في عالم يبحث دائمًا عن الإبهار والابتكار، لم تكن دبي يومًا بعيدة عن المشهد. هذه المرة، لم يُستدعَ بريق الإمارة من خلال ناطحات السحاب أو السيارات الفارهة، بل من خلال مروحية ذهبية ضخمة صنعتها شركة سبرايغراوند Sprayground الأمريكية، التي اشتهرت بحقائبها الجريئة وأسلوبها العصري غير التقليدي.

الطائرة المروحية الذهبية.. تحفة فنية من سبرايغراوند

الطائرة المروحية، التي عرضها مؤسس الشركة ديفيد بن ديفيد في معرض دبي للطيران، ليست طائرة حقيقية قابلة للطيران، بل هي مجسم بالحجم الكامل مستوحى من تصاميم المروحيات، لكنه يحمل بصمة الشركة المميزة. خارجيًا، تظهر الطائرة بطلاء ذهبي لامع يلفت الأنظار، فيما تتميز مقصورتها الداخلية بجلد أحمر فاخر وأبواب قابلة للفتح. كما أن مقدمة المجسم تحمل الوجه الشهير ذا الأسنان الحادة، الذي أصبح علامة بصرية بارزة لسبرايغراوند.

تلك العملية الإبداعية لم تكن وليدة اللحظة، وإنما مرت بالعديد من المراحل على مدار أشهر كاملة. بدأ الفريق أولاً بتصميم نموذج ثلاثي الأبعاد، وجرّب بضع نسخ حتى جرى اعتماد الشكل النهائي. وعند الانتقال إلى مرحلة التصنيع، جرى بناء نموذج رغوي مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد، قُطّع إلى أجزاء، ثم أُعيد تشكيله على شكل هيكل معدني. بعد ذلك، جرى لحام المكونات يدويًا وصقلها، قبل أن تُغطى بالذهب كهربائيًا. القمرة الداخلية بدورها حملت تصميمًا مستقبليًا، لكنها لا تعمل، لتبقى الطائرة المروحية مجسمًا فنيًا يُعرض للمشاهدين فحسب.

استغرق المشروع بأكمله ثمانية أشهر من الفكرة حتى التنفيذ، وهو ما يعكس حجم الجهد والابتكار الذي وضعه فريق سبرايغراوند في هذا العمل. وليست هذه المرة الأولى التي يُبهر فيها ديفيد بن ديفيد العالم، فقد سبق أن أنتج واحدًا من أكبر نماذج الديناصور T-Rex في العالم، كما غطى سيارة فورمولا 1 بتصميم خاص بمناسبة انطلاق سباق ميامي، وتعاون أيضًا مع مكتب زها حديد المعماري لتصميم منزل مستقبلي على سطح القمر، ليثبت أن حدود إبداعه لا تعرف سقفًا.

الطائرة المروحية الذهبية.. تحفة فنية من سبرايغراوند

Sprayground

وهكذا، تبقى الطائرة المروحية الذهبية رمزًا فنيًا لجرأة الخيال أكثر من كونها مشروعًا للطيران، إذ لا نية لتحويلها إلى نسخة حقيقية. وستظل في دبي لتتألق في موقعها بجانب متجر مؤقت بتصميم أحمر ياقوتي داخل حاوية شحن، يُعرض فيه أحدث ما قدمته العلامة من حقائب تجمع بين الابتكار والفخامة.

ابتكارات أخرى تتألق في معرض دبي للطيران

تجاوز الإبداع في دبي حدود العرض الفني إلى آفاق الابتكار الهندسي، وهذا ما جسدته نسخة هذا العام من معرض دبي للطيران بوصفه منصة تجمع المستقبل في جناحها. فقد شهد المعرض مجموعة من الابتكارات اللافتة التي جمعت بين الخيال والتقنية، من بينها المقاتلة الروسية سوخوي Su-57 فيلون التي عكست تطور القوة الجوية الحديثة، إلى جانب إعلان شركات التاكسي الجوي الكهربائي مثل جوبي Joby وآرتشر Archer عن خطط طموحة لتوسيع نطاق أعمالها في الشرق الأوسط، ما يعزز موقع المنطقة بوصفها محورًا صاعدًا لمستقبل التنقل الجوي. كما برزت شركة أوتوكرافت Autocraft للطائرات الكهربائية القادرة على الإقلاع والهبوط عموديًا، والتي بدأت تنفيذ رحلاتها التجريبية داخل دولة الإمارات، في خطوة تؤكد دخول العالم عصر الطيران الكهربائي العملي.

ابتكارات أخرى تتألق في معرض دبي للطيران

TheArsenale

وفي امتداد لهذا المشهد الإبداعي، خطف مجسم AIR4 الأنظار ليكون أحد المعروضات الأبرز في الحدث، وهو نموذج لطائرة كهربائية تقلع وتهبط عموديًا، صُمّم احتفاءً بالذكرى الستين لسيارة Renault 4L الكلاسيكية. يجمع هذا الابتكار بين الحنين إلى الماضي والرؤية المستقبلية، إذ حافظ على روح 4L الأصلية مع تصميم جديد يستند إلى أذرع تشبه أرجل العنكبوت وتتصل في نهاياتها بمراوح تمنحه مظهر طائرًا فريدًا.

ابتكارات أخرى تتألق في معرض دبي للطيران

TheArsenale

سيُعرض مجسم AIR4 في دبي لمدة عام كامل ضمن مساحة عرض مبهرة في وافي سيتي، ليبقى شاهدًا على التقاء الهندسة بالفن. ويُذكر أن مصممه ميجنون كان قد ناقش مع شركة رينو في عام 2021 فكرة تحويل النموذج إلى نسخة طائرة فعلية، لكن القوانين الفرنسية حالت دون تنفيذ المشروع، لذلك ظل مفهوم AIR4 سيارة للعرض والتسويق.