عقار نولوود.. فخامة معمارية وإطلالات خلّابة

يمتد عقار نولوود على مساحة 104 أفدنة من الأراضي المشذبة والغابات الطبيعية، متربعًا على مرتفع من جبل مونادنوك ليمنح مالكه إطلالات تمتد لمسافة 40 ميلاً عبر أرجاء نيو إنغلاند. 

القصر الرئيس تبلغ مساحته 4,420 مترًا مربعًا، ويضم 13 غرفة نوم وتسعة حمامات ونصف، مع مساحات استقبال رحبة صُممت لتلبية احتياجات العائلة واستضافة المناسبات الكبرى.

ولا يقتصر تفرّد القصر على مساحاته الرحبة فحسب، بل يتجلّى أيضًا في هندسته الداخلية المصممة بعناية؛ إذ تتوزع غرف المعيشة بين قاعة طعام تتسع لنحو 26 شخصًا، وقاعة احتفالات فسيحة قادرة على استقبال 120 ضيفًا، إلى جانب مكتبة وسلسلة من الشرفات التي تُطل على الحدائق والمناظر الطبيعية المحيطة.

ويتعزز سحر القصر بفضل الحفاظ على كثير من تفاصيله الأصيلة التي ما زالت تعكس روح الماضي، من الأرضيات الخشبية المصقولة وأحواض الاستحمام ذات الأرجل المنحوتة، وصولاً إلى نظام الأجراس التقليدي الذي كان يومًا وسيلة لاستدعاء طاقم الخدمة. 

وتكتمل هذه التجربة بلمسات ريفية مترفة توثقها بساتين الفاكهة وكروم العنب الصغيرة، إلى جانب مرآب أنيق يتسع لثلاث سيارات وتعلوه شقة مستقلة، وحظيرة تاريخية تضفي طابعًا كلاسيكيًا أصيلاً.

رمز للعمارة والثقافة

يحمل عقار نولوود بين جدرانه تاريخًا سياسيًا وثقافيًا عريقًا، إذ شُيّد عام 1900 لصالح فرانكلين ماكفيه الذي تولى لاحقًا منصب وزير الخزانة الأمريكي. 

وسرعان ما أصبح هذا القصر الريفي مركزًا للحياة السياسية والثقافية في المنطقة. فقد استخدمه الرئيس ويليام هوارد تافت بين عامي 1910 و1913 بوصفه منزلاً صيفيًا غير رسمي، مستضيفًا اجتماعات استراتيجية وجلسات نقاش ساهمت في صياغة ملامح السياسة الوطنية. 

وفي الفترة نفسها، كان الكاتب الأمريكي مارك توين ضيفًا متكررًا على العقار، مستمتعًا بجمال الطبيعة في نيو إنغلاند وملهمًا ضيوفه بقراءات من روايته الشهيرة "مغامرات هاكلبيري فين".

انتقلت ملكية نولوود في خمسينيات القرن الماضي إلى عائلة هندرسون، ليصبح ملاذهم الصيفي الخاص، محتفظًا في الوقت نفسه بأصالته وإرثه الفريد. 

وما يزيد من تميّزه هذا العقار هو أنه لم يعرف على مر تاريخه الممتد على 124 سوى مالكين فقط، وهو أمر نادر في عالم العقارات بهذا الحجم والقيمة. ومن هنا لم يكن إدراج القصر في السجل الوطني للأماكن التاريخية وليد المصادفة، بل تتويجًا لمسيرة ثرية تجمع بين العمارة الرفيعة والبعد الثقافي والسياسي للمنطقة.

ورغم أن سوق العقارات الفاخرة في منطقة دبلن عادة ما يبلغ ذروته عند حدود 4 ملايين دولار أمريكي، إلا أن حجم عقار نولوود وتاريخه العريق وقيمته الثقافية تجعله استثناءً حقيقيًا. وإذا ما بيع بالسعر المطلوب، فإنه سيُصنّف ضمن قائمة المنازل الأغلى على الإطلاق في نيوهامبشير.