كانت السياحة إلى الخارج واستكشاف آثار الحضارات القديمة ممارسة تشجع على انفتاح الفكر وتهذيب الذائقة بالنسبة للمفكرين والفنانين في أوروبا. وقد يكون هذا ما يفسر إلى حد ما انبثاق تلك الرحلة السياحية الشهيرة التي حملت اسم "الجولة الكبرى". ظهرت هذه الجولة في إنجلترا خلال القرن السادس عشر، وكان مسارها دائريًا، ينتهي حيث يبدأ، ويمر عبر باريس وأشهر المدن الإيطالية والوجهات الألبية.

وبسبب تطور وسائل النقل في القرن التاسع عشر، دخلت العديد من الأنشطة الترفيهية الفاخرة على هذه الرحلة، حتى أحالتها إلى تجربة سفر لا يقدر على إدراكها إلا نخبة النخبة. ومن هذا المنطلق، تستدعي دار فان كليف أند آربلز هذه الجولة التي تركت بصمتها على المشهد الثقافي في أوروبا، قاصدة إلى تخليد ذكراها من خلال مجموعة Le Grand Tour. 

عكفت الدار على نقل جمال الكتابات والإبداعات الفنية التي صورت محطات الجولة الكبرى ومساراتها بالاتكاء على طيف خبراتها الواسع وإرثها الحرفي الممتد منذ تأسيسها في عام 1906. لذلك تنوعت قطع هذه المجموعة بين عقود وأساور تتخذ هيئة لوحات طبيعية زاخرة بالتناقضات، تتناغم فيها روعة العصور الإيطالية القديمة وبهاء الجبال المكسوة بالثلوج، وبين مشابك تتماهى فيها الحدود بين صناعة الجواهر الراقية وصياغة الذهب، وأقراط تضيء المُحيا بفضل هيئتها المتشكلة على الطراز الباروكي أو على الطراز الإتروسكي. صممت العلامة مختلف قطع المجموعة لتضاهي اللوحات الفنية التي أبدعتها أنامل السائحين في دروب الجولة الكبرى، وخصوصًا القطع المتفردة التي نستعرضها هنا.

Josiah

ينطلق المشوار من شوارع لندن، مسقط جوزياه ويدجوود، صانع الفخار الشهير، الذي استلهمت العلامة قطعه الخزفية لتصميم عقد Josiah. يتمايز هذا العقد المشغول من الذهب الأبيض بصفين من الألماس، أحدهما بقطع براق والآخر بقطع باغيت، يفصل بينهما صف ثالث يتألق بضياء ألماس بقطع باغيت.

صاغ حرفيو الدار هذه الصفوف لتنساب على العنق بأريحية وليشهد الناظر عندئذ في نهايتها الياقوتتين البيضاويتين اللتين تزن إحداهما 25.10 قيراط فيما تزن الأخرى 21.78 قيراط. وقد حرص الحرفيون على تطابق نقاء الحجرين المستخرجين من سيريلانكا وعلى تماثل لونهما بغية استحضار صورة خزف ويدجوود الشهير. يتدلى أحد الحجرين أكثر من الآخر، والقصد من ذلك إعطاء انطباع بالحركة المنطلقة من القيود، الأمر الذي تعززه قابليتهما للفصل والتثبيت على الأقراط التي تصاحب هذا العقد اللافت للأنظار.

فان كليف أند آربلز تستدرج الحسان إلى رحلة في عوالم مجموعة الجواهر الراقية Le Grand Tour

Van Cleef & Arpels

Dea Eterna

يتخذ هذا المشبك من أحد تماثيل النحات الإيطالي أنطونيو كانوفا القائمة في منزل تشاتسوورث موضوعًا له، مستحضرًا بذلك أجواء الكنوز التي تتوزع في مقر إقامة دوق ديفونشاير، والمعروف أيضًا باسم قصر فرساي الإنجليزي. صيغ مشبك Dea Eterna من الذهب الأصفر والأبيض والوردي، وتألق بمجموعة من الأحجار الكريمة التي رست على هيكله في تشكيل مبهر.

وقد يكون أكثر ما يلفت النظر في هذه القطعة هو مجسم الفتاة الشابة التي تقف على حجر لازورد لم تُسوّ جوانبه، وتسكب في الوقت نفسه محلولاً ذهبيًا من وعائها. تحيط بهذه الفتاة هالة من شرائح الذهب المصقول والمزخرف، بالإضافة إلى ألماسات تتمايز بالقطع البراق وقطع الماركيز.

على أن تميز هذا المشبك لا يتوقف هنا، ذلك أن هيئته ثلاثية الأبعاد تحاكي الثراء اللوني والتركيبي المتجسد في حدائق منزل تشاتسوورث، وخصوصًا الياقوتة الوردية البيضاوية التي تزن 3.47 واللؤلؤة المستزرعة التي يتمثل فيها الشباب الدائم لفنون الماضي.

فان كليف أند آربلز تستدرج الحسان إلى رحلة في عوالم مجموعة الجواهر الراقية Le Grand Tour

Van Cleef & Arpels

Regina Montium

يتألق هذا العقد المشغول من الذهب الأبيض بحجري تورمالين بلون أزرق يميل إلى الأخضر، الأول يتمايز بقطع الوسادة ويزن 16.26 قيراط ويتوسط العقد، فيما يتباهى الثاني بالقطع البيضاوي ويزن 27.70 قيراط ويستقر في قلب قلادة قابلة للفصل. انتقى حرفيو الدار الألماس والياقوت والأكوامارين والتنزانيت الذي تناثر على العقد والقلادة لاستحداث توافق لوني يتعزز بفضل مزايا كل حجر كريم ودرجة بريقه.

وقد كانت نتيجة هذا الحرص الحرفي المتفاني استحداث لوحة طبيعية لجبال مكسوة بالثلوج تحاكي في شاعريتها المناظر الطبيعية الجذابة المحيطة ببحيرة لوسيرن التي خلدها الكاتب الروسي الشهير ليو تولستوي في قصته القصيرة "لوسيرن" كما فعلت فان كليف أند آربلز في عقد Regina Montium.

فان كليف أند آربلز تستدرج الحسان إلى رحلة في عوالم مجموعة الجواهر الراقية Le Grand Tour

Van Cleef & Arpels

Villanova

بعد لندن وباريس وجبال الألب، تحط العلامة رحالها في إيطاليا، مستكشفة كنوز مدنها القديمة ومنقبة في جواهرها، وهذا ما تسنى لها في عقد Villanova المشغول من الذهب الأبيض والوردي. استوحت فان كليف أند آربلز تصميم هذا العقد من الأسلوب الإتروسكي الذي تشكلت على منواله الكنوز القديمة لمدينة فلورنسة، إذ تتباهى القطعة بتسعة أحجار روبليت متساوية بقطع كابوشون تبلغ زنتها الإجمالية 110.04 قيراط.

تتدلى هذه الأحجار المفعمة بالحيوية من الضفيرة الذهبية الوردية التي تتخللها ألماسات مستديرة، في مشهد يستحضر إلى الذهن أغطية الرأس التي تزين التماثيل التي تعود إلى العصر الإتروسكي. ويتعزز البريق الأرجواني الغامق لأحجار الروبليت بفضل استخدام حرفيي الدار أنواع قطْع مختلفة على التشكيلات الألماسية المتصلة بها، ما يسهم في تكثيف لونها وإبرازه سواء عند ارتدائها بصفتها عقدًا أو عند وصلها بالأقراط المرافقة.

فان كليف أند آربلز تستدرج الحسان إلى رحلة في عوالم مجموعة الجواهر الراقية Le Grand Tour

Van Cleef & Arpels

Jeu de Colombage

تبلغ الجولة الكبيرة نهايتها في بلدة بادن الألمانية، حيث تتمايز المنازل التقليدية المؤطرة بالخشب بتناغمات لونية مبهجة وأجواء عتيقة الطراز كان لها أكبر الأثر على الزخارف التي نقشها حرفيو العلامة على خاتم Jeu de Colombage.

فان كليف أند آربلز تستدرج الحسان إلى رحلة في عوالم مجموعة الجواهر الراقية Le Grand Tour

Van Cleef & Arpels

يزهو الخاتم المشغول من الذهب الأبيض بزمردة كولومبية بقطع مخروطي، وبزنة 13.35 قيراط. بلونها الأخضر العميق، تهيمن هذه الزمردة المتمايزة بحواف مستديرة على الألماس والياقوت الأزرق والأحمر الذي يرصع الخاتم، ما يسفر عن اجتماع مبهر للنعومة والبريق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن فصل الأحجار المحيطة بقلب الخاتم، الأمر الذي يتيح دمجه مع خاتم آخر مرصع بالألماس والياقوت. وبالنتيجة يمكن ارتداء هذا الخاتم بأربع طرق مختلفة، على نحو يتناسب مع مختلف المناسبات والأمسيات.