ليوناردو دي كابريو، النجم العالمي الذي يعرفه الجميع بأدواره السينمائية القوية، يمتلك أيضًا طموحًا لا يقل عن أدواره في هوليوود عندما يتعلق الأمر بالعقارات. من جواهر الصحارى في بالم سبرينغز، مرورًا بالمباني الصديقة للبيئة في نيويورك، وصولاً إلى المنازل التاريخية والفخمة في لوس أنجليس، يشكّل كل عقار يملكه دي كابريو جزءًا من محفظة سكنية استثنائية تجمع بين الأناقة المعمارية، والخصوصية المطلقة، والاستدامة الذكية.
في هذا التقرير، نستعرض أبرز ممتلكاته التي تحوّلت عبر السنوات إلى رموز للعقارات الفاخرة، كل واحدة تحمل بصمة النجم وتروي قصة فريدة من الفخامة والرفاهية.
بالم سبرينغز.. جوهرة صحراوية
شُيّد هذا العقار الفاخر في بالم سبرينغز في منتصف الستينيات على يد المعماري الشهير دونالد ويكسلر، الذي صممه على نحو خاص للنجمة داينا شور.
بفضل أسلوبه المبتكر في فن العمارة الصحراوية، بات المنزل رمزًا للأناقة العصرية التي تمتزج مع الطبيعة المحيطة بجبال سان جاسينتو. وبعد مرور أكثر من نصف قرن على بنائه، أصبح ملكًا للنجم العالمي ليوناردو دي كابريو، الذي اقتناه عام 2014 مقابل 5.23 مليون دولار أمريكي.
يمتد المنزل الرئيس على مساحة تقارب 650 مترًا مربعًا، ويضم ست غرف نوم، وثمانية حمّامات، إلى جانب بيت ضيافة مستقل يمنح الضيوف أقصى درجات الخصوصية.
كما يحتوي العقار على صالة رياضية منفصلة، ومسبح واسع تحيط به مساحات خضراء، وملعب تنس خاص، كل ذلك على أرض تبلغ مساحتها 1.3 فدان، وتحيط بها جبال سان جاسينتو التي تضفي مشهدًا طبيعيًا آسرًا يضاعف من تفرد الملكية.
يتميّز المنزل بسقوف خشبية أنيقة، وجدران زجاجية تمتد من الأرضية إلى السقف، إلى جانب تفاصيل حجرية تمنحه طابعًا عصريًا يعكس روح بالم سبرينغز. ورغم حرص ليوناردو دي كابريو المعروف على الخصوصية، إلا أن العقار لم يبقَ حكرًا عليه، إذ أتاحه منذ عام 2016 للإيجار بوصفه وجهة عطلات فاخرة، ما حوّله إلى استثمار عقاري يدرّ دخلاً ثابتًا.
Palm Springs
ريفر هاوس.. رفاهية صديقة للبيئة في نيويورك
واصل ليوناردو دي كابريو تعزيز محفظته العقارية في عام 2014، باقتناء وحدة فاخرة داخل مجمّع ريفر هاوس Riverhouse مقابل 8 ملايين دولار أمريكي، لتكون امتدادًا مباشرًا لاستثماره الأول في المبنى نفسه قبل سنوات. فالنجم الهوليوودي كان قد استحوذ عام 2008 على شقة بقيمة 3.67 مليون دولار.
يمتد إجمالي مساحاته العقارية داخل المجمع اليوم إلى نحو 465 مترًا مربعًا من المساحات الداخلية، إلى جانب 93 مترًا مربعًا من الشرفات والمساحات الخارجية التي تمنح إطلالات خلابة مباشرة على نهر هدسون.
وما جذب دي كابريو إلى هذا المبنى تحديدًا هو كونه من المشاريع السكنية الأكثر مراعاة للبيئة في نيويورك، إذ إنه يتميز بأنظمة متقدمة لتنقية الهواء، وألواح شمسية توفر جزءًا من استهلاكه للطاقة، إلى جانب نظام مبتكر لمعالجة المياه. هذه العناصر جعلت منه خيارًا مثاليًا يتماشى مع التزام النجم العالمي الدائم بالاستدامة.
ولم يتوقف الأمر عند الجانب البيئي فحسب، بل امتد أيضًا إلى نمط الحياة الراقية الذي يوفره المبنى إذ يضم استوديو يوغا، وغرفة بلياردو، ومسبحًا مخصصًا للتمارين، وغرفة ألعاب للأطفال، وناديًا صحيًا للكلاب، ما يعد بتجربة سكنية متكاملة تجمع بين الرفاهية الخالصة والوعي البيئي.
Pexels
لوس فيليز.. فخامة بطابع إسباني
لم تخلُ محفظة ليوناردو دي كابريو العقارية من المنازل الفاخرة ذات الطابع التاريخي. فقد أضاف في مايو 2021 إلى مجموعته منزلاً فخمًا في حي لوس فيليز بمدينة لوس أنجليس، مقابل 7.1 مليون دولار أمريكي.
هذا العقار العريق، المشيّد عام 1928 على الطراز الإسباني الكولونيالي، حمل بصمات عدد من المشاهير عبر تاريخه، من بينهم المغنية غوين ستيفاني، قبل أن ينتقل إلى الممثل جيسي تايلر فيرغسون، نجم مسلسل Modern Family.
وقد خضع المنزل لعملية تجديد جريئة نفذها فيرغسون بالتعاون مع مصمم الديكور السينمائي بيتر غورسكي، فأصبح يجمع بين البريق الكلاسيكي والحداثة الراقية.
يمتد العقار على مساحة تقارب 465 مترًا مربعًا، ويتألق بلمسات تصميمية استثنائية، من بينها جدران زرقاء داكنة في غرفة الدراسة ذات السقف المزدوج، وثريا على هيئة قفص طيور في المدخل، وورق جدران من التويد في الجناح الرئيس، وسلالم من الآجر تضيف دفئًا بصريًا للمساحات الداخلية.
أما المساحات الخارجية، فتفتح أبوابها المقوسة على فناء أنيق تزينه أضواء معلّقة، وتحتضن مسبحًا مكسوًا ببلاط فيروزي، إلى جانب شرفات صغيرة بطراز جولييت، ما يضفي على العقار طابعًا شاعريًا يعكس روح العمارة الإسبانية التقليدية، في انسجام نادر بين الماضي والحاضر.
Google Earth
بيفرلي هيلز.. ملاذ فاخر
وفي ديسمبر 2021، أقدم ديكابريو على خطوة أكثر جرأة في عالم العقارات، بشراء عقار فاخر في قلب بيفرلي هيلز مقابل 9.9 مليون دولار أمريكي، ليضع لأول مرة بصمته في الرمز البريدي الأشهر عالميًا 90210.
يقع المنزل خلف بوابات خاصة على شارع تصطف على جانبيه أشجار الجاكاراندا البنفسجية، ويجسّد تناغمًا لافتًا بين الطابع الكلاسيكي لسحر هوليوود القديم واللمسات العصرية التي أضيفت بعناية.
شيّد العقار عام 1936، وهو يمتد على مساحة تقارب 465 مترًا مربعًا، فيما يضم خمس غرف نوم وستة حمّامات، تتوزع داخل تصميم معماري يتألق بأسقف مقببة، وسلالم حلزونية من الحديد المطروق، وشرفة مطلة على المسبح الخلفي.
وقد خضع المنزل لعملية تحديث أنيقة شملت تشطيبات من الرخام، ومطبخًا عصريًا مجهّزًا بالكامل، وإضاءة مدروسة تعكس رفاهية معاصرة.
أما المساحات الخارجية، فتوفّر أجواء مثالية للترفيه بفضل بيت الضيافة المستقل المزوّد بمحطة شواء، وركن للنار، وشرفة فسيحة لتناول الطعام في الهواء الطلق، وكلها مظللة بأحزمة خضراء كثيفة تضمن أعلى مستويات الخصوصية.
Google Earth
هوليوود هيلز.. مجمّع خاص يتنامى عبر العقود
في منطقة بيرد ستريتس الراقية أعلى شارع الغروب في هوليوود هيلز، يواصل الممثل ليوناردو دي كابريو منذ التسعينيات تشييد مجمّع سكني فريد، تحوّل مع مرور الوقت إلى أحد العقارات الأكثر خصوصية وتفرّدًا في لوس أنجليس.
بدأت الحكاية مع استحواذه على منزلين متجاورين مقابل نحو 4 ملايين دولار أمريكي، أحدهما كانت تملكه سابقًا نجمة البوب العالمية مادونا، ليشكّل النواة الأولى لمشروعه العقاري الطموح. هناك، أعاد دي كابريو تصميم المنزل الرئيس البالغة مساحته نحو 427 مترًا مربعًا، وحوّله إلى مساحة معيشة عصرية تضم ملعبًا لكرة السلة، ومسبحًا بامتداد الأفق، وناديًا صحيًا، وغرفة عرض سينمائي، ومرآبًا تحت الأرض، إلى جانب نظام طاقة شمسية متطور.
Google Earth
لكن شغف دي كابريو بالتوسّع لم يتوقف عند حدود المنزلين الأوّلين. ففي عام 2006، اتجه نحو قطعة أرض منحدرة تمتد على 3.44 فدان أسفل مقر إقامته، ودفع نحو 4.35 مليون دولار لضمّها إلى مجمّعه. هذه الأرض لم تظل فراغًا صامتًا، بل أعاد تنسيقها بعناية لتصبح شبكة من الممرات والحدائق المورقة، تتخللها هياكل صغيرة غامضة تمنح المكان طابعًا تأمليًا وسريًا.
وبعد أكثر من عقد، في عام 2018، وسّع المجمّع مرة أخرى بشراء منزل مجاور تبلغ مساحته نحو 288 مترًا مربعًا، بقيمة قاربت 4.85 مليون دولار. هذا البيت أضاف بُعدًا جديدًا للمكان، وعزّز فكرة أن المجمع لم يعد مجرد إقامة خاصة، بل مشروعًا عقاريًا متكاملاً يتنامى مع مرور الوقت.
أما الخطوة الأبرز، فجاءت في عام 2022، حين استحوذ دي كابريو على منزل آخر بُني عام 1963 مقابل 10.5 مليون دولار، ليكون بمنزلة الخاتمة المعمارية لمشروعه الممتد لعقود. بهذا الاستحواذ الأخير، تحوّل المجمّع إلى مساحة مترابطة من خمسة عقارات، تكاد تشبه ضاحية صغيرة خاصة به.