سطور مرصّعة بالألماس ترويها لندن من متحف فيكتوريا آند ألبرت، حيث تُفتح أبواب التاريخ على معرض Cartier: Design, Revolution, Style (كارتييه: التصميم، الثورة، الأسلوب)، أول معرض شامل لدار كارتييه في المملكة المتحدة منذ أكثر من ثلاثين عامًا.

على امتداد قاعاته، يصطف أكثر من 350 عملاً فنيًا نادرًا، بعضها يظهر للنور للمرة الأولى، ليسرد مسيرة الدار من مهدها الباريسي إلى عروش الملوك وأضواء المشاهير، في احتفال زاخر بالحرفة، والإرث، والجرأة الإبداعية.

أيقونات ملكية وأحجار أسطورية

المعرض لا يقتصر على عرض التاريخ فحسب، بل يستحضره من خلال قطع تحمل توقيعًا ملكيًا وتروي قصصًا خالدة. من بين أبرز القطع المعروضة تاج Halo Tiara، الذي ارتدته الأميرة كيت ميدلتون في حفل زفافها الأسطوري على الأمير ويليام، تاركًا بصمة في تاريخ العائلة المالكة البريطانية. 

شملت المعروضات أيضًا تاج Scroll Tiara، الذي تزينت به كليمنتين تشرشل، زوجة رئيس وزراء المملكة المتحدة ونستون تشرشل، في حفل تتويج الملكة إليزابيث الثانية، وارتدته لاحقًا أيضًا النجمة ريهانا في جلسة تصوير غلاف مجلة "دبليو"، ما يبرز استمرار تأثير هذه القطع عبر الأجيال والأنماط المختلفة.

معرض كارتييه في لندن.. تراث الجواهر تستحضره 350 قطعة نادرة

Cartier

من بين القطع الأكثر تميزًا في المعرض، يبرز المشبك الألماسي Williamson Diamond Brooch الذي أهدته العائلة المالكة للملكة إليزابيث الثانية عام 1947 بمناسبة زواجها. 

يتضمن المشبك ألماسة صفراء نادرة، قُطعت في لندن وأُدرجت في تصميم فاخر من توقيع كارتييه لندن، ورُصّع المشبك بها في عام تتويج الملكة (سنة 1953). وما يجعل هذا المشبك أكثر تميزًا هو ارتباطه الوثيق بالملكة ومناسبات تاريخية مهمة.

ولأول مرة في هذا المعرض، يُكشف عن رسومات التصميم الأصلية التي أنشأها المصمم فريدريك ميو، ما يتيح للزوار فرصة للاطلاع على التفاصيل الدقيقة لعملية الإبداع الملكي وتوثيق اللحظات الفريدة في تاريخ الجواهر الملكية.

وفي قلب التاريخ الملكي، يبرز عقد "باتيالا" Patiala Necklace بوصفه أيقونة تجسّد الفخامة والتاريخ العريق. صُمّم العقد خصوصًا لمهراجا باتيالا في عام 1928، وضم حجر ألماس أصفر نادرًا بوزن 234.65 قيراط، يُعد من أكبر وأندر الأحجار في العالم.

ورغم مرور الزمن واختفاء القطعة بعد استقلال الهند، إلا أن عودتها إلى الأضواء بعد عقود طويلة من الفقدان تُعزز من مكانتها بوصفها من كنوز الجواهر الملكية التي لا تُقدّر بثمن.

معرض كارتييه في لندن.. تراث الجواهر تستحضره 350 قطعة نادرة

Cartier

جذور ملكية.. من لندن إلى دلهي

تعود علاقة كارتييه بلندن إلى عام 1902 حين افتتحت الدار أول فروعها في شارع نيو برلنغتون، تزامنًا مع تتويج الملك إدوارد السابع، الذي منحها لاحقًا لقب المورّد الرسمي للتاج البريطاني. 

لكن البصمة الفعلية أتت مع جاك كارتييه، الذي كان يقطع المسافات ليجلب الأحجار الكريمة من الشرق، ويستلهم من ثقافات متعددة روحًا جديدة لتصاميم الدار، خصوصًا خلال عشرينيات القرن الماضي مع ولادة مجموعة "توتي فروتي" Tutti Frutti المستوحاة من الهند وعلم المصريات.

وبتوقيع المهندس المعماري عاصف خان، تنقسم أجنحة المعرض الجديد إلى عوالم حسيّة تُحاكي الغابة الملكية، بأضوائها التي تعبر الزمن بين شروق دلهي وفجر وندسور، وتنتهي في قاعة التيجان المصمّمة، في محاكاة للكرنفالات التي كانت تقيمها كارتييه في ما مضى.