ليس مستغربًا أن يبرز مفهوم "الحرّاس" كونه واحدًا من أبرز المصطلحات المعبّرة عن التميز هذا العام. فقد غدت متعة الاستمتاع بوجهة أو منتج لم تمسّه يد التعميم ترفًا يزداد الوصول إليه صعوبة.
وفي زمن يكاد يصعب فيه تعرّف أزياء المصممين إن لم تكن مزدانة بشعارات دورهم، كيف لا يكون الحل في البحث عن إبداعات تتمايز بروح خاصة؟
لحسن الحظ، يبرز اليوم جيل جديد من المصممين المستقلين، المهيّئين لتقديم أزياء وكماليات متفردة لا يهددها تغيّر الأنظمة والتحولات الكبرى التي تطرأ عبر المواسم على الهوية الجمالية، وذلك لأن عملياتهم صغيرة الحجم ومبنية من الصفر.
تمرّس بعض هؤلاء المبدعين في مجال التصميم، وبعضهم لم يفعل، لكنهم جميعًا يتشاركون تثمين الجذور، وتقدير العمل الحرفي، وقاعدة زبائن يثقون بذائقتهم الشخصية.
3 علامات أوروبية مستقلة تعيد تعريف الأناقة
La Promesa Paris
يصعب ألا تأسر الناظر صور زفاف جوستينا سوكاس وكليمان لو كوز الأنيق في الأرجنتين قبل خمس سنوات. يقول لو كوز: "أردنا لكل شيء أن يكون مثاليًا ويعكس هويتنا".
ومن هذه الرغبة ولدت La Promesa، مجموعة الأزياء الباريسية التي أطلقها الزوجان قبل عامين، والتي تضم تصاميم مخصصة له ولها، مستوحاة من بدلة الغاوتشو التقليدية التي ارتداها العريس في تلك المناسبة. فالمجموعة، التي تجمع بين الرقي والتفرد والشاعرية، تستحضر روح ذلك اليوم.
وبفضل مهارات خبير في صنع النماذج عمل سابقًا في دار بالنسياغا، وبعض التعديلات الذكية على التصميم الأصلي (لتصبح السترات أطول والسراويل خالية من الثنيات في جزئها الأمامي ومستلهمة من تصاميم عتيقة الطراز)، جاءت النماذج الأولى، التي تباهت بقماش مخملي مضلّع بلون الزبدة الصفراء، لتُعلن أن الثنائي يسعى لتقديم شيء مختلف حقًا.
تبدأ أسعار السترات من نحو 1,190 دولارًا، لكن الأزياء ليست وحدها ما يُباع هنا. يقول لو كوز: "يكمن 50% من المنتج في التجربة"، مشيرًا إلى أن الزبائن يُستقبلون في صالة العرض بأكواب من الشاي مشغولة من سيراميك إيمولارتيه، و"أدوات مائدة من فضة كريستوفل، وصوانٍ من فضة ألباكا، وحلويات فرنسية تقليدية".
لا يبيع لو كوز وسوكاس ملابس فحسب، بل يبيعان حلمًا، وقطعًا تضاهي بطابعها الدرامي المتمايز التجارب التي ينسقانها عبر وكالة السفر الخاصة بهما Le Coup de Foudre.
La Promesa Paris
أزياء متقنة التصميم والحياكة، مخصصة له ولها، ضمن مجموعة La Promesa Paris.
LOKOMOTIVE OOO
لا تدع الحساب الخاص على إنستغرام يثنيك. فمن منظور أوليفيا شولر- فويث -آلبيرس - شونبرغ، مؤسسة علامة لوكوموتيف أو أو أو، ومصممة أزياء المسرح المتمرّسة، تُعد الخصوصية أحد أشكال الرفاهية التي لا تحظى بحقها من الاستحسان.
وتمتد هذه الفلسفة لتشمل "العارضين" الذين تتعاون معهم (وغالبًا ما يكونون من أصدقائها المقربين)، إذ يظهرون في الصور مرتدين نظارات شمسية وأقنعة تزلج محبوكة وملونة، بهدف توجيه انتباهك نحو الملابس وليس الأشخاص.
أما الطابع المرح الذي يغلب على ابتكاراتها، فمتجذر في أرض الحرف والتقاليد السويسرية، ويقدّم بديلاً حقيقيًا عن مطاردة التوجهات الآنية في زمنٍ "بات الجميع فيه يتشابهون في المظهر، ويتنشقون الروائح نفسها، ويرتدون الملابس نفسها، ويسكنون في بيوت متشابهة لأنهم يستمدون الإلهام من المصادر نفسها"، على ما تقول.
استوحت المصممة شعار علامتها الذي يشبه أشعة الشمس من مصاريع النوافذ المطلية بلوحات سريالية في بلدتها السويسرية، ويظهر هذا الشعار أيضًا بوصفه بطانة لسترات تستلهم الأسلوب النمساوي (تبدأ أسعارها من نحو 1,780 دولارًا) وبدلات للأمسيات تستلهم تصميم المنامة (يبدأ سعرها من نحو 1,410 دولارات).
وبالرغم من أن بعض القطع متاحة للشراء عبر الإنترنت، إلا أن شهرة العلامة انتشرت في الأصل عبر الزبائن في محيط سانت موريتز. وقد افتتحت شولر- فويث -آلبيرس - شونبرغ أخيرًا صالة عرض هناك توفر خيارات التصميم والحياكة حسب الطلب. أما هذا الخريف، فهي تستعد لإطلاق أول مجموعة منزلية لها.
LOKOMOTIVE OOO
نمط أشعة الشمس المميز لتصاميم علامة Lokomotive OOO والمستلهم من مصاريع النوافذ في سويسرا.
Le Tre Sarte
قد يخال المرء للوهلة الأولى أن المديرة الإبداعية لهذا المحترف الكائن في روما قد استلهمت تصاميمها من الهند أو الصين، على ما توحي به ابتكاراتها من الفساتين والسترات المجرّدة من الياقات والمزوّدة بعروات أزرار مضفّرة.
لكن الحقيقة هي أن أصل هذا الإلهام ليس بعيدًا عن روما. وفي هذا تقول كاميلا فوتشي إن هذا الطابع "روماني تقليدي إلى حد بعيد"، موضحة أن امتداد حدود الإمبراطورية الرومانية جعلها بوتقة تنصهر فيها تأثيرات جمالية مختلفة.
Le Tre Sarte
سترة من Le Tre Sarte يستلهم تصميمها الأسلوب الروماني القديم.
بل إن أسماء التصاميم ولوحة الألوان أيضًا مستوحاة من المدينة الخالدة، ومثال على ذلك سترة Costantino المشغولة من الكشمير في تصميم يستلهم أسلوب منطقة تيرول التاريخية (نحو 920 دولارًا)، أو سترة Aureliano أحادية الصدر التي تميّزها طيّة صدر حادة الخطوط (نحو 2,700 دولار).
وبالإضافة إلى الخياطين المحليين الذين ينفذون التصاميم باستخدام أقمشة إيطالية فائضة من مواسم سابقة، تعاونت فوتشي مع حرفيين في صناعة الخزف من كالابريا، وصانع مظلات مصابيح مخصصة، لإنتاج قطع منزلية تعزز الطابع الحرفي لمشروعها.