لا تزال الرحلات الفاخرة بالقطارات تحتفظ بسحرها الأزلي، لكنها اليوم تتجاوز حدود التنقل لتصبح مسرحًا لتجارب مصممة بعناية تعكس أسلوب الحياة الراقي وروح الاستكشاف. ومن قلب بريطانيا العريقة، كشفت بلموند Belmond عن أحدث إضافاتها، وهو قطار "ذا بريتانيك إكسبلورر" The Britannic Explorer، أول قطار للنوم يجوب إنجلترا وويلز في تجربة آسرة تستعيد مجد السفر الكلاسيكي، وتنقله إلى مستوى جديد من الفخامة، في مشهد يليق بتوقيع بلموند وتميزها الأسطوري في عالم القطارات.

بداية من 21 يوليو، ينطلق القطار في أولى رحلاته التي تمتد لثلاث ليالٍ نحو ويلز، تليها مغامرة على شواطئ كورنوال في 25 من الشهر نفسه، ثم وجهة ثالثة لاحقًا نحو الزاوية الشمالية الغربية لإنجلترا، لاستكشاف "لايك ديستريكت" Lake District، أكبر حديقة وطنية في بريطانيا. 

صُمّمت هذه الرحلات لتُلائم الباحثين عن الفخامة المتأنية، ممن يرغبون في استكشاف طبيعة بريطانيا وأقاليمها ببطء، وبتفاصيل تُعانق الحواس. يمكن أيضًا دمج مسارين مثل لايك ديستريكت وويلز أو كورنوال وويلز في تجربة تمتد لست ليالٍ، لتكون الرحلة انعكاسًا حقيقيًا لمفهوم "السفر الفاخر ببطء".

القطار الفاخر، الذي يُعد الثالث من نوعه ضمن أسطول بلموند في بريطانيا بعد "بريتيش بولمان" British Pullman و"رويال سكوتسمان" Royal Scotsman، يتكوّن من ثماني عربات و18 جناحًا أنيقًا، منها ثلاثة أجنحة كبرى تتميّز بخدمة المساعد الشخصي، ومرافق تتنافس مع أرقى الفنادق العالمية. التجربة الحسية تبدأ منذ لحظة الصعود، إذ يندمج التراث البريطاني مع الحداثة في التصميم، وتتجلى التفاصيل الحرفية في كل زاوية.

ذا بريتانيك إكسبلورر.. أول قطار فاخر للنوم في إنجلترا ينطلق بتجارب حصرية مصمّمة للنخبة

Belmond

تولّى تصميم القطار استوديو ألبيون نورد اللندني بالتعاون مع الفنان البصري لوك إدوارد هول..

 وقد أضاف الثنائي لمسات فنية مثل ورق الجدران المطبوع يدويًا الذي يزيّن الأجنحة المزدوجة، والكراسي المصممة خصوصًا في الأجنحة الكبرى، وأقمشة Rubelli المستوحاة من تضاريس المسارات. 

بموازاة ذلك، تضيف قطع فنية أخرى بتوقيع نخبة من الحرفيين البريطانيين بعدًا غنيًا للتجربة.

 فقد صمّم الفنان أولي فاذرز، المقيم في بريكستون،  ألواحًا معاصرة لتزيين أجزاء من العربات، وابتكرت الرسامة ومصممة المطبوعات سارة وودز جناح العافية بروح بحرية مهدئة، فيما نفّذت ميل كامبيون مرايا فنية لغرف التجميل، وأبدع ماركوس جيمس رسومات دقيقة بالقلم لمشاهد من لايك ديستريكت. أما الإضاءة، فكانت بتوقيع المصممة الشهيرة روز يونياكي التي صاغت حلولاً ضوئية مخصصة تُبرز التفاصيل بترف ناعم.

في قلب قطار ذا بريتانيك إكسبلورر، تظهر عربتا الطعام Malva وSamphire مشهدًا من الريف الإنجليزي، بأسقف عاكسة ونوافذ تشرف على المناظر الخلابة. تزيّن الجدران أعمال الفنان إد بيركس ولوحات قماشية مصبوغة يدويًا من إبداع آدم هول ، مستوحاة من الطحالب والنباتات الطبيعية، تُعلّق على الجدران بإتقان بالغ.

الطعام ليس أقل فخامة، بل هو تجربة قائمة بذاتها من توقيع الطاهي البريطاني سيمون روغن الحاصل على ثلاث نجمات ميشلان عن مطعمه L’Enclume في لايك ديستريكت. ويُشرف على تنفيذ الأطباق الطاهي التنفيذي سفين - هانسون بريت، مع التركيز على المكونات الموسمية من المزارع المحلية، ضمن فلسفة "من المزرعة إلى الطاولة"، مع التزام واضح بالاستدامة. وهنا تُقدَّم وجبات الإفطار والغداء والعشاء إلى جانب شاي ما بعد الظهيرة في أجواء من الأناقة المريحة.

ولأن الفخامة لا تكتمل من دون تعزيز الرفاه الصحي، يضم القطار جناحًا للعافية صُمم بالتعاون مع علامة Wildsmith Skin، يوفّر علاجات مُهدّئة مصممة خصوصًا للرحلات الطويلة. أما عربة Observation Car، فهي بمنزلة الصالون الاجتماعي للقطار، بديكور مستوحى من عالم النباتات.

ولا تقتصر الرحلة على القطار فحسب، بل تمتد إلى تجارب برّية منسّقة بدقّة، تمنح الضيوف فرصة التعرّف على التراث والثقافة والطبيعة في كل محطة. 

تشمل أبرز الأنشطة جولة خاصة في ملكية لينغهولم Lingholm Estate في لايك ديستريكت، حيث كتبت بياتريكس بوتر أشهر قصصها، وزيارة إلى بلدة ماكينليث Machynlleth في ويلز، الواقعة عند حافة حديقة سنودونيا Snowdonia الوطنية، والمعروفة بمتحف الفن الحديث. هناك أيضًا أنشطة مثل الإبحار في Fowey، أو حتى جولة فنية في حدائق Tremenheere Sculpture Gardens في بينزانس.

وفي تعليق قال المدير العام لقطار ذا بريتانيك إكسبلورر  هندريك هوبنر: "يسعدنا أن نكشف عن قطارنا الجديد الذي يوفّر للضيوف فرصة استثنائية لاستكشاف الجواهر الخفية في المملكة المتحدة، من مناظر كورنوال الطبيعية الخلابة، إلى سحر لايك ديستريكت وثقافة ويلز العريقة".

تبدأ أسعار الرحلات من 8.6 ألف دولار للشخص في جناح مزدوج، وتصل إلى 20.9 ألف في الجناح الكبير.