في قلب الجنوب الغربي من لندن، وبين ربوع متنزه رويال بوشي الملكي، إحدى أكبر المساحات الطبيعية المفتوحة في العاصمة البريطانية، يبرز عقار فريد يجمع بين التاريخ العسكري والابتكار المعماري المعاصر. يُعرف المنزل الدائري الفاخر باسم روتوندا Rotunda، ويعرض للبيع مقابل 10.1 مليون دولار، موفرًا تجربة سكنية استثنائية تمزج بين الخصوصية المطلقة والتصميم الطليعي.

ليست الفخامة وحدها ما يميز هذا العقار، بل قصته الآسرة التي تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، حين بُني الموقع من قبل وزارة البحرية البريطانية ليكون مسبحًا مائيًا ضخمًا بقطر 150 قدمًا، لاختبار الطوربيدات خلال ذروة الحرب الباردة. 

هذا الهيكل العسكري البارد وجد حياة جديدة على يد شركة الهندسة المعمارية البريطانية الرائدة نورمان أند دوبارن Norman & Dawbarn التي أصبحت لاحقًا جزءًا من كابيتا أركيتكتشر Capita Architecture، والمعروفة بتصميمها لمقرّ هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي الشهير على شكل علامة استفهام. 

وقد حافظ المعماريون على البصمة الدائرية الأصلية للمبنى، وأضافوا إليه لمسة حداثية مستوحاة من أسلوب البروتالية، إذ يتداخل الزجاج والألمنيوم بشكل درامي، تحت سقف نحاسي أنيق يرمز إلى الإرث العسكري للموقع، ويُقال إنه صُمم أيضًا ليكون مقرًا أمنيًا مضادًا للتجسس.

من موقع عسكري في الحرب الباردة إلى منزل روتوندا الفاخر للبيع في لندن.. مقابل 10 ملايين دولار

Savills

يقع العقار داخل متنزه بوشي الذي يمتد على مساحة 1100 فدان من الحدائق الرسمية الراقية والمروج البرية، حيث تتجول الغزلان البرية بحرية، كما أنه يبعد مسافة قصيرة عن قصر هامبتون كورت العريق.  

وعن طبيعة العقار، يقول دانيال كيليك من شركة سافيلز Savills، والذي يتولى عملية البيع: "إنه منزل يخطف الأنفاس، تشعر وكأنك في موقع تصوير لأحد أفلام جيمس بوند، ومع ذلك فهو منزل عملي ومثالي للعائلات".

يمتد هذا السكن الفاخر على أكثر من 10 آلاف قدم مربعة موزعة على طابقين، ويحتضن 6 غرف نوم، و6 حمامات، و3 غرف استقبال أنيقة، بما في ذلك قاعة رئيسة مفتوحة تمتد بطول 120 قدمًا. ويقود سلمٌ حلزوني معدني أنيق إلى طابق سفلي بمساحة واسعة، يمكن تحويلها إلى مسبح داخلي، أو صالة رياضية، أو حتى نادٍ صحي، وقد جرى بالفعل الحصول على التصاريح القانونية لاستخدام هذه المساحة.

في قلب التصميم، تبرز ساحة غائرة تحيط بها الحديقة الدائرية المسوّرة، تشكّل نقطة ارتكاز بصرية ومعمارية، إذ تنبعث هنا أجواء من الصفاء والعزلة وسط الطبيعة، مع إحساس بالأمان والانفصال عن صخب المدينة. وتكمل مساحة الأرض البالغة 1.3 فدان المشهد الفاخر، مع إمكانية تخصيص مناطق إضافية لتكون ملعب تنس.

يُذكر أن هذا العقار معروض بنظام الانتفاع لأن ملكية الأرض تعود إلى التاج البريطاني. ويقول كيليك إن هذا العقار يُعد "واحدًا من أهم المنازل في جنوب غرب لندن"، مضيفًا: "البوابة الخاصة المؤدية مباشرة إلى المتنزه، بالإضافة إلى التصريح الخاص الذي يسمح بدخول حدائق المياه التابعة للمتنزه مرة كل أسبوع، يزيدان من تفرد منزل روتوندا وتميّزه".