في إحدى أمسيات شهر يوليو الدافئة، جابت مجموعة صغيرة من الضيوف المتأنقين قاعات قصر فرساي المذهبة، فيما كانت الأنغام تنبعث من آلات الكمان. وقد تضمنت الحفلة الخالدة الذكر عشاءً على ضوء الشموع من إعداد الطاهي إيمانويل رينو الحائز نجمة ميشلان، وعرضًا لجواهر ألماسية نادرة، واستعراضًا للألعاب النارية أضاء السماء فيما كانت الأوركسترا تعزف ألحانها في حدائق القصر الشهيرة. لولا أن العديد من الضيوف قدموا إلى المكان على متن طائرات خاصة لتلبية دعوة فان كليف أند آربلز، لظنّ المرء أنهم عادوا بالزمن إلى القرن السابع عشر، عندما عرض التاجر جان باتيست تافرنييه، في الحجرات نفسها، جواهر مبهرة استقدمها من الهند هدية لملك الشمس لويس الرابع عشر.

اقتصر الحضور في الحدث الأسطوري (الذي حُظر فيه التقاط الصور) على كبار زبائن الشركة، الذين جرت دعوتهم للاحتفال بالكشف عن مجموعة Legend of Diamonds والاستمتاع بثلاثة أيام من التجارب المنسقة بعناية.

يقول نيكولا بوس، رئيس فان كليف أند آربلز ومديرها التنفيذي: "إن القصة الكامنة وراء المجموعة تحتل دومًا قلب التجربة". وفي هذه الحالة، تدور القصة حول ألماسة ليسوتو ليجند Lesotho Legend التي بلغت زنتها 910 قراريط، وهي خامس أكبر ألماسة خام مستخرجة على الإطلاق، وقد حولها الصائغ الفرنسي إلى مجموعة متلألئة من الجواهر الفاخرة.

أصبحت هذه التجارب غير القابلة للتكرار أمرًا مألوفًا في حياة كبار المُنفقين. فعلى سبيل المثال، سافرت كارتييه في الصيف الماضي بأبرز زبائنها إلى مدريد لقضاء ثلاثة أيام تخللتها أنشطة مُنسقة بعناية، منها جولات في المعارض الفنية وتجارب طعام من طهاة حائزين نجوم ميشلان، واحتفال أحيته الفنانة ريتا أورا في قصر ليريا المبنيّ في القرن الثامن عشر، من دون أن ننسى حدث الكشف عن مجموعة الجواهر الراقية التي أطلقتها كارتييه تحت اسم Beautés du Monde (جماليات العالم).

كما كشفت لويس فويتون من جهتها عن مجموعة جواهرها المكوّنة من 125 قطعة في سياق حفل عشاء فاخر أقامته في قصر دار الباشا في مراكش بحضور زبائنها المميزين وكان من بينهم كايلي مينوغ وكْلُوي غرايس موريتز.

أما جواهر غوتشي الراقية، فقد تَسامتْ في رحاب فيلا ألباني تورلونيا المبنية بروما في القرن الثامن عشر، والتي تحتوي على إحدى أبرز المجموعات الفنية الخاصة التي تعود للعصر القديم وعصر النهضة. وفي الحديقة، قُدم العشاء للنخبة من الضيوف على وقع الصوت المبهر للمغني البريطاني سام سميث.

مقاربة محددة الأهداف

لم يحدث أن عرف العالم من قبل هذا العدد الهائل من أصحاب الملايين والمليارات، ومن ثم، لم يحدث أن كان الطلب على المنتجات الفاخرة المتنوعة شديدًا على ما هو عليه الحال اليوم. ولأن ما يميز هذا القطاع عن غيره هو الطابع الحصري للمنتجات، كان على العلامات الراقية المتخصصة في صناعة السيارات والساعات وغيرها من المقتنيات الفاخرة أن تُكثف جهودها.

ومثلما تقسم شركات الطيران الأعضاء إلى فئات فضية وذهبية وبلاتينية، تضع الدور الفاخرة تصنيفات مماثلة، وأكثر سرية، لأوفى زبائنها. ويستند نوع الاهتمام (والتدقيق) الذي يخضع له الزبائن بدرجة كبيرة إلى ترتيبهم على مقياس كبار الشخصيات. في بعض الصناعات، قد يعني ذلك المشي على السجادة الحمراء وحضور مناسبة تحدث مرةً في العمر. وفي صناعات أخرى، قد يعني إتاحة الفرصة لاقتناء منتج جديد فور إصداره.

لكن، في الصناعات الفاخرة، يكون المردود مقابل ضمّ زبائن من كبار الشخصيات، يمكنهم إنفاق ملايين الدولارات سنويًا على منتجات شركة واحدة، مردودًا هائلاً. لهذا تصرف بعض القطاعات أموالاً طائلة على الطعام وغيرها من الأنشطة لاستقطاب هؤلاء الزبائن.

في عالم الجواهر، حيث تطرح كبرى الدور سنويًا عددًا محدودًا من الفرائد التي تتنافس على حيازتها نخبة من الجامعين الجادين، تزداد أهمية إسعاد كبار الشخصيات. ويوضح المستشار في مجال الرفاهية في نيويورك روبرت بورك هذا الأمر قائلاً: "يمكن لعدد قليل من الزبائن أن يتركوا أثرًا هائلاً على صُناع الجواهر، وتبذل هذه الدور جل ما في وسعها لتُشعر زبائنها بالتميز، حتى يتحمسوا لاقتناء مجموعاتها".

تقول مرسيدس أبرامو، الرئيسة التنفيذية لشركة كارتييه في أمريكا الشمالية: "إن غايتنا هي تحريك المشاعر". فالغرض من تصميم الدار عروض الجواهر الراقية المخصصة لكبار الشخصيات في وجهات عالمية آسرة، يتمثل بترسيخ العلاقة مع زبائنها على نحو أعمق مما تحققه زيارة عابرة إلى متاجرها.

وتقول أبرامو إن شراء الزبائن قطعة من ابتكارات الدار في إحدى هذه المناسبات سيجعلهم "يستعيدون تلك اللحظة كلما ارتدوا القطعة". بعبارة أخرى، سيتحلى السوار بقيمة أكبر إذا اقترن بقصة شخصية، بالإضافة إلى حق التباهي بكونك اقتنيته في مناسبة جمعت نخبة من الضيوف داخل قصر إسباني أو في قصر بجنوب فرنسا.

على مقياس كبار الشخصيات

Illustration by Marcin Wolski

امتيازات حصرية

ولكن، ماذا لو كنت وافدًا جديدًا على عالم التسوق الفاخر؟ في هذه الحالة، قد تكون الإجابة حضور حفل محلي حصري يجمع المبتدئين في هذا العالم. في الخريف الماضي، نظمت شركة تيفاني أند كو عرضًا في منزل قيمته 50 مليون دولار في نيويورك، وفيه كشفت عن تصاميمها الجديدة، وأحجارها الكريمة، والتذكارات التي تصنعها للدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية، ودوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، وبطولة الولايات المتحدة المفتوحة لكرة المضرب. كانت ألماسة تيفاني الصفراء التاريخية حاضرة أيضًا هذا الحدث، وقد وجهت الدار الدعوة لنخبة من زبائنها في الأمريكتين لمعاينة الحجر النفيس.

تدرك أنك تعتلي المراتب عندما تقابل الرؤساء التنفيذيين للدور الفاخرة. في شهر سبتمبر من هذا العام، استضاف أنتوني ليدرو، الرئيس التنفيذي لشركة تيفاني أند كو، قرابة 65 زبونًا من كبار الشخصيات في ساو باولو بالبرازيل، حيث عاين معه الضيوف، كل واحد على حدة، أحدث جواهر الدار الراقية.

وفي هذا الحدث نفسه، باعت الدار أغلى مشبك من مشابك مجموعتها Bird on a Rock. وقد جرت العادة أن تحاكي قطع هذه المجموعة تصميم جان شلومبرجيه الذي يعود إلى عام 1965، فتُرصّع بأحجار سترين كبيرة أو بأحجار من الزمرد، ومن هنا ثمنها الباهظ نسبيًا (في هذا الخريف، عرض موقع 1stDibs أحد هذه الابتكارات مقابل 140,000 دولار). لكن لأن حدث ساو باولو شهد عرض مشبك مُرصع بألماسة فاخرة بالغة الصفرة، فقد تعدّى سعرها الآلاف إلى الملايين.

يقول ليدرو عن المناسبات شديدة الحصرية التي ينظمها للزبائن الذين يتقدمون ترتيب كبار الشخصيات: "أعتقد أن الغلبة في المستقبل هي للألفة، وهذا أمر يصعب تحقيقه إذا كان نطاق المناسبة واسعًا". ويُتابع قائلاً: "إننا نؤمن بمفهوم الأحداث التي تقتصر على مجموعات صغيرة والتي تتيح التفاعل حقيقة مع الزبائن وتمضية الوقت معهم".

لا تجري دعوة هؤلاء الزبائن المستهدفين إلى رحلات مبهرة فحسب، بل تتاح لهم الفرصة أيضًا لاقتناء فرائد القطع التي لا تُعرض أبدًا في المتاجر، ذلك أنها تُعرض حصريًا على الزبائن الذين أبانوا عن اهتمامهم وأثبتوا قدرتهم الشرائية.

في أثناء الرحلة التي نظمتها تيفاني أند كو إلى مهرجان البندقية السينمائي لهذا العام، أتمّ ثنائي صفقة شراء كبيرة قد تكون سبب دعوتهما لاحقًا إلى حدث للجواهر الراقية في دبي، حيث ابتاعا ألماسة حمراء شديدة الندرة. لم تكشف تيفاني أند كو عن سعر هذا الحجر، ولكن ألماسة مماثلة كانت قد بيعت قبل عامين بنحو 3 ملايين دولار من خلال دار كريستيز. وقد التقى الزوجان بفريق التصميم في الدار قصد تحويل الحجر إلى قطعة جواهر مصممة حسب الطلب.

للأوفياء فحسب

غالبًا ما يتاح لأصحاب المراتب المتقدمة على مقياس كبار الشخصيات التعاون مع حرفيي الدور الفاخرة لأنّه لا قطعة أكثر حصرية من ابتكار متفرد يشاركون في تصميمه. وفي معظم الحالات، تُحاط معاملات هذه النخبة بالسرية. في عالم السيارات، حيث لا يتوقف سيل التكهنات عن مالكي الطرز المتفردة، ثمة تكتّم شديد حول أساليب معاملة نخبة الزبائن.

فعلى سبيل المثال، تجعل شركة بوغاتي التي تصنع بعض أغلى السيارات في العالم من زيارة مقرها الرئيس في مولشيم بفرنسا حدثًا متفردًا للغاية. ويقول سيدريك ديفي، مدير عمليات بوغاتي في الأمريكيتين: "لسنا متحفًا ولا نقدم جولات. ولا يمكنك زيارة المصنع إلا إذا كنت أحد زبائننا. كما أننا لا نستقبل سوى زبون واحد في اليوم".

أما رولز – رويس، فليست بهذا التعنت، إذ سبق لها أن استقبلت مجموعات عدة من كبار الشخصيات في مصنعها الواقع في غودوود بإنجلترا. وفي مطلع عام 2022، دعت الشركة مجموعة من زبائنها لتقديم الطلبات لشراء سيارتها الكهربائية بالكامل سبيكتر Specter، وذلك قبل أشهر من علم الجمهور بخبرها.

على أن المراتب الأولى في سُلّم هذا الصانع محجوزة لأمثال جامع السيارات مايكل فوكس. بحسب بعض الروايات، فإن قطب صناعة مفروشات النوم المستقر في نيوجيرسي يمتلك أكثر من 120 سيارة نادرة واشترى 15 سيارة من رولز - رويس. وقد أكسبه هذا التفاني اتصالاً مباشرًا بقسم التصميم في الشركة، ولوحة لونية كاملة مسجلة باسمه، مثل لون Fuxia - تفسيره للون الأرجواني - ولون Fux Jade Pearl.

يشير مارتن فريتشيز، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة رولز - رويس في أمريكا الشمالية، إلى أن تسلّم فوكس وأمثاله سياراتهم يستدعي الكشف عن هذه الطرز في "مناسبات خاصة مثل أسبوع مونتيري للسيارات".

على مقياس كبار الشخصيات

Illustration by Marcin Wolski

تجارب شخصية وروابط وطيدة

قد ينأى بعض كبار المُنفقين عن مثل هذه العروض العلنية، لكنهم يُقدرون الأسلوب المخصص الذي تنتهجه العلامات الفاخرة لاستمالتهم والاستثمار في مكامن شغفهم. استضافت أخيرًا دار الجواهر الفرنسية بوشرون، التي تندرج العائلة الملكية البريطانية ضمن زبائنها، زبونًا وعائلته شغوفين بعلم الفلك لتناول عشاء خاص تحت النجوم في مرصد كوت دازور في فرنسا. وتقول هيلين بوليت - دوكين، الرئيسة التنفيذية لبوشرون: "لا أرى فائدة من أن يختبر المرء حياة مترفة ويموت غنيًا.

فما يهم حقيقة هو مُراكمة التجارب المتفردة والذكريات اللطيفة". على أن في جعبة دار بوشرون عرضًا متفردًا آخر، يتمثل في الإقامة ليلة واحدة في شقةٍ تعلو متجرها التاريخي الرئيس في باريس (من حوض الحمّام، يتسنى للضيوف الاستمتاع بإطلالات شاملة على ساحة فاندوم)، وهو امتياز متاح لخمس ليالٍ فقط في السنة أمام قلة من المدعوين.

زاد التركيز على جانب الألفة في أعقاب جائحة كورونا، عندما جرى إلغاء معظم المناسبات الكبرى. وردًّا على ذلك، دعت كارتييه في شهر أكتوبر من عام 2021 مجموعات مختارة من كبار الشخصيات إلى جاكسون هول في وايومنغ (أتاحت لهم الحضور على متن طائراتهم الخاصة)، من أجل قضاء ثلاثة أيام يتخللها عرض لمجموعة الجواهر الراقية Sixième Sens par Cartier نُظم في منزل حديث التصميم.

أقام الضيوف في المنازل والفنادق القريبة والتزموا جداول مخصصة تضمنت أنشطة مثل صيد الأسماك. تقول الرئيسة التنفيذية أبرامو، التي انفردت بكل ضيف على حدة، إن هذا الحدث كان حصريًا ولكنه كان عمليًا. وتضيف: "لقد استطعنا محادثة الزبائن الذين يستنكفون عن حضور الاحتفالات التي تُلزمهم ارتداء ملابس السهرات الرسمية لأنها لا تتماشى مع أسلوب الأناقة الخاص بهم".

يقتصر هذا النوع من المناسبات على نخبة كبار الشخصيات، أولئك الذين يصرفون ملايين الدولارات على قطعة واحدة. ويحرص فريق أبرامو على أن تتضمن قائمة الضيوف مزيجًا من الزبائن المستعدين لملاقاة نُظرائهم من كبار الشخصيات.

وأما أولئك الذين يتفادون مثل هذه التجمعات، فإنهم يتلقون جولة خاصة بعد انقضاء ساعات العمل في متاجر الدار المحلية، أو تُرسل مجموعات مختارة من الجواهر إلى منازلهم أو مكاتبهم.

لكن بعض الدعوات لا يُفوّت. في مطلع هذا العام، نظم الرئيس التنفيذي لشركة بولغري جان كريستوف بابين احتفالاً بهيجًا في السفارة الإيطالية في باريس، وقد حضرته النجمة الحائزة جائزة الأوسكار آن هاثاواي وبريانكا تشوبرا جوناس، في حين أحيت كارلا بروني العرض الغنائي. وفي هذا يقول بابين إن مثل هذه المناسبات تعزز علاقة الدار بنجمات السينما، أمثال صوفيا لورين وإليزابيث تايلور، اللتين كانتا من زبونات بولغري في عصرهما.

على أن جلوس أمثال هؤلاء المشاهير بجانب الزبائن إلى المائدة نفسها بمنزلة حملة تسويقية مباشرة. ويقول بابين إن "ارتداء إحدى النجمات عقدًا من الجواهر الراقية أمامك من شأنه أن يدفعك لتصور امتلاك القطعة نفسها".

فضلاً عن ذلك، تبرع دور الجواهر في تحديد قدرة الزبون الشرائية، وتبذل قصارى جهدها للمضي قدمًا إلى المستوى التالي. كانت لوسي جو، وهي مستثمرة ومؤسِّسة شركة ناشئة مقرها ميامي، ضيفة في معرض كارتييه للجواهر في متحف دالاس للفنون في شهر مايو، وهي تقول إن التجربة زادت من تقديرها للعلامة، مضيفة: "توليك كارتييه عناية خاصة، وتشعرك بالتميز". رصدت الدار سائقًا خاصًا اصطحب جو وضيفًا آخر على مدار يومين إلى أماكن عدة، بما فيها حفل العشاء الذي أقيم في المتحف، وقد عادت الضيفة إلى منزلها بعد أن اشترت سوارًا جديدًا مرصعًا بالألماس. وهكذا خرج كلا الطرفين رابحًا.

المسار الشاق

لكن فيما يبذل الصنّاع في العديد من قطاعات المنتجات الفاخرة جهودًا جبارة لترسيخ علاقات مثمرة مع نخبة الزبائن، يميل بعضهم في قطاع آخر واحد على الأقل إلى اتباع نهج مغاير تمامًا.

فبدلاً من تقديم امتيازات مريحة وتنظيم حفلات فخمة لإرضاء الزبائن المميزين، تحملهم شركات الساعات الفاخرة على معاناة الأمرّين للحصول على الطرز الأكثر تميزًا، وتقنعهم في الوقت نفسه أن لهم الشرف إذ عانوا ما عانوه.

ولأن الإصدارات محدودة جدًا وأعداد هواة الساعات الراقية في ارتفاع، فإن قلة قليلة منهم فقط يدخلون متجرًا ويخرجون منه بساعة جديدة.

لتنال هذه الساعة ينبغي أن تشقى. على أن نخبة النخبة من هواة الساعات يحتاجون أيضًا إلى الخضوع لعملية تدقيق شديدة. فعلى سبيل المثال، يحتاج الراغبون في امتلاك أحدث الساعات المعقدة من باتيك فيليب إلى تقديم طلبات مسبقة. وحتى عندما يُطلب منك تقديم الطلب، فهذا بحد ذاته مدعاة للفخر.

ولكي يُنظر في طلبك الأوّلي، ينبغي أن تكون، بداية، من مالكي ساعة كالاترافا، ثم مالكًا لأبرز الطرز التي تلتها بمرور السنين، وكل هذا بقصد إثبات مقدار ولائك. قد تراوح الأسئلة الواردة في نموذج الطلبات بين سبب رغبتك في شراء الساعة وبين مُسمّاك الوظيفي (لتبيّن موارد الدخل). ويقال إن الزبون يوقّع تعهدًا بعدم إعادة بيع الساعة في حدود مهلة زمنية معينة.

أما بانيراي، فتذهب أبعد من ذلك، إذ تُجري تقييمًا لشخصية الزبون وتختبر لياقته، ثم تقرر بعدها إن كان سيحصل على إصداراتها المرموقة. على سبيل المثال، يتطلّب امتلاك ساعة من ساعات Xperience، التي يبلغ سعرها عشرات آلاف الدولارات، خوض مغامرة شاقة.

تطلّب امتلاك أحد طرز الدار الحديثة تسلق الجبال مع المتسلق الشهير جيمي تشين. وبالرغم من أن جامعي الساعات أثاروا ضجة كبيرة لكي يحظوا بفرصة دفع ثمنها البالغ 40,000 دولار، إلا أن رئيس العلامة في أمريكا الشمالية فيليب بوناي لم يستجب لهم.

وفي هذا يقول: "كنا ندرك أن أحد العناصر التي تضمن نجاح مغامرة التسلق يتمثل بامتلاك مستوى معيّن من اللياقة البدنية". أسمعت ذلك؟ إنه صوت انغلاق مزيد من الأبواب في وجهك.
في المقابل، وفي محاولة لجذب زبائن جدد، تعهدت أوديمار بيغيه في عام 2022 بتوفير احتياطي من ساعتها الأشهر رويال أوك Royal Oak للوافدين الجدد فحسب. ولكن ارتفاع الطلب يُصعّب مهمة اختيار الزبائن الذين سيحظون بها.

وفي هذا يقول الرئيس التنفيذي المنتهية ولايته فرانسوا هنري بينامياس: "ما على الزبائن الجدد إلا بناء علاقة معنا وتطويرها"، وهذا إفراط في تبسيط هذه المعضلة. وهو يتابع قائلاً: "ينبغي أن تكون في موقع يُمكّن موظفينا من التعرف عليك إذا لم تجد من يُزكيك. هكذا تحدث الأمور".

يبدو إذًا أن الزمن وحده كفيل بتأمين دخولك قائمة نخبة كبار الشخصيات، أو بتعبير أدق: الزمن والعلاقات والذائقة والمال وغيرها…

________________________________________

شارك في إعداد التقرير مايك دي سيموني Mike DeSimone وجيف جنسن Jeff Jenssen وفيجو ماثيو Viju Mathew وبيج ريدينغر Paige Reddinger.

الرسوم التوضيحية : مارسين فولسكي Marcin Wolski

________________________________________

هل أنت ضيف من كبار الشخصيات أم زبون على لائحة الانتظار؟

في أفخم الفنادق العالمية، لا يتساوى الضيوف كلهم. ولكن كيف تدرك مرتبتك في عالم الضيافة الراقية؟ امنح نفسك نقطة عن كل ميزة من المزايا التي اختبرتها.

مارك إلوود Mark Ellwood

Wall Street Hotel
مدينة نيويورك

قدم لك أحد العاملين في الفندق، مجانًا، مفتاح أمان مصنوعًا من البرونز المصقول وعرق اللؤلؤ، معلقًا خلف مكتب الاستقبال.

(غيرُ كبار الشخصيات يدفعون 250 دولارًا مقابل هذه المفتاح).

Hotel Barrière Fouquet’s
مدينة نيويورك

أمدّك مطوّر العقارات جوشوا كاسبي (أو المدير العام) بواحدة من 200 وردة مغموسة بالكروم يوكل الفندق مهمة ابتكارها إلى أحد الفنانين.

Post Oak Hotel
هيوستن

دعاك تيلمان فيرتيتا، مالك فريق هيوستن روكتس، أو المدير العام ستيفن تشو، شخصيًا إلى غرفة سرية مكسوة بألواح البلوط، تقع أعلى البرج الذي يحتضن الفندق، والمكون من 38 طابقًا.

Raffles The Palm
دبي

أهديت عند وصولك قطعة مُذهبة خصصها قطب صناعة الأثاث الداخلي أندريا فورتونا (مرآة منحوتة يدويًا للنساء، وعلّاقة خشبية للرجال).

شُيد فندق رافلز ذا بالم في نخلة جميرا بدبي على نسق قصر أوروبي باذخ من القرن الثامن عشر.

Paul Thuysbaert
شُيد فندق رافلز ذا بالم في نخلة جميرا بدبي على نسق قصر أوروبي باذخ من القرن الثامن عشر.

One & Only Gorilla’s Nest
روهينغيري في رواندا

لما سجلت وصولك، مُنحت عصا منحوتة يدويًا من خشب الأوكالبتوس من صنع تجمّع الحرفيين Harinda Art، وهي مجموعة مؤلفة من 50 حرفيًا توفر فرص العمل للأمهات.

Palace Elisabeth
هْفار في كرواتيا

عرضت عليك الإدارة حجز جناح بنتهاوس يعود إلى القرن الثالث عشر وتبلغ مساحته 968 قدمًا مربعة، لكنه ليس مدرجًا في قائمة الفندق.

في رواندا، يحتضن مخيم Gorilla’s Nest التابع لمجموعة وان أند أونلي 21 كوخًا وجناحًا تبشّر بمغامرات ماتعة لاستكشاف الطبيعة.

Philip Lee Harvey
في رواندا، يحتضن مخيم Gorilla’s Nest التابع لمجموعة وان أند أونلي 21 كوخًا وجناحًا تبشّر بمغامرات ماتعة لاستكشاف الطبيعة.

Il Sereno
بحيرة كومو في إيطاليا

حجزت جناحًا، ولكن الإدارة قررت استضافتك في فيلا بلينيانا القريبة، وهي قصر يعود إلى القرن السادس عشر، به 17 غرفة نوم، ويقع على أرض ملكية إل سيرينو التي تبلغ مساحتها 18 فدانًا.

Airelles
في كورشوفيل أو في فال ديزير بفرنسا

في إحدى رحلات التزلج التي قمت بها في السنوات الماضية، مُنحت سترة مطرزة بالأحرف الأولى من اسمك، وهي هدية من فئة الألماس الأسود مخصصة لكبار الشخصيات.

يربض فندق  Airelles وسط أشجار الصنوبر المعمرة على ارتفاع ثلاثة آلاف متر في قرية كورشفيل Courchevel 1850.

يربض فندق Airelles وسط أشجار الصنوبر المعمرة على ارتفاع ثلاثة آلاف متر في قرية كورشفيل Courchevel 1850.

إذا كان مجموعك…

1-3: أنت من كبار الشخصيات
تلك الإيماءة الخفيفة التي تعكس الإقرار بمكانتك. إرشادك إلى الطاولة نفسها في المطعم. أنت شخص يعرفه الجميع أو يرغبون في معرفته.

4-6: أنت من كبار كبار الشخصيات
تفضل الدعوات المخصصة فحسب، وإذا حظيت وجهة ما باهتمام واسع النطاق، فلا شك في أنك زرتها من قبل وبت اليوم تقصد وجهة أخرى.

7-8: أنت من نخبة كبار الشخصيات
حسبك! أنبِئنا، كم من هذه الفنادق تملك؟