لكن ما يرفع سقف التوقعات حقيقةً هو التصميم الداخلي الذي جاء ثمرة تعاون بين مكتب وينش وفريق مالك اليخت، فهنا تجتمع تفاصيل من البرونز، وألواح خشبية هندسية الشكل، وسلم منحوت يدويًا من خشب السنديان، وتصميم انسيابي للمساحات، لتبرز مقاربة "عناصر الطبيعة" في غرف تستلهم طابعها من الأرض والهواء والماء. 

في الصالون الرئيس، يحضر عنصر الأرض في كراسٍ مكسوة بأوراق النخيل الحقيقية، وطاولة قهوة ضخمة من خشب البلوط تتكوّن من جزأين، وتضاهي بحجمها قاعدة شجرة سيكويا، مع تطعيمات من الرخام الأخضر والنحاسي اللون. 

أما مقصورات كبار الشخصيات، فاستُلهمت روحها التصميمية من عنصر الماء الذي يبرزه سجّاد متموّج من Tai Ping وتركيبات من حجر الترامازين بلون الزبرجد فوق الأسرّة. 

وتكتمل رؤية المالك لتصميم خيالي وملائم للعائلة في النادي الصحي المستوحى من اليابان، والجناح الرئيس الذي تغلب عليه تدرجات لونية سماوية.  

يثري المساحات الداخلية على متن يخت Sparta نادٍ صحي ياباني الطابع.  

وعندما يتعلق الأمر بضبط الإيقاع التصميمي الحداثي..

 فإن يخت Grande Trideck من أزيموت Azimut يعكس تحوّل عالم اليخوت الفاخرة نحو مساحات داخلية أكثر هدوءًا وتناغمًا.

رغم أن هذا الطراز البالغ طوله 125 قدمًا، والذي أُطلق في عام 2021، حقق نجاحًا لافتًا، إلا أن حوض بناء السفن قرر الابتعاد عن الأسلوب الصارخ الذي عُرف به المصمّم الداخلي أخيل سالفانيي، والاستعانة عوضًا عن ذلك بالثنائي ماركو بونيللي وماريانا رادوفيتش من استوديو m2Atelier في ميلانو، للإتيان بتصميم داخلي أقرب إلى فلسفة الفخامة غير المتكلفة التي تتبناها أزيموت. وفي هذا يقول بونيللي: "اللوحة اللونية غنية بتدرجاتها لكنها تظل حيادية في جوهرها، وتوحي بتعدد الطبقات من دون أن تُربك العين."

يعكس مهبط المروحيات في الجزء الخلفي من يخت Limerence  تضافر الشكل مع الوظيفة على نحو مثالي. فهذه المنصة لا توفّر مساحة لهبوط مروحية من طراز ACH145 فحسب، بل تتميّز بمرونة تتيح استخدامها في المناسبات الاجتماعية وفي مباريات كرة السلة المصغّرة، ما يعزز الطابع التصميمي المتفرّد الذي يتمايز به هذا اليخت البالغ طوله 172 قدمًا. 

تشمل المواد المستخدمة على متن هذا اليخت أرضيات من الترافرتين، وأخشابًا مفتوحة المسام، وجلودًا بثقوب منمنمة، ومعادن مصقولة، وأثاثًا غير ثابت، وكلها موزعة في مساحات تغلب عليها تدرجات هادئة من اللونين الرمادي والبيج الدافئ. 

أما العنصر الأبرز، فهو ما يُعرف باسم "جدار الكشف" Unveiling Wall، المستوحى من ستائر المسرح. تقول رادوفيتش: "يضم الجدار شرائح رأسية وآلية خفية تسمح للتلفاز بالظهور والاختفاء بسلاسة، فيما يبقى الجدار نفسه خلفية بديعة عندما لا يكون قيد الاستخدام."

وتضيف المصممة: "يبدو هذا الجدار مختلفًا تمامًا في الصباح مقارنة بما يكون عليه الحال في المساء، ويتغيّر مرة أخرى تحت تأثير الإضاءة الاصطناعية."

يكشف الصالون على متن يخت Grande Trideck من أزيموت عن الميل إلى تصميم مساحات داخلية أكثر هدوءًا تشجع على التأمل. 

يجسّد يخت Moonrise أيضًا من فيدشيب Feadship، الذي يمتد بطول 331 قدمًا، هذا الأسلوب التصميمي المتطور. وقد أُعيد تخيّل هذا اليخت انطلاقًا من النسخة السابقة التي حملت الاسم نفسه، لكن النسخة الحالية جاءت بخطوط خارجية مستقبلية أكثر جرأة. 

تعزز الأسطح الممتدة تعدد المستويات في البنية الفوقية، فيما يبرز الصاري الأطول وغياب قباب الاتصال بالأقمار الاصطناعية المظهر العام، مضفيًا عليه طابعًا أكثر حدة. ورغم حداثة الشكل، إلا أن المقدّمة العمودية، والواجهات الزجاجية الممتدة، والمؤخرة المنحدرة، كلها تشكل عناصر في لغة تصميمية يسهل تعرّفها في مشهد اليخوت الفارهة.

تجمع الخطوط الخارجية ليخت Moonrise من فيدشيب بين مجموعة جديدة من العناصر التصميمية والسمات التقليدية الراسخة. 

إلى ذلك، يدفع بالحدود التصميمية يخت Limerence من شركة عالية لليخوت Alia Yachts ويمتد بطول 172 قدمًا، وتُحيط جوانبه الزرقاء المنحوتة بمقصورات داخلية تقول الشركة إنها تضاهي الغرف في الفنادق الصغيرة. 

ورغم كونه يختًا عصريًا بامتياز، يزخر بمساحات للرقص والترفيه، بل لعب كرة السلة، إلا أن Limerence لم يتخلَّ عن جينات يخوت الدعم التي نشأ منها. 

فاليخت يضم مساحات مخصصة لتخزين زوارق الخدمات، والغواصات، والألعاب البحرية، فضلاً عن مهبط للطائرات المروحية هو الأول من نوعه على متن يخت بهذا الحجم. 

وفي هذا يقول غوكهان تشيليك، رئيس شركة عالية: "لقد وُلد التصميم من ورقة بيضاء. جرى رسم كل بوصة وهندستها وبناؤها من الصفر." إنها فلسفة كانت لتحظى بثناء غور فيدال نفسه.