يواصل مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، بناء مشروعه العقاري الأكثر طموحًا حتى الآن. فقد أقدم أخيرًا على شراء أرض جديدة تُقدّر مساحتها بنحو 962 فدانًا، ما يرفع مجموع ممتلكاته في جزيرة كاواي إلى أكثر من 2,300 فدان.
الصفقة، التي أُنجزت بهدوء في مطلع هذا العام عبر شركة ذات مسؤولية محدودة، قُدرت قيمتها بأكثر من 65 مليون دولار أمريكي، فيما تُقدّر القيمة السوقية للموقع بحوالي 75 مليون دولار أمريكي.
مدينة متكاملة
داخل هذا الامتداد العقاري الواسع، ينهض مجمّع خاص أشبه بحصن معزول..
يضم قصرين فسيحين تبلغ مساحتهما مجتمعة ما يوازي ملعب كرة قدم، صُمّما ليجمعا بين الهيبة المعمارية وأقصى درجات الخصوصية. كما تحيط بهما مرافق متعددة تشمل صالة رياضية، وملعب تنس، ومنازل فاخرة للضيوف، ومباني زراعية، وبيوت أشجار مصمّمة على شكل أقراص طائرة.
ويكتمل المشهد بنفق يؤدي إلى ملجأ محصن تحت الأرض، مجهّز بأبواب مقاومة للانفجارات ومخرج طوارئ. بل إن صور الأقمار الاصطناعية تكشف عن وجود عشرات المباني التي لم تُدرج بعد في السجلات العامة، وتشير التقديرات إلى أن المجمع قد يستوعب أكثر من مئة شخص عند اكتماله.
MNStudio - stock.adobe
لكن المشروع لا يقتصر على المظهر العمراني وحده، بل يمتد ليشمل رؤية متكاملة للزراعة والحفاظ على البيئة، بحسب تصريحات المتحدثة باسم زوكربيرغ، براندي هوفين بار، التي أكدت أن الأراضي الجديدة ستُستخدم لتربية الماشية، وزراعة الزنجبيل العضوي، وجوز المكاديميا، والكركم، إلى جانب جهود لإعادة تأهيل النباتات الأصلية وحماية الأنواع المهددة بالانقراض. كما أشارت إلى أن الزوجين ألغيا خططًا كان قد وضعها المالك السابق لبناء 80 مسكنًا فاخرًا في الموقع.
MEGA
صراع بين الأصالة والملكية
على أن التوسّع المستمر لم يمضِ من دون إثارة الجدل. فمنذ أن بدأ زوكربيرغ شراء الأراضي في كاواي عام 2014، بصفقة أولى بلغت 100 مليون دولار، نشأت توترات مع السكان المحليين بسبب ما اعتبروه تهديدًا لحقوقهم التاريخية المعروفة باسم "كوليانا"، وهي حقوق قانونية تقليدية تتيح لأحفاد السكان الأصليين المطالبة بأراضي أجدادهم.
وفي عام 2016، تقدّم زوكربيرغ بدعاوى "تصفية صامتة" لتوضيح ملكية بعض القطع، لكنه تراجع لاحقًا تحت ضغط شعبي واسع، فيما استُكملت العملية عبر وريث محلي يُدعى كارلوس أندريه الذي حصل على ملكية الأرض لاحقًا بالمزاد.
ومن بين القصص التي أثارت الرأي العام المحلي، ما كشفه أحد سكان الجزيرة، جوليان آكو، حين أبلغ فريق زوكربيرغ أن جزءًا من العقار يضم رفات جدته الكبرى وشقيقها. وبعد أشهر من المفاوضات، تمكن من تسجيل القبر رسميًا في سجلات دائرة الأراضي والموارد الطبيعية في هاواي.
وتفيد التقارير بأن ثمة احتمالاً لوجود مقابر أخرى داخل الأرض، بحسب شهادات شفهية أكّدتها سلطات هاواي.