في عالمٍ تحكمه الندرة وتُقاس فيه القيمة بالمكانة والتاريخ، تعود سيارة فيراري Ferrari 250 GTO من عام 1962 لتذكّر الجميع بمكانتها الراسخة بوصفها واحدة من أعظم ما أنتجته الصناعة الإيطالية. هذه السيارة التي خرجت من محترَف سكالييتي Scaglietti في مارانيلّو تحمل في تفاصيلها قصة براعة هندسية نادرة، وتستعد الآن لتكون نجمة مزاد ميكوم Mecum المرتقب في فلوريدا بين 6 و18 يناير، مع توقعات بأن يتجاوز سعرها 70 مليون دولار، وهو رقم يعكس طابعها الفريد وقيمتها الفنية قبل أي شيء آخر.
هذه النسخة من GTO ليست مجرد تذكار من الماضي، بل هي تجسيدٌ لفلسفة الأداء الإيطالي الخالص التي جعلت من فيراري مرادفًا للكمال الميكانيكي. تحت الطلاء الأبيض النادر المعروف باسم Special White تكمن تفاصيل فريدة تمنح السيارة هويةً لا تتكرر؛ فهي السيارة الوحيدة من هذا الطراز التي صُنعت بهذا اللون بطلبٍ خاص من مالكها الأول جون كومبس، أحد أبرز الشخصيات في عالم سباقات الخمسينيات والستينيات. لم يكتفِ كومبس بالاختيار اللوني المميز، بل أدخل تعديلات هندسية دقيقة على غطاء المحرك وفتحات التهوية عززت الأداء على الحلبات، مانحةً السيارة طابعًا عمليًا يجمع بين الجمال والوظيفة.
Mecum
وراء المقدّمة الطويلة، يعمل محرك V12 سعة 3.0 لترات بقدرة تصل إلى 300 حصان، موصول بناقل حركة يدوي بخمس سرعات، في انسجامٍ يعبّر عن تلك المرحلة الذهبية التي سبقت هيمنة الإلكترونيات، حين كان الصوت والحرارة والدخان جزءًا من روح القيادة. هذه الروح هي التي جعلت السيارة تهيمن على سباقات الستينيات، وتضع بصمتها في تاريخ البطولات الدولية، بإنجازات جعلت من فيراري مرادفًا للهيمنة.
Mecum
ومع تغيّر الزمن وتطوّر الصناعة حولها، حافظت هذه النسخة التي يحمل هيكلها الداخلي رقم 3729GT على أصالتها الفريدة بعيدًا عن موجة الترميم المبالغ فيه التي تفقد الكثير من السيارات طابعها الأصلي. فقد بقيت السيارة محتفظة بجمالها الطبيعي وتفاصيلها الدقيقة التي تروي تاريخها بصدق، لتبدو قطعة نادرة تحمل آثار الإنجاز من دون أن تتخلى عن أناقتها. ومنذ عام 1999، أصبحت السيارة جزءًا من مجموعة رجل الأعمال الأمريكي جون شيرلي، وقد استُعيد طلاؤها الأبيض الأصلي وعُرضت في فعاليات مرموقة، محافظةً على حضورها الخالد ورونقها الأول كما خرجت من مارانيلّو قبل أكثر من ستة عقود.





