في إحدى المناطق السكنية الهادئة والمكسوّة بالخُضرة في حي جامايكا إستيتس الراقي في كوينز، يبرز اليوم منزل بتصميم تيودوري كلاسيكي حمل فصول الطفولة الأولى لدونالد ترامب حتى سن الرابعة. والمنزل مطروح اليوم للبيع بسعر يبلغ 2.3 مليون دولار.

بُني المنزل الفاخر عام 1940 على يد فريد ترامب، الأب والمطوّر العقاري المعروف، وكان بمنزلة محطة الانطلاق الأولى للعائلة في هذا الحي المورق. يمتد العقار حاليًا على مساحة تقارب 232 مترًا مربعًا فوق مستوى الأرض، إلى جانب نحو 93 مترًا مربعًا في القبو، ويرتفع في أربعة طوابق تمنحه حجمًا عمليًا لعائلة تبحث عن مساحة سكنية واسعة في منطقة مكتملة الخدمات والسمعة.

رحلة هذا المنزل في السنوات الأخيرة لا تقل إثارة للاهتمام عن الأسماء المرتبطة به. فبعد فترة إهمال طويلة وانفجار أنبوب مياه أضر داخله بشدة، انتقل العقار إلى يد المطوّر تومي لين مقابل 835 ألف دولار. جرّد لين المنزل من الداخل حتى هيكله الإنشائي وأعاد بناءه خلال ثمانية أشهر، مع معالجة القبو الذي كان مليئًا بالعفن واستبدال السقف وتحديث الأنظمة بالكامل. يقدّر لين فاتورة هذه العملية بنحو 500 ألف دولار، ما يرفع إجمالي استثماره إلى أكثر من 1.3 مليون دولار.

منزل طفولة دونالد ترامب في جامايكا إستيتس يعود للسوق بسعر 2.3 مليون دولار

BHS USA

في الخارج، لا تزال واجهة الطوب والجص تحمل ملامح المنزل الأصلية وتنسجم مع النسيج المعماري الهادئ لجامايكا إستيتس، فيما يمنح الداخل مستوى تشطيب حديث يتناسب مع توقعات المشترين في هذا القطاع السعري. ويؤكد لين أن رهانه لم يكن على الانقسام السياسي المرتبط باسم ترامب، بل على مزيج من العنوان المرموق، والتجديد الشامل، والقصة المختلفة التي تميز هذا العقار عن أي منزل مجاور.

منزل طفولة دونالد ترامب في جامايكا إستيتس يعود للسوق بسعر 2.3 مليون دولار

BHS USA

اعتاد هذا المنزل أن يكون محور رهانات جريئة. ففي ليلة الانتخابات الرئاسية عام 2016، قرر المستثمر مايكل ديفيس أن يتحرك قبل أن تظهر النتائج، فاشترى العقار مقابل 1.39 مليون دولار على أساس قناعة بسيطة: إذا فاز ترامب، سيرتفع سعر البيت الذي شهد أولى سنوات حياته. وبعد أشهر قليلة، وتحديدًا في يوم التنصيب، أثبت السوق صحة هذا الرهان عندما باعه ديفيس لمشترٍ من الصين مقابل 2.14 مليون دولار.

منزل طفولة دونالد ترامب في جامايكا إستيتس يعود للسوق بسعر 2.3 مليون دولار

BHS USA

اليوم، يعود المنزل إلى السوق بعد أن طُويت صفحة الإهمال بتجديد شامل، ليُطرح للبيع ليس بوصفه عنوانًا فاخرًا في جامايكا إستيتس فحسب، بل لأنه عقار فاخر يجمع بين طابع تيودوري كلاسيكي، وبنية داخلية حديثة، وسجل تاريخي غير مألوف في سوق المنازل المنفصلة في كوينز، وهي تركيبة قد تستهوي فئة من المشترين تبحث عن أكثر من مجرد عدد غرف وحديقة خلفية.