لم يلتحق مهدي أمجد بكلية للهندسة والتصميم، لكن مؤسس شركة "أمنيات" Omniyat للتطوير العقاري الفاخر ورئيسها التنفيذي تفوّق في الإتيان بمآثر عمرانية تزيّن اليوم أفق دبي، من جزيرة النخلة إلى منطقة الخليج التجاري، فيما تعد قاطنيها بتجارب عيش ملهمة ترتكز إلى أعلى معايير التمايز في عالم الرفاهية.

وإذ تجمعنا برائد الأعمال العراقي الأصل جلسة حوارية تتجلّى في سياقها فصول من حكاية "أمنيات" وإنجازات مؤسسها، يتأكد لنا أن السرّ في هذا التفوّق شغف راسخ بفنون العمارة، وبصيرة نافذة في مجال ريادة الأعمال، وطموح لا ينضب إلى تحقيق الأحلام.

فكل مشروع في محفظة مهدي أمجد يختزل حلمًا بتحقيق الأفضل والأعلى تميزًا على درب الارتقاء بالتجربة الحياتية للأفراد. وإلى هذا السر تُضاف منظومة من المبادئ والقيم التي توارثها الرجل عن والده، وعن جدّه صائغ الجواهر الحريص على الاهتمام بأدق التفاصيل والذي خلّفت براعته الحرفية أثرًا عميقًا في وجدان حفيده، على ما تشهد اليوم محفظة من المشاريع التي أعادت تحديد مفهوم العمارة في المنطقة.

ما هي القوة المحفّزة وراء تأسيس "أمنيات" في عام 2005، وما الذي استثار اهتمامك لابتكار فئة جديدة من فسحات العيش بالغة الفخامة؟

الحقيقة هي أن دخولي مجال العقارات انبثق في الأصل عن تطور الأعمال في المجموعة التي أسستها في عام 1995. وقد اقتصر نشاطنا في هذا المجال على الاستثمار في سوق العقارات بلندن منذ عام 2000 حتى عام 2004. كانت تجربة استثمارية ناجحة جدًا حققت لنا عائدات بنسبة تزيد على 200%.

أما مسيرتي في مجال التطوير العقاري، فانطلقت بالتزامن مع بدايات التملك الحر في دبي. كان ذلك في مطلع عام 2004، وقد تسنت لي الفرصة آنذاك للاطلاع على المخططات الرئيسة لمنطقة الخليج التجاري والرؤية لتطوير امتدادات الخور بما يجعل من دبي جزيرة محاطة بالمياه على نسق مانهاتن. كانت تلك لحظة ملهمة لي، وبفضل قيادة شركة دبي القابضة وسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الداعمة للمستثمرين، أتيحت لي الفرصة بوصفي رائد أعمال ناشئ لابتياع أول قطعة أرض في منطقة الخليج التجاري، حيث يرتفع اليوم مشروعنا الأول One by OMNIYAT.

لكني كنت أحتاج آنذاك إلى تحديد نموذج الأعمال الذي سأبنيه. ففي تلك الحقبة، كان السباق في دبي محمومًا للإتيان بالبناء الأضخم والأعلى والأوسع، وكانت المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية تجاهد لتحقيق الطموحات العملاقة للمدينة.

لكني كنت أتطلع إلى الأمر من منظور مختلف ألهمه افتتاني خصوصًا بخطوات سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ورؤيته، بداية من ثلاث ملكيات أطلقها من خلال مكتبه، هي أبراج الإمارات، وفندق شيكاغو بيتش الذي تحوّل لاحقًا إلى ما يُعرف اليوم باسم جميرا بيتش، وبالطبع الإنجاز الأكبر، برج العرب.

كنت شاهدًا على هذه الرحلة وهذا الإبداع الهندسي الذي ألهمني لأمضي على الدرب نفسه للإتيان بمشاريع مبتكرة ومتفردة. على أني كنت رائد أعمال لا يمتلك أي خبرات في العالم الهندسي، لكن هذا الطموح والإلهام دفعاني إلى قضاء أشهر في زيارة المكتبات في لندن والقراءة والتمحيص في محاولة لفهم ما تعنيه العمارة وما يقدمه المعماريون والمصممون من ابتكارات ومفاهيم ملهمة تحدث تغييرات في حياة الأفراد.

فكل إنجاز هندسي، من برج إيفل إلى تمثال الحرية ومركز روكفيلر وغيره شكل لحظة حاسمة تركت تأثيرًا غير مسبوق في موقعها. أدركت آنذاك أن التفرد يمثّل نموذج أعمال جوهريًا، واكتشفت باختصار المثلث الذهبي الذي سأبني عليه مسيرتي: الطموح إلى التمايز الملهم في الحياة، والممارسات المتميّزة في عالم الأعمال، والمساهمة في مسيرة المدينة والأفراد الذين سيعيشون فيها خلال السنوات الخمسين المقبلة. ومنذ ذلك الحين، أسعى دومًا لتحويل هذا المثلث إلى واقع حياتي.

الطموح إلى التمايز الملهم في الحياة يشكّل عنصرًا رئيسًا في مقاربة مهدي أمجد للنجاح (يبدو في الصورة ببدلة من Absolute Bespoke).

Oscar Munar
الطموح إلى التمايز الملهم في الحياة يشكّل عنصرًا رئيسًا في مقاربة مهدي أمجد للنجاح (يبدو في الصورة ببدلة من Absolute Bespoke).

توظّف علامتكم التصميم والعمارة للارتقاء بتجربة العيش التي يختبرها زبائنكم. ما الذي يحفّزكم على الاستمرار في الدفع بحدود الممكن بموازاة استحداث معايير جديدة يُقاس عليها التميّز في قطاع العقارات؟

كان فن العمارة في صلب الرؤية التي وضعتها لمسيرتي في هذا القطاع. انطلقت من النظر بافتتان إلى البراعة الهندسية المميزة لأبراج الإمارات إلى التعمق في دراسة المفاهيم المعمارية ومن ثم العمل مع عدد من أعظم المعماريين في العالم، من زها حديد (التي عملت معها طيلة عشر سنوات لتطوير ذا أوبوس The Opus) إلى فوسترز آند بارتنرز، ورِم كولهاس، وريتشارد روجرز.

والحقيقة أن العمل مع هؤلاء المبدعين أثّر عميقًا في توجّهي الفكري وعزز شعوري الأول بالطابع الملهم للعمارة. وكانت نتيجة هذا المسعى مشاريع أعادت تحديد مفهوم العمارة من منظور تجاري. فالمآثر المعمارية تُبتكر في العادة لتكون متحفًا أو نصبًا حكوميًا. لكني أمضيت 10 سنوات من عمري في محاولة لإثبات أنها تشكل نموذج أعمال ناجعًا على ما تشهد اليوم محفظتنا من المباني المتفرّدة في عمارتها.

على أن هذه الرحلة جعلتني أدرك أيضًا أن التصميم يتجاوز من بعيد الغرض منه أو خدمة آليات مشروع تجاري ناجح. الحقيقة أن التصميم يرتقي بالحياة، وهذا ما تبيّن لي في مشاريع مثل وان بالم One Palm. ففي هذا المشروع، انطلقنا من فكرة أن الموقع المميّز ليس الدعامة الوحيدة لنجاحنا.

فالخدمات التي سنتيحها والتجارب التي سيختبرها زبائننا لاحقًا على القدر نفسه من الأهمية، بل أكثر أهمية. لذا انطلقنا في مهمة البحث عن الشريك المثالي القادر على تجسيد طموحاتنا في ما يتعلق بالمستوى الخدمي. استغرق هذا المسعى ثلاث سنوات من البحث والتدقيق قبل أن تبصر شراكتنا مع مجموعة دورتشستر كوليكشن للضيافة Dorchester Collection النور بدافع من تشاركنا الفلسفة نفسها لتقديم مستوى خدمي رفيع، ما ترك لاحقًا تأثيرًا ملحوظًا في تجربة الزبائن ليتحوّل كل مشروع إلى رحلة ترقى فوق سلفها. 

فمشروع آفا Ava مثلاً جاء ليعلو بالمزايا المتاحة في وان بالم، ومن ثم دفعنا إلى تحقيق مستوى أعلى من التميّز مع مشروع أورلا Orla. وها نحن اليوم، إذ نتهيأ للكشف عن مشروع Orla Infinity، نستمر بالدفع بحدود العمارة والتصميم والخدمة الأعلى تميزًا بهدف ابتكار تجربة عيش راقية يثمّنها زبائننا.

إنه أيضًا نموذج أعمال مستدام أثبت فعاليته مثلاً خلال الأوقات العصيبة التي شهدها القطاع بين عامي 2008 و2011. ففيما كان الجميع منهمكًا في بناء شقق أصغر مساحة وأبخس ثمنًا، استهدفنا فئة مختلفة من الزبائن، وطوّرنا وحدات سكنية تراوح أسعارها بين 20 مليون درهم و100 مليون درهم.

وإذ أثبت هذا التوجّه غير المسبوق نجاحه المبهر، مضينا على درب الارتقاء بكل إنجاز جديد إلى مستوى أعلى. فهدفنا كان وسيبقى أن نبتكر من خلال البناء والتصميم والموقع والخدمات منظومة متكاملة ترقى بالتجربة الحياتية للسكان وتشكل مصدر إلهام لهم.

يميل مهدي أمجد إلى الفخامة الهادئة، وينعكس ذلك في التصميم المترف بغير تكلف لشقة في مستويين في مشروع ذا لانا، كما يتجلى في أسلوب أناقته (إطلالته من لورو بيانا).

Oscar Munar
يميل مهدي أمجد إلى الفخامة الهادئة، وينعكس ذلك في التصميم المترف بغير تكلف لشقة في مستويين في مشروع ذا لانا، كما يتجلى في أسلوب أناقته (إطلالته من لورو بيانا).

طوّرتم عبر مسيرتكم المهنية العديد من المشاريع التي تؤطّر اليوم أفق دبي، وثمة مشاريع كثيرة قيد التنفيذ. ما هي المعادلة التي تتيح لكم الارتقاء بكل مشروع إلى مرتبة العمل الفني؟

غالبًا ما تقول لي زوجتي إنني أصمم كل بناء كأني سأعيش فيه، وإنها ترى مثلاً في مشروع وان بالم فسيفساء من التجارب الملهمة التي اختبرناها في أصقاع مختلفة من العالم، من خدمة الوصول إلى فندق ما إلى تجربة النادي الصحي.

وقد أقول إن المعادلة الصحيحة تكمن في تركيزنا على الهدف الأعلى المتمثل بالارتقاء بحياة الأفراد. إننا في سياق تطوير كل مشروع، نتصوّر عائلاتنا وأبناءنا في هذا الموقع ونتساءل عما إذا كان قادرًا على إلهامهم وإثراء تجربتهم ببعد جديد لم يكن متاحًا لهم قبل ذلك.

والحقيقة أننا نوظّف وقتًا طويلاً لمقاربة الكمال في التصميم بدلاً من تطوير نموذج نظل نكرره مرة بعد مرة. لا تنسي أن للزبون الذي نسعى للارتقاء بتجربته توقعات تفوق حدود المألوف، ولذا نحرص على شحذ قدراتنا عند كل مفترق طريق. وإني على ثقة تامة بأن المشاريع التي ستكشف عنها أمنيات في الأشهر الثمانية عشر المقبلة تتوافق مع منظومة القيم والمبادئ والطموحات التي تتبناها علامتنا.  

بالحديث عن هذه الروائع العمرانية والتصميمية، ما أبرز مشروع تفخر به اليوم؟

اليوم أقول إنه مشروع ذا لانا The Lana لأنه الأحدث. بل إنه إنجاز مبهر سيشكل مصدر إلهام لمنطقة بأكملها. سيحتضن المشروع الفندق العاشر لعلامة دورتشستر كوليكشن في العالم والأول في دبي، كما أنه سيتيح تجارب طعام متميزة فيما يوفّر 39 وحدة سكنية حصرية تعد بتجربة عيش متفرّدة فيما يبدد تصميمها البديع الحد الفاصل بين المساحات الداخلية والأفق الخارجي حيث استُحدث مرسى اليخوت.

عملنا مدة طويلة على هذا المشروع. بل إننا استبدلنا في غضون سنتين أربع شركات للتصميم قبل أن نصل إلى النتيجة المرجوة التي تعكس اليوم اللغة التصميمية الحديثة لشركة فوسترز آند بارتنرز وتجسّد في الوقت نفسه قيم أمنيات وفلسفة دورتشستر. كان تحقيق هذا الإنجاز مسارًا متأنيًا لا يمكن احتسابه بالأرقام. إنه منطقي من منظور الوجدان فحسب، وهذا ما نسعى إليه.

ما المواصفات التصميمية للمشروع الحلم الذي يراودكم؟

ثمة دومًا حيّز لتحسين ما نقوم به على مستوى الارتقاء بالعمارة والتصميم والتجربة. استقدمنا مثلاً مفهوم الشرفات الخارجية إلى دبي في وقت ظن كثيرون أنها فكرة سيئة. وذهبنا لاحقًا أبعد من ذلك عندما دمجنا أحواض السباحة في هذه الشرفات.

إننا لا نختار الطريق الأسهل، بل نحرص على الإتيان بمفاهيم ملهمة للارتقاء بالتصميم. لكن إلى جانب التصميم والخدمات، نعمل اليوم على عنصرين مهمين في محفظتنا المستقبلية من المشاريع هما العافية والاستدامة. ولا يقتصر الأمر على استحداث ناد صحي، أو مركز للياقة البدنية أو استوديو لجلسات التأمل والبيلاتس.

إننا نذهب اليوم أبعد من ذلك لدراسة معدلات الأكسجين المتاحة للفرد في شقته، وتأثيرات الهواء النقي والضوء والروائح العطرية على تجربته الحياتية. بل إننا نتعاون اليوم مع جهات خبيرة في هذه المجالات لندمج معارفها وممارساتها في مشاريعنا.

نبحث أيضًا في العمق في الممارسات المستدامة التي سنعتمدها في كل خطوة، بداية من التصميم وتأثيراته على معدلات استهلاك الطاقة، وتوفير المواد والعمليات التشغيلية، ووصولاً إلى التعويض عن البصمة الكربونية. نعمل أيضًا بموازاة ذلك على تحقيق أثر متمدد لفلسفتنا بحيث لا يقتصر الأمر على مشروع هنا أو هناك بل يتحول إلى استحداث مجمّعات أكبر بطموحات أعلى. فما نسعى إلى تحقيقه هو ابتكار وجهات تقترب من حدود الكمال.

مهدي أمجد في إطلالة من مجموعة برونيللو كوتشينيللي لموسم خريف 2023 وشتاء 2024.

Oscar Munar
مهدي أمجد في إطلالة من مجموعة برونيللو كوتشينيللي لموسم خريف 2023 وشتاء 2024.

ما أكثر ما يستثير شغفكم في مهنتكم؟

إنها المقدرة على تصوّر أحلام لا تحدّها قيود ومن ثم تحويل هذه الأحلام إلى واقع. بل إني أجد هذا المسار ملهمًا جدًا. ولا شك في أن الفضل في ذلك يرجع إلى هذه المدينة التي قدمت لي منصة تمكّنني من الحلم ومن تحقيق الأحلام، وإلى الفريق القيادي والأفراد الذين أعمل معهم.  

كيف ترون مستقبل سوق العقارات الفاخرة في المنطقة؟

غني عن القول إن الطلب على معاني الرفاهية الأعلى تميزًا يشهد نموًا عالميًا سرّعته جائحة كورونا فيما كان الكل يتوقع تأثيرًا معاكسًا. تنامت موارد الأفراد في العالم أكثر من ذي قبل لتعكس مكانتهم الاقتصادية، وتنامت معها رغباتهم وتوقعاتهم المتخيلة. وفي عالم المنتجات الفاخرة بمختلف قطاعاته، من السيارات إلى الأزياء والجواهر، والضيافة ومجال المشاريع العقارية الذي تنشط فيه أمنيات، بتنا نسعى إلى تلبية هذه التوقعات.

وكلما نجحنا في ذلك كانت مكافأتنا أكبر. وبرأيي أن هذا النمو سيظل يتعاظم في السنوات المقبلة، وإن كان الملاحظ أن بعض العلامات الناشطة في هذا العالم وقعت ضحية نجاحها وتوجّهت إلى زيادة إنتاجها وتكرار النجاح نفسه في كل مرة على نحو نزع عنه صفة الحصرية.

لذا نحن نميّز اليوم بين الرفاهية و"الرفاهية الأعلى" التي تمثّل التفرّد. بل إني أميل اليوم إلى مصطلح "الرفاهية الهادئة" التي تجسّد سلوكًا وفلسفة وأسلوب حياة. هذا ما نحققه في أمنيات. إننا لا نستنسخ إنجازاتنا السابقة، بل ننطلق في كل مرة بحلم جديد. قد تتشارك مشاريعنا هوية معمارية واحدة لكنها لا تتشابه لأن كل مشروع يعكس حلمًا جديدًا لفئة جديدة من الزبائن.

ما هي مخططاتكم لمستقبل علامة OMNIYAT؟

أجمل ما في الأحلام هو أنها غير مقيّدة بحدود. ولأننا نعيش في مدينة تلهمنا، ندرك ألا شيء مستحيل على ما أثبتت رؤية سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي يلهم عشرة ملايين شخص كل يوم. وفيما نفخر بعلامتنا أمنيات وبما حققناه من مشاريع ملهمة، نرى أننا قادرون على المنافسة عالميًا.

بل إني على يقين تام بأن رحلتنا في عالم الرفاهية الأعلى تميزًا ستتيح لنا الانطلاق في المستقبل نحو آفاق أوسع خارج حدود دبي. لا شك في أن دبي ستبقى منارتنا، لكنني أطمح إلى رؤية أمنيات تنطلق بالطاقة الحيوية المميزة لهذه المدينة وبفلسفتنا في مجال فن العمارة والرفاهية المتميزة لتتيحها للزبائن في أنحاء أخرى من البلاد وفي بقاع أخرى في المنطقة والعالم.

هل تستهويكم عوالم أخرى؟

تحتل الرياضة حيزًا كبيرًا في حياتي وحياة زوجتي وولديّ. إنها مصدر طاقة لنا جميعًا، وقد واظبت شخصيًا على ممارسة الرياضة منذ طفولتي وكنت ممثلاً عن مدرستي في لعبة كرة الريشة الطائرة. أستمتع اليوم أيضًا برياضات مختلفة، لا سيّما ركوب الدراجة، وأحرص دومًا على أن أبدأ يومي بممارسة نشاط رياضي.

كما يستهويني السفر لأنه يتيح لي فرصًا لاستكشاف العالم والتعلم واختبار تجارب ملهمة. فلا يمكن للمرء أن يلهم الآخرين من حوله إن لم يحظَ هو أيضًا بما يلهمه. أسافر باستمرار، وأحب أن أختبر مع عائلتي تجارب حياتية رفيعة.

يشمل ذلك الابتكارات الفذة للطهاة من حملة نجوم ميشلان مثلاً - فما يقدمونه يرقى إلى مستوى العمل الفني – وخدمات الضيافة الراقية التي تتيحها فنادق صغيرة متفردة في العالم. أهوى البحر أيضًا، وقد بت أمضي وقتًا أطول في الإبحار على متن يخت.

لا تجربة تضاهي الانطلاق في رحلة بحرية تضعك على تماس مع البحر وتتيح لك استكشاف جزر مختلفة، مثل الجزر اليونانية البديعة التي تنقّلنا بينها هذا الصيف. إنها في كل مرة تجربة ملهمة جدًا تملأ النفس بالأنس والسكينة.

يرى مهدي أمجد في مشروع ذا لانا إنجازًا مبهرًا سيشكل مصدر إلهام لمنطقة بأكملها (يظهر في الصورة ببدلة من Absolute Bespoke).

Oscar Munar
يرى مهدي أمجد في مشروع ذا لانا إنجازًا مبهرًا سيشكل مصدر إلهام لمنطقة بأكملها (يظهر في الصورة ببدلة من Absolute Bespoke).

هل اكتشفتم في أسفاركم الكثيرة وجهة مفضلة؟

ما أسعى إليه وعائلتي هو التجارب وليس الوجهات. ولأن المدن المختلفة تتيح تجارب مختلفة، فإني قد أخبرك عن وجهتي المفضلة لتجربة معيّنة. لأني أحب البحر، اكتشفت هذا الصيف في اليونان وجهة مفضلة.

أما الوجهة الملهمة لي عندما يتعلق الأمر بالخدمات الرفيعة وتجارب الطعام، فإنها سويسرا التي أواظب على زيارتها بمعدل مرة أو مرتين كل عام سواء للتزلج أو الاستمتاع ببحيراتها وتجارب التسلق التي تتيحها. تفتنني سويسرا بما يجتمع فيها من معاني البساطة وأسباب الترف الأعلى. إنه تلاحم أخاذ لم أختبره في أي وجهة أخرى في العالم.

ما هي تجربة الرفاهية الأعلى تميزًا التي اختبرتموها يومًا؟ وما هي السعادة عندكم؟

يتفاوت تعريف مفهوم الرفاهية من فرد إلى آخر، لذا أفضل أن أخبرك عن الجانب الأشد تفردًا في تجربتي الحياتي: أن أبدأ يومي يغمرني الشعور بالسكينة فيما أستمتع بمراقبة أول خيوط الفجر التي تنبلج من العتمة لتشيع في النفس إحساسًا عميقًا بالسلام والطمأنينة.

لا أروع من أن يمتلك المرء ترف الوقت للاستمتاع بهذه اللحظات المؤنسة والملهمة فيما هو محاط بأحبائه. ولا شك في أن هذه اللحظات تشكل أحد أسباب السعادة عندي. فالسعادة الحقيقية تولد من الشعور بالسلام والسكينة والحب، ومن الاطمئنان والرضا الذاتي باللحظة الراهنة التي يعيشها الفرد.

فعندما يدرك المرء أن ما يختبره هو النسخة الفضلى من اللحظة المثالية، سيشعر بسعادة غامرة ويجد نفسه في الوضع الأمثل لتجسيد أحلامه. فالسعادة تنبع من الذات، وإذا ما أخذنا في الحسبان أن الحياة لهو ولعب، فإن ما يهم حقيقة في سياق الاستمتاع بتحقيق أحلامنا هو ما نقدمه من مردود للأفراد من حولنا، من الأقرباء والأحباء إلى الموظفين والشركاء والزبائن وكل شخص في محيطنا.   

---------------------------

تصوير: أوسكار مونار Oscar Munar
تنسيق الأزياء: دانييل نيغرون Daniel Negron
شركة الإنتاج: MMG Artists
موقع التصوير: The Lana by OMNIYAT
مستشارة المظهر للسيد مهدي أمجد: بلقيس بندر Balqees Bandar