ومنذ انتقال الملكية عام 1985 إلى الملاك الحاليين، الذين لم تُكشف هويتهم، بقيت الفيلا محتفظة بسحرها الفريد، لتتحوّل إلى واحد من العناوين العقارية الخالدة شرق روما. وكانت الفيلا قد طُرحت سابقًا في السوق عام 2018 مقابل نحو 22.3 مليون دولار قبل أن تعود اليوم إلى الواجهة بسعر يعكس قيمتها النادرة بوصفه أثرًا معماريًا يختصر الأناقة الإيطالية في أجمل صورها.

تحيط بالفيلا أراضٍ تمتد على مساحة أربعةٍ وعشرين فدانًا، تكسوها حدائق مشذبة بعناية تحيط بالمبنى الرئيس الذي يحمل توقيع شركة بوسيري فيتشي Busiri Vici الإيطالية العريقة في التصميم المعماري. وقد شُيّد المنزل الفاخر نفسه نحو عام 1900، وتبلغ مساحته أكثر من 799 مترًا مربعًا تتوزع على طابقين، يعكسان فخامة الحقبة الكلاسيكية ببصمة إيطالية خالدة.

وفي قلب هذا التصميم المهيب، تمتد القاعة الرئيسة على مساحة تقارب 297 مترًا مربعًا، تنفتح على ثلاث غرف مترابطة يغمرها الضوء الطبيعي المتسلل من واجهات زجاجية فارهة تطل على الحديقة الغنّاء، فيما ينبعث من المدافئ الثلاث الموزعة داخلها دفء يكمّل مشهد الرفاهية. وتكتمل الأجواء بقطع وتماثيل رخامية أثرية يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 2,400 عام، لتغدو القاعة صدى متجدّدًا للحضارة الرومانية في أبهى صورها.

يواصل المكان سرد فخامته من خلال تفاصيل الطابق العلوي الذي يضم خمس غرف نوم فسيحة، لكل منها حمّام داخلي خاص، إلى جانب مكتبة هادئة وحديقة شتوية وغرفة للخدم على نحو خاص. ويربط مصعد خاص بين الطابقين وصولاً إلى شرفة رحبة على السطح، تمنح إطلالة على الامتداد الطبيعي المحيط. يقبع العقار الفاخر على طبقة من الحمم البركانية المتصلبة نشأت من بركان قديم كان الرومان يستخرجون منه البازلت، لتبدو الفيلا كأنها معلقة فوق منصة طبيعية تطل على تاريخٍ لا ينتهي.

ولا تقتصر الملكية على الفيلا الرئيسة فحسب، إذ تضم أيضًا مبنى إضافيًا بمساحة 697 مترًا مربعًا، بُني على الطراز البروفنسالي الفرنسي، وكان في الأصل إسطبلاً للخيول، لكنه تحوّل اليوم إلى مساحة معيشة فاخرة مع مطبخ احترافي مجهز بالكامل. 

وتكتمل تفاصيل المكان بحوض سباحة تحيط به الممرات الحجرية ومناطق الاسترخاء، إلى جانب مرآب للسيارات، وسط أكثر من 13 ألف متر مربع من الحدائق التي صمّمها المالك نفسه، وهو مهندس منسّق حدائق منح المكان لغة طبيعية توازي فخامته المعمارية.