كان انضمامها بداية صفحة جديدة في ميدانٍ كانت تخطو فيه ديور خطواتها الأولى، إذ إنها وظفت المصممة الفرنسية لترأس قسم الجواهر الفاخرة المؤسس حديثًا، ساعية من وراء هذه الخطوة إلى قلب الموازين في هذا القطاع مثلما فعلت أزياؤها في قطاع آخر.

بالاستلهام من تصاميم كريستيان ديور، صاغت دو كاستيلان بابتكاراتها المتمايزة أبجدية ديور في عالم الجواهر، على ما تشهد مجموعات مثل Dear Dior من عام 2012، وDior Dior Dior من عام 2018، لتعود اليوم وتكشف عن أحدث إبداعاتها في مجموعة جديدة تحمل اسم Dearest Dior.

تحتفي المجموعة التي تضم 77 قطعة بالأزياء المزدانة بالتخريمات، وقد بثّ فيها حرفيو الدار كامل خبرتهم ليخرجوا تصاميم رائعة تُبرز مختلف عناصر الأناقة الأنثوية، وتُوازن بين الرقة والقوة في نسيج متناغم.

أبرز ما تمتاز به القلائد والخواتم والأساور وأقراط الأذنين في هذه المجموعة هو الخفة التي تُفسح المجال أمام أحجار الألماس والتورمالين واللؤلؤ والياقوت الأحمر والوردي والأزرق والأصفر كي تستأثر بالأنظار، إذ تكشف عن تركيبات وتدرجات لونية تُذكر بالفساتين الفخمة المخرمة التي اشتهرت بها مقاربة ديور للأزياء.

على أن إبداع هذه الزخارف المميزة لم يكن يسيرًا، إذ استدعى استخدام تقنيات متنوعة، استنفرت كامل براعة الحرفيين ودفعتهم إلى تخطي الحدود حتى يستطيعوا صياغة الأشكال المتشابكة والمرنة من الذهب. كما تجلت مبادئ الإتقان والتميز التي تلتزمها الدار في الدراسة المكثفة للتصاميم التي تفرّدت بخطوط انسيابية تتلاءم مع انحناءات اليد والمعصم وحركة الجيد فتضاهي في مرونتها أثواب ديور الراقية.

وقد تبدّى أيضًا هذا التآلف البديع بين رؤية الصاغة ورؤية مصممي الأزياء في رصف الأحجار النفيسة على نسق خيوط مدروزة من الألماس، وأشكال زهور متناثرة، وشرّابات وزخارف من الترتر توثّق تفاصيلها شغف كريستيان ديور بعناصر الطبيعة.

ومن أجل ربط الصلة بين الماضي والحاضر، وبين التقاليد والابتكار، اعتمدت دو كاستيلان في إبداعها تصاميم قابلة للتحويل، لتصبح القلائد عقودًا عصرية الطابع، فيما تصير الميداليات المرصعة بالياقوت مشابك للزينة. بهذه المجموعة، يكتب قسم الجواهر الفاخرة في ديور فصلاً جديدًا في الحكاية التي ابتدأت مع دو كاستيلان، والتي يُتوقع أن تستمر في قادم الأعوام بقطع تحيل حلم الدار إلى واقع متجسد.