بأمسية تمازجت فيها الندرة بالتاريخ، أعاد مزاد كريستيز رسم ملامح سوق مقتنيات فابرجيه على الساحة العالمية، بعد أن حققت مجموعة أميرية استثنائية من روائع الدار إجمالي مبيعات بلغ 36.72 مليون دولار أمريكي. وجاءت حصيلة المزاد بنسبة بيع لافتة وصلت إلى 92% من حيث عدد القطع و98% من حيث القيمة، في مؤشر واضح على المكانة الراسخة التي يحتلها اسم فابرجيه في ذاكرة جامعي التحف وهواة الفنون الرفيعة حول العالم.
في قلب هذا المزاد التاريخي، لمع بريق بيضة الشتاء The Winter Egg التي تحولت إلى محور الحدث ورمزه الأبرز، بعدما بيعت بمبلغ مذهل قدره 30 مليون دولار أمريكي، لتسجل رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا لأعمال فابرجيه في المزادات للمرة الثالثة في تاريخها. لحظة سقوط المطرقة على هذه القطعة النادرة أشعلت موجة من التصفيق في القاعة، مؤكدة حضورها بوصفها أغلى وأهم قطعة في مزاد كريستيز، ومثال متفرّد على ذروة الإبداع والحرفية في تراث فابرجيه.
Christie’s
ولم يقتصر وهج الأمسية على بيضة الشتاء وحدها. من بين القطع التي منحت مزاد كريستيز بريقًا إضافيًا، برز نموذج حجري نادر يجسّد شخصية فنان الشارع من صنع فابرجيه، شكّله النحات بوريس فريدمان كلوزيل في بتروغراد عام 1916 باهتمام دقيق بالتفاصيل وملامح الحركة اليومية. هذا العمل النحتي اللافت بيع مقابل 1.99 مليون دولار أمريكي، ليكرّس مكانة فابرجيه بوصفها دارًا لا يقتصر تميّزها على البيض الإمبراطوري والجواهر الدقيقة فحسب، بل تمتد بصمتها الإبداعية أيضًا إلى المنحوتات الفنية التي تحمل توقيعها، والتي باتت تحظى باعتراف متزايد في الأوساط المتخصصة وسوق الفن العالمي.
Christie’s
كما سلط المزاد الضوء على قيمة الوثائق التصميمية في تاريخ فابرجيه، مع بيع ألبوم تصاميم نادر صادر عن ورشة هنريك ويغستروم في سانت بطرسبرغ خلال الفترة بين 1911 و1916 مقابل 671 ألف دولار أمريكي. تكشف صفحات الألبوم عن منهجية فابرجيه في تطوير الفكرة من الرسم الأول إلى القطعة المنجزة، وعن توازن نادر بين الحس الجمالي والدقة الصناعية في السنوات الأخيرة قبل التحولات التاريخية في الإمبراطورية الروسية.
Christie’s
بهذه الأهمية التوثيقية، يغدو الألبوم مرجعًا للباحثين وخبراء التوثيق وسوق الفن، ودليلاً ملموسًا على الإبداع الاستثنائي والمهارة التقنية والرؤية التصميمية الناضجة التي كرّست حضور فابرجيه في ذاكرة الحِرَف الراقية.






