تلك السيارة تمثل أكثر من مجرد انتصار على الحلبة، فهي الشاهد الصامت على أعنف لحظات سينا البطولية. ففي سباق الجائزة الكبرى بالبرازيل عام 1991، وبين أمطار غزيرة وعطل مفاجئ في علبة التروس على حلبة إنترلاجوس، قاد سينا سيارته ماكلارين MP4/6 بعزمٍ خارق حتى خط النهاية، محافظًا على الصدارة بفارق لم يتجاوز ثلاث ثوانٍ. ومع اجتيازه خط الفوز، كان جسده ينهار من الإرهاق، لكن مجده في تلك اللحظة تجاوز الألم، ليُكرّس تلك الجولة بوصفها واحدة من أعظم سباقات حياته، ويمهد الطريق نحو لقبه العالمي الثالث كسائق والثاني على التوالي.

ومع ذلك، أثبتت هذه التجربة أنها كانت تستحق العناء، إذ توّج سينا في نهاية الموسم ببطولته الثالثة كسائق، والثانية على التوالي.

النموذج الذي سيُعرض في المزاد جرى الاحتفاظ به داخل مصانع ماكلارين وبقي وفيًا لهويته الأصلية بلونيه الأحمر والأبيض المميزين. ولكن هذه السيارة لا تتباهى بتاريخها فحسب، بل أيضًا بتقنيتها، إذ تُعد إحدى آخر سيارات الفورمولا 1 الميكانيكية بالكامل، وآخر مركبة مزودة بمحرك V12 تحصد بطولة عالمية. هذا المحرك الشهير بسعة 3.5 لتر أطلق قوة بلغت 725 حصانًا عند ظهوره الأول، لتصل قوته لاحقًا إلى نحو 780 حصانًا مع نهاية الموسم، مع معدل دوران مذهل يبلغ 13,800 دورة في الدقيقة.

وبفضل العناية الدقيقة التي تلقتها السيارة خلال سنوات وجودها في مصانع ماكلارين، ما زالت في حالة شبه مثالية. فقد خضعت أخيرًا لفحص شامل من شركة لانزانتي ليميتد Lanzante Limited المتخصصة، وتحمل شهادة أصالة رسمية من ماكلارين تؤكد نسبها العريق وسيرتها النقية. ولهذا، ليس من المستغرب أن يُقدَّر سعرها المبدئي في المزاد بنحو 12 مليون دولار أمريكي.