أن تنشأ محاطًا بالألماس لا يؤدي بالضرورة إلى أن تدخل عالم صناعة الألماس أو تتدرج في مقاماته حتى تصل إلى أن تترك فيه بصمة مميزة ومكينة.
لكن هذا ما كان عليه حال مصممة المجوهرات فاليري ميسيكا، إذ إن نشأتها غير الاعتيادية، إزاء قطع الألماس التي كان يضعها والدها بين يديها، دفعتها إلى سبر أغوار هذا العالم والتجوال في دروبه، حتى استقر رأيها في عام 2005 على إطلاق علامتها التجارية الخاصة التي تركز على الألماس دون غيره من الأحجار الكريمة.
منذ ذلك الحين، ارتقت دار ميسيكا في مدارج عالم المجوهرات الراقية، حتى أصبحت تنافس أعرق دور المجوهرات، بالرغم من حداثة تاريخها. ومن شارع سانت أونوريه التاريخي في باريس، وتحت إشراف فاليري، استطاعت الدار إبهار ذواقة المجوهرات الفاخرة بتصاميم مبتكرة وبديعة تتقمص روح العصر وتجتمع فيها براعة حرفيي مشغل الدار المغمور بالنور.
في أوائل شهر يوليو المنصرم، أزاحت دار ميسيكا الستار عن مجموعة مجوهراتها الفاخرة الجديدة التي تكتب بها سطور فصل جديد في حكايتها. وقد استلهمت الدار مجموعتها هذه، التي حملت اسم "ما وراء النور" Beyond the Light، من التراث الفرعوني القديم، بجعراناته وتمائمه وعودجاته ورموزه الغامضة الأسرار.
مجموعة مجوهرات ميسيكا الجديدة Beyond the Light
ابتكرت ميسيكا خمسة أطقم متفردة وضعت فيها كامل خبرتها ورؤيتها المعاصرة، ورصّت عليها ألماسات آسرة من مختلف الأحجام في تراكيب بديعة فاتنة.
Akh-Ba-Ka: إلى عالم آخر
أول هذه الأطقم وأكثرها تفردًا هو طقم Akh-Ba-Ka. في لغة الفراعنة، تعني كلمة "كا" KA جوهر الحياة، فيما ترمز كلمة "با" BA إلى التحوّل بعد الموت، ويكون حاصل اجتماع المفردتين كلمة "آخ" AKH، ما يعني انتقال الميت نحو النور، وبهذا يُصبح طقم Akh-Ba-Ka دلالة على البدايات الجديدة والانتقال من حياة إلى حياة.
سطّرت فصول حكاية هذا الطقم ألماسة خام زنتها 110 قراريط استخرجت من بوتسوانا، حيث اشتراها والد فاليري وأخوها قبل فترة الإغلاق التي أعقبت انتشار جائحة كورونا. ومن تلك الألماسة الخام اقتُطعت 15 ألماسة، سلبت لب فاليري إلى درجة حملتها على اقتنائها مجتمعة في خطوة جريئة قلّ أن تقدم عليها دار مجوهرات راقية.
لإخراج طقم Akh-Ba-Ka إلى النور، كان على ميسيكا أن تستحث مهارات حرفيي الدار كافة، من رسامين وخبراء تصميم حاسوبي وقاطعي جواهر وخبراء ترصيع وغيرهم، والسبب في ذلك أن قصات الأحجار لم تكن كلها متشابهة، لا سيّما أن بعضها اتسم بأشكال مفاجئة ودقيقة. وبفضل تكاتف جهودهم، جاء هذا الطقم تحفة متألقة استقرت عليه كل ألماسة في مكانها الملائم، كأنها قطع أحجية أو أنغام مترافقة في سمفونية موسيقية.
يزهو هذا العقد بما مجموعه 2550 ألماسة زنتها الإجمالية 71 قيراطًا، وقد استلهم تصميمه من الجعران الفرعوني المجنح الذي يرمز إلى الولادة الجديدة والخلود.
وتوسطته ألماسة زنتها 33 قيراطًا، منحتها قصتها المربعة طابعًا كلاسيكيًا، غير أن فاليري نجحت في إضفاء لمسة عصرية عليها نتيجة اختيارها الذهب الأبيض، على غير عادة الفراعنة، خلفية تزيد من بريق الألماسات ووهجها.
ولم يتوقف نهجها المعاصر عند هذا الحد، إذ بالإمكان فصل القاعدة التي تسند أكبر ألماسات العقد وتحويلها إلى مشبك.
Messika
أقراط Akh-Ba-Ka المشغولة من الذهب الأبيض
Divine Enigma: استحضار غموض الرموز
ترى دار ميسيكا أن الجمال ينبثق من بين أيدي حرفيين يرتقون بمصنوعاتهم إلى مصاف القطع الفنية، ولهذا جاء طقم Divine Enigma المستوحى من رموز مصر القديمة الغامضة تحفة تأسر الأنظار. يتوافر هذا الطقم في نموذج مشغول من الذهب الأصفر وآخر من الذهب الأبيض، ويتسم تصميمه بسبعة خطوط منحنية تبدو لامتناهية، يتوسطها حجران بالقطع الزمردي.
واتبعت الدار أسلوبها المعاصر الشهير في هذا الطقم أيضًا، إذ بالإمكان تحويل الحجرين اللذين يتوسطان الطوق إلى خاتم مزدوج، فيما يضفي عليه القطع الزمردي لمسة حديثة، بحيث يتضاءل أمام الألماستين حتى تبدوان للناظر كأنهما تطفوان.
ويمكن التزين هذه القطعة لتناسب إطلالات مختلفة، إما بارتدائها مع الحجرين، أو بدونهما، أو كخاتم مزدوج.
Messika
طوق من الذهب الأبيض المرصع بالألماس، يتوسطه حجران بقصة الزمرد.
Oudjat: عين العودجات الحارسة
تسعى فاليري ميسيكا في مختلف تصاميمها إلى استثارة إحساس بالحركة والانسيابية الحسية، وهذا الطقم ليس استثناءً، إذ يشمل وصلات مصممة ببراعة تتماهى مع حركة الجسد وتبرزها.
استلهمت فاليري تصميم هذا الطقم من عين حورس الحارسة، التي ترمز إلى انتصار الخير على الشر وبزوغ النور في العالم. ويغوص الطقم في جوهر الرمز ويرسم عينًا معاصرة يشع منها الألماس.
إلى جانب الخاتم والسوار، يشمل هذا الطقم عقدًا من الذهب الوردي ازدان بألماسة زنتها 7 قراريط، ارتسم أعلاها حاجب من السيراميك الأسود أبرز الجفن المرصعة بالألماس، في تصميم عصري يحدد خطوطه الأساسية.
ولأن ميسيكا تروم الريادة دومًا في عالم تصميم المجوهرات، أقدمت على ضرب الرموز السائدة فيه عرض الحائط، واختارت أن تكمل هذا الطقم الجريء بخلخال وسوار لليد.
Messika
عقد عودجات من الذهب الوردي مزدان بألماسة زنتها 7 قراريط.
Golden Shield: أشعة الشمس النيّرة
كان للذهب مكانة رفيعة في قلوب الفراعنة، إذ رأوا فيه معدنًا مقدسًا لا يتغير مع مرور الزمن، ولذلك اتخذوه رمزًا للحياة ومصدرًا للخلود. ومن وحي هذه الفكرة، استلهمت ميسيكا تصميم هذا الطقم الذي يختصر الطريق إلى النور المنبعث من الذهب.
يتألف هذا الطقم من طوق عصري التصميم، وأقراط ذات خطوط هندسية، ومجوهرات للشفاه.
وقد صيغ الطوق المبهر من الذهب الأصفر، واستغرق تصميمه ساعات طويلة من أجل ضبط منحنياته بدقة حتّى يبدو وكأنّه امتداد للبشرة. كما رصعه حرفيو الدار بالألماس ليبدو كأنه يطفو في الهواء.
تلاعبت دار ميسيكا بأسطح هذا الطقم وألوانه، ما جعل تصميمه غير مألوف، إذ ينكشف الذهب بكلّ روعته بفضل أوجهه المتعدّدة ولمعانه المصقول كالمرآة ليضفي تباينًا رائعًا مع بريق الألماس.
Messika
طوق مشغول من الذهب الأصفر ومرصع بالألماس.
Move Iconica: دأب التعبير
تُدخل فاليري ميسيكا لمسة مجدّدة على أشهر أنماط مجوهراتها مرة أخرى، وتتصور طرقًا مبتكرة لارتدائها. وتتألّق قطع هذا الطقم الفاخر كأنّها قطعة قماش مرنة نابضة بالحياة، وكأنّ المجوهرات طبقة ثانية من البشرة تتماهى مع كل حركة من حركات الجسم.
Messika
عقد Move Iconica مرصع بالألماس ومشغول من الذهب الأبيض.
يتحرّر هذا الطقم من الرموز السائدة في عالم المجوهرات ويتمرّد على الصور النمطية، فيما تتميز قطعه بتصاميم ملائمة للإطلالات اليومية وكذلك المناسبات المميزة.
تنبعث المشاعر حين يصبح ما طاف في المخيلة واقعًا. هذا ما تخبرنا به فاليري ميسيكا وهذا ما نجحت في تحقيقه مع مجموعة Beyond the Light، إذ صيّرت الخيال ملموسًا، والملموس مشاعر فياضة.
