بتدرجات الأزرق والأخضر التي لا يمكن تقليدها.
Sauer/Instagram
على أن إنجازه الأكبر تجسّد في إعادة كتابة تاريخ الزمرد البرازيلي. فحتى ستينيات القرن الماضي، كان الاعتقاد السائد أن كولومبيا تحتكر أجمل أحجار الزمرد في العالم. لكن جول سوير تحدى هذا الاعتقاد بعدما سمع شائعات عن بلورات خضراء غريبة تظهر في باهيا. وما إن رآها حتى أيقن أنها زمرد حقيقي، بل أكثر صفاءً وإشراقًا من نظيره الكولومبي.
وحين أرسل عينات منها إلى معهد الأحجار الكريمة الأمريكي G.I.A، جاء الرد ليؤكد صحة رؤيته، ليبدأ فصل جديد من تفوق البرازيل في عالم الأحجار النفيسة.
Sauer/Instagram
هذا الإرث الساحر تحمله اليوم دار سوير Sauer في أحدث ابتكاراتها الحصرية من خلال تصميم يحمل اسم إيما Emma قامت بابتكاره المديرة الإبداعية ستيفاني وينك، التي تعيد إحياء فلسفة المؤسس القائمة على إبراز جوهر الحجر وليس شكله. صيغت الأقراط من الذهب الأصفر عيار 18 قيراطًا، تتلألأ حولها نحو خمسة قراريط من الألماس الأبيض اللامع. أما الزمرد المستخدم، فليس مجرد حجر نفيس، بل هو قطع نادرة استخرجها جول بنفسه في ستينيات القرن الماضي، وظلت محفوظة في أرشيف الدار حتى يومنا هذا.






