أسس كبار جامعي الأعمال الفنية ناديا ورجيب سمداني مجموعة فنية متعددة الثقافات استحوذت بالكامل على منزلهما ذي الطوابق الستة في دكا.

 

في وقت متأخر بعد ظهر أحد أيام الجمعة في شهر فبراير شباط، زيّن الزوجان ناديا ورجيب سمداني- من كبار جامعي الأعمال الفنية في دكا عاصمة بنغلاديش- الطابق الخامس من منزلهما ذي الطوابق الستّة في حي غولشان العصري، بالمنحوتة North of the Mountain التي أبدعتها الفنانة هايغو يانغ بتكليف منهما. احتلت تلك القطعة الفنية الطويلة، التي تبدو وكأنها من غرائب دكتور سوس، مكانًا قريبًا من نافذة زجاجية بطول الجدار ترتفع من الأرض حتى السقف.

 

تُعد التحفة ذات الطابع المرح للفنانة الموجودة في برلين، والتي تغري الناظرين إليها بتشارك المتعة من خلال دفعها بلطف ما يؤدي إلى قرع مئات من أجراسها الصغيرة ذهبية اللون، أحدث جوهرة تزخر بها مجموعتهما المتنامية بالغة التطور والحداثة، التي يقترب عددها من ألفي قطعة فنية. يَعد رجيب، بابتسامة عريضة، قائلاً: «يمكنك تجربتها لاحقًا.»

أسكن آل سمداني العمل الفني الصوتي إلى جانب قطعة فنية ثانية تزهو بمقاربة موسيقية: هي منحوتة من نحاس، وغرانيت، وفحم، شُكِّلت من أنابيب طويلة تفضي إلى ما يشبه جرس منبعج لبوق موسيقي أو آلة ترومبون، كُلّفت بها فنانة أخرى شهيرة جدًا، هي أليسيا كفادي. تجسّد القطعتان الفنيتان معًا كثيرًا من ممارسات آل سمداني في جمع الأعمال الفنية: فهما من إبداع نجوم صاعدين يعرفهم الجامعان معرفة شخصية، واقتنيتا بوصفهما هدايا تذكارية خلال أسفار الزوجين حول العالم. وبينما لا تفتقر القطعتان إلى دقة تصويرية، إلا أنهما تحظيان بمسحة من الغرابة.

 

 ناديا ورجيب سمداني يقفان أمام لوحة فيلهلم زاسنال Untitled (The Kiss) لعام 2018. تبدو في الصورة جهة اليسار لوحة Meat Painting التي أبدعها الفنان مارك كوين عام 2013.

ناديا ورجيب سمداني يقفان أمام لوحة فيلهلم زاسنال Untitled (The Kiss) لعام 2018.
تبدو في الصورة جهة اليسار لوحة Meat Painting التي أبدعها الفنان مارك كوين عام 2013.

 

شغف راسخ بالفن

بلغ شغف الزوجين الراسخ بفنهما حدًا من حماسة متقدة جعلته يحوز الأولوية على عمارة منزلهما. تقول ناديا: «لا نتوانى عن تشييد جدار ما أو هدمه لاستيعاب عمل فني آخر. إننا نحصل على العمل الفني ثم نعمد إلى تهيئة الحيّز المناسب له، وليس العكس.»

أطلق آل سمداني على منزلهما اسم «غولبو» ويعني حكاية أو قصة خرافية باللغة البنغالية. يُنصف المنزل، القائم في حي راق يحتضن سفارات وفنادق عالمية ومراكز تسوق فاخرة، كلا التعريفين، مشهرًا شغف الزوجين بجمع أعمال فنية. يُعد غولبو، الذي صُمم بالتعاون مع شركة Brain Train Studio التابعة لتكتل غولدن هارفست التجاري الخاص بهما، والذي اكتمل بناؤه في عام 2012، مقاربة هجينة بين منزل ومتحف، في دلالة على رغبة الزوجين في أن يعيشا مغمورين في الفن من الطابق الأرضي حتى الطابق العلوي. ترحب لافتة مضاءة بتقنية LED كُتب عليها كلمة «مباع» من تصميم ستوديو Raqs Media Collective بضيوف المكان، الذي يكاد يخلو من مظاهر الأثاث المنزلي، فيما يشبه صالة عرض مصغرة. تصدح التركيبة الفنية الصوتية Til I Get It Right من إبداع الفنانة البريطانية سييل فلوير بمقطع حزين للمغنية تامي واينيت تقول فيه “I’ll just keep on ’til I get it right” في تناغم مع خمسة بسط جدارية ملونة ذات طابع تجريدي من إبداع الحداثي البنغالي رشيد تشودري، ومنحوتة على هيئة مرآة تخادع البصر من إبداع أنيش كابور إلى جانب أريكة ذات طابع حسي أشبه بمنحوتة من تصميم المعمارية العراقية البريطانية الراحلة زها حديد. يقول رجيب، في إشارة إلى الحدث الفني الذي يقام كل خمس سنوات في مدينة كاسل الألمانية: «لقد سمعنا قطعة فلوير الفنية الصوتية في معرض دوكيومنتا 13 في عام 2012، واستحسنا قوة الأداء في كلمات الأغنية.»

يبدّل آل سمداني أماكن القطع الفنية المعروضة في غولبو على نحو دوري كل ثمانية عشر شهرًا. تقول ناديا: «لن ترغب في أن يبقى الفن حبيس مخزن ما. لكنها ليست مسألة هينة، إذ تستغرق إعادة الترتيب نحو ثلاثة أشهر تقريبًا من البحث في سجل المحفوظات واتخاذ قرار مكان تثبيت القطع.» بعد ذلك يأتي دور تراكيب الإضاءة.

 

 تبرز في غرفة مجاورة لشرفة السطح العلوي والمسبح منحوتة من معدن البرونز للفنان جيتيش كالات تتناسق مع لافتة فوسفورية للفنانة تريسي إيمين، وقطع فنية من إبداع كريستينا كوارلز، ولور بروفو.

تبرز في غرفة مجاورة لشرفة السطح العلوي والمسبح منحوتة من معدن البرونز للفنان جيتيش كالات تتناسق مع لافتة فوسفورية للفنانة تريسي إيمين،
وقطع فنية من إبداع كريستينا كوارلز، ولور بروفو.

 

 

جسر بين الشرق والغرب

ركز انخراط آل سمداني مع المؤسسات الدولية بشدة على مدّ وشائج بين الجماهير الغربية والفن المتعلق بالجزء الذي يقطنه الزوجان من العالم. في مؤسسّة معارض تايت Tate، على سبيل المثال، شارك رجيب (وانضمت إليه ناديا) في تأسيس لجنة استحواذات جنوب آسيا لدعم عمليات الاستحواذ وقروض الأعمال الفنية الخاصة من المنطقة، وتبرعا مؤخرًا بلوحات جدارية نسيجية من إبداع تشودري إلى متحف ميتروبوليتان للفنون ومؤسسة معارض تايت. يتبدى على نحو واضح جسر ممدود بين الشرق والغرب في غولبو كذلك، حيث تتجاور أعمال من إبداع فنانين غربيين وشرقيين، وفي مرّات قد يتعاطى فنان من ثقافة إحداهما مع الآخر مباشرة، مثل ثنائية بافيل آلتامرPawel Althamer عن شخوص بشرية تشبه هياكل عظمية، هما شفيق وناهد، وقد جرى تسميتهما نسبة إلى شخصين من بنغلاديش، وعرضت في بينالي البندقية عام 2013. عمد الفنان البولندي أيضًا، وهو صديق مقرّب من الزوجين، إلى إهداء رجيب العمل الفني المفضل لديه ضمن مجموعتهما، وهو لوحة أبدعها آلتامر بالتعاون مع بنات الزوجين الثلاث من أجل عيد ميلاد والدهن قبل بضع سنوات.

 

"يبدل آل سمداني أماكن القطع الفنية المعروضة في منزلهما على نحو دوري كل ثمانية عشر شهرا.

«لن ترغب في أن يبقى الفن حبيس مخزن ما.»"

 

 لم تكن تجربة تنشئة أطفال في بيئة تنضح فنًا تحديًا لهما بقدر ما كان متوقعًا. تقول ناديا، مشيرة إلى أن بناتهما قد ترعرعن وهن يدركن التلمس بأعينهن، وليس بأيديهن: «كلما حظين برفاق للعب، كن بحاجة إلى شرح الأمر لأصدقائهن أن هذه ليست ألعابًا معدّة للهو بها.»

ورثت ناديا شغفها الراسخ في جمع الأعمال الفنية عن والديها، بالرغم من أن الفن المواكب لمرحلة طفولتها كان بعيدًا كل البعد عن تركيبة فنية صوتية أو منحوتة تفاعلية. تقول ناديا مبتسمة: «لا تزال الدهشة تنتاب والديّ عندما نشتري قرصًا أو نصّ اتفاقية مدونة على أنهما أعمال فنية.» عقب دراسة علم الاقتصاد والإدارة في جامعة إندبندنت يونيفيرستي في بنغلاديش، كانت ناديا تجمع في بادئ الأمر أعمالاً فنية بحسب ما تلقت من معايير للجماليات في المنزل. كانت أولى مقتنياتها، وهي في الثانية والعشرين من عمرها، لوحة قماشية تصور حياة الفلاحين من إبداع رسام من الطليعة الرائدة في بلادها هو س. م. سلطان.

 

 قطعةHypothetisches Gebilde  التي أبدعتها الفنانة أليسيا كفادي لعام 2016.

قطعةHypothetisches Gebilde  التي أبدعتها الفنانة أليسيا كفادي لعام 2016.

 

انغماس في الفن المعاصر

بعد أن تزوجت ناديا من رجيب، الذي كان يقتني لوحة للفنان البنغالي ذائع الصيت زين العابدين، ولا يعد نفسه مع ذلك جامعًا لأعمال فنية، بادر الزوجان إلى التحول صوب الفن المعاصر، ذاك التحول الذي تصفه ناديا بأنه «مسار تعليمي عضوي عبر المطالعة والترحال». في البداية، كان الزوجان يشعران بارتياح إلى فن جنوب آسيا. اشتريا لوحات من حداثيين هنود، من أمثال م. ف. حسين، وف. ن. سوزا. ثم أعقب ذلك ولع بإبداعات رامبرانت، ولوحته معلقة حاليًا في غرفة نومهما، تلتها لوحات بيكاسو ومنحوتات سلفادور دالي. لكن بعد ذلك، في أثناء ارتحالهم على نطاق أوسع وبدء ترددهم إلى معارض وصالات فنية، وجدت ناديا نفسها تنجذب نحو فنانين أحياء يبدعون فنًا في عصرنا الحالي. تقول ناديا، وهي تفيض ثقة في اختياراتها: «لا أستطيع أن أخبرك على نحو دقيق متى وجدت نفسي أمعن النظر في فن معاصر، لكني أعلم بأنه كان رد فعل طبيعي ينبئ بحتمية تواصل أفضل مع ما يقوله فنانو اليوم. إن لم نكن في مكاتبنا، فإنني ورجيب إما نتناول العشاء، وإما نشاهد عرضًا برفقة مجموعة من الأصدقاء الفنانين، تمامًا كما كان الحال عندما شرعنا في الاطلاع على الفن المعاصر بغرض المعرفة في المقام الأول.»

عمد الزوجان، كونهما منغمسين على نحو جيد في عالم الفن الدولي، إلى جمع أعمال أكثر الفنانين المعاصرين شهرة على مدى العقد المنصرم، بموازاة إرساء توازن دقيق بين أسماء لامعة من جنوب آسيا وأخرى عالمية، هم في الأساس من آسيا وأوروبا. سارع الزوجان أيضًا وعلى نحو ينم عن ذكاء إلى اقتناء قطع من إبداع نجوم ناشئة، مثل لوحة شبه رقمية لصاحبتها أفري سينغر المرغوبة للغاية والتي تبلغ من العمر 33 عامًا. في سياق ذلك، رسّخ آل سمداني اسمًا مرموقًا لهما بوصفهما جامعي أعمال فنية بارزين- ورد ذكرهما ضمن قائمة أفضل مئتي جامع أعمال فنية Top 200 Collectors التي تصدرها مجلة ARTnews- وكذلك بوصفهما محسنيْن، حيث أسّسا مؤسسة سمداني للفنون، إلى جانب مهرجان Dhaka Art Summit.

 

تسهم لوحة لمارك كوين، ولوحة Red، والمنحوتة الإسمنتية X التي أبدعها مايكل دين لعام 2015 في تعزيز جمالية الدرج الأبيض والبيانو والثريا المهيبة.

تسهم لوحة لمارك كوين، ولوحة Red، والمنحوتة الإسمنتية X التي أبدعها مايكل دين
لعام 2015 في تعزيز جمالية الدرج الأبيض والبيانو والثريا المهيبة.

 

تُعد المجموعة الفنية شهادة على أن اقتناء العمل مرده إلى ارتباط شخصي به، وهو ينبثق على نحو أساسي من صداقات وثق الزوجان أواصرها مع فنانين. استحوذ الزوجان على لوحة فيلهلم زاسنال الثرية (Untitled (The Kiss خلال زيارتهما إلى وارسو في عام 2018 لتنسيق إعادة إطلاق عرض (وحش، وإله، وخط) من عروض مهرجان Dhaka Art Summit في دورته الرابعة في متحف الفن الحديث. يمكن القول إن أكثر قطعة مثيرة للجدل في الدار هي لوحة Lost and Found للفنانة الباكستانية هوما مولجي والتي تصور شكلاً لكائن بشري مصنوع من جلد الجاموس. نُقلت هذه القطعة، التي عرضت أولاً في صالة المدخل، إلى موقع أكثر انعزالاً، استنادًا إلى مطالب من موظفين أزعجهم، بحسب المتداول، سمت التعبير الغريب المخيف للمنحوتة والجلد المتحلل.

 

تنوع الأذواق

تمتاز أذواقهما بتنوعها، فهي لا تتجاوز الثقافات فحسب، بل تمتد أيضًا إلى الأنماط والأجناس والأجيال. تتوافر لوحات لفنانين من حقبة الشتات الإفريقي، من بينهم كريس أوفيلي نصير حركة يونغ بريتش آرتيست الفنية، التي يقل مثيلها، والنجم الصاعد المولود في كينيا مايكل أرميتاج. تبرز المنحوتة Wing من إبداع الفنانة الأمريكية ليندا بنغالي مناصرة المرأة، وهي منحوتة ذات سمت شاعري مشغولة من شبكة مخرّمة من أسلاك مطوية ومصقولة، ومعلقة فوق مستوى البصر، تبدو أقرب إلى طائر، جاثم فوق لوحة رومانسية أحادية اللون في غرفة المعيشة من إبداع الراحل الإيطالي إيتوري سباليتي. تتناثر الأعمال الفنية حتى السطح العلوي، حيث اشتهر الزوجان باستضافة لقاءات اجتماعية تفضي إلى قفز عدد من الضيوف في المسبح. داخل القسم المغلق من السطح، تعرض لافتة فوسفورية وردية للفنانة البريطانية المتميزة تريسي إيمن مقولة «ثق بنفسك.»

 

"تعد المجموعة الفنية شهادة على أن اقتناء العمل مرده إلى ارتباط شخصي به، وهو ينبثق على نحو أساسي من صداقات وثق الزوجان أواصرها مع فنانين."

 

بدأ الزوجان مؤسّستهما في عام 2011 بغية تعزيز حضور فناني بنغلاديش داخل البلاد وخارجها، وأطلقا في العام التالي مهرجان Dhaka Art Summit، وهو حدث يُعقد مرتين سنويًا ويُعنى بالفن والعمارة، وقد اختتم دورته الخامسة، حركات زلزالية Seismic Movements، في منتصف شهر فبراير شباط. اجتذب المهرجان الذي امتد لتسعة أيام ونُظم من قِبل المنسقة الأمريكية ديانا كامبل بيتانكورت التي تقيم في كل من بروكسل ودكا- وهو نسخة موجزة عن أنشطة عالمية لأحداث فنية دوارة مثل بينالي البندقية وبينالي الشارقة- اجتذب جمهورًا عالميًا بالإضافة إلى جمهور محلي كذلك. تقول ناديا: «ليس لدينا مشكلة على الإطلاق فيما يخص الحضور هنا. إذ إن شعبنا سوف يأتي دومًا لحضور أداء موسيقي أو أداء راقص.» وهذا ما أكده حضور 476 ألف زائر للمهرجان لمشاهدة عرض جماعي ومجاني يزهو بنحو 500 فنان، من بينهم إلين غلاغر، وكانديس لين، وهيكتور زامورا، وأدريان فيللار روخاس، وكوراكريت أرونانوندتشاي. تكرّم جائزة سمداني للفنون في كل دورة للمهرجان فنانًا محليًا واحدًا بمنحه إقامة لدى مؤسّسة دلفينا فاونديشن في لندن.

 

شرفة السطح، حيث تبدو لوحة Deep Below: the sky flows under our feet لعام 2014 التي أبدعتها شيلبا غوبتا.

شرفة السطح، حيث تبدو لوحة Deep Below: the sky flows under our feet لعام 2014 التي أبدعتها شيلبا غوبتا.

 

تقول ناديا إنها ورجيب يرجوان أن يؤدي المعرض الدور المنشود في إضفاء طابع مؤسّسي على فن حديث ومعاصر يستوطن مدينة يبغ تعدادها 21 مليون نسمة. لقد تجاوزت بنغلاديش، تلك الأمّة التي لا يكاد يصل عمرها إلى نحو نصف قرن، وقع انفصال مؤلم عن باكستان في عام 1971، وجرى تهميش دعم الفنون فيها نظرًا لجهود إعادة الإحياء المبذولة في البلاد. تسعى اليوم مؤسّسة سمداني آرت فاونديشن إلى تعويض غياب متحف متخصص للفن الحديث أو سوق للفن. تقول الفنانة الهندية بهارتي خير، مبدعة العمل الفني Intermediaries بتكليف من المؤسّسة، والذي يمثل منحوتة أنثوية من الطين والصلصال، كان قيد العرض في الخلاء خلال المهرجان: «إن المؤسسة تربط الممارسات الفنية للمناطق المختلفة في آسيا بعضها ببعض وبالجوار كذلك، بينما يجري التفاوض على كثير من الحدود المرسمة على نحو متواصل وهو ما يعد أمرًا مثيرًا للنزاع.»

 

 

قطعة نايزا خان The Robe  لعام 2008 تتدلى من سقف غرفة المعيشة التي تزخر أيضا بالعمل الفني Wing من إبداع ليندا بنغالي لعام 2002،
جاثما أعلى لوحة Girandola من إبداع الفنان إيتوري سباليتي لعام 2013.

 

أسماء مرموقة

يستمر نمو مهمة الزوجين، مع ترقب افتتاح مركز الفنون سريهاتا، وهو مساحة تعود للمؤسّسة شُيدت من الطوب والإسمنت من أجل أنشطة المعارض وبرنامج الإقامة، إضافة إلى حديقة لفن النحت، من المقرر افتتاحها عام 2021 في مدينة سيلهت الشمالية الشرقية، مسقط رأس الزوجين سمداني. سوف يُفتتح مركز الفنون، الذي صُمم من قِبل المعماري البنغالي كاشف محبوب تشودري، بمعرض جماعي نظمته كامبل بيتانكورت، التي تشغل أيضًا منصب المدير الفني للمؤسّسة والمنسق الرئيس. تحت عنوان «صدى مضيء» Luminous Echo، سيطرح المعرض أسماء مرموقة في عالم فن الصوت والضوء، مثل أولافور إلياسون، ولوسي رافين، وأنتوني ماكول، ودومينيك غونزاليز-فورستر. يدور المعرض، الذي تأتي معروضاته بالكامل من مجموعة المؤسّسة، حول «أمواج من تيارات ضوء وصوت تعيش في ذاكرتنا بسرعات مختلفة،» بحسب كامبل بيتانكورت، التي تساعد الزوجين أيضًا في تبديل مواضع الأعمال الفنية الخاصة بمجموعتهما في غولبو، إضافة إلى داخل مساحات المكتب والمصنع في غولدن هارفست، التي تشتمل على ممتلكات خاصة بالمواد الغذائية، والعقارات، والأمور التقنية، والخدمات الإسنادية والمتعلقة بالمعلومات. تقول بيتانكورت: «إنهم رعاة فن من طراز رفيع يحلم أي منسق بالعمل معهم، إذ إنهم يعشقون الفن والفنانين، لكنهم لا يحاولون تجربة العمل بوصفهم منسقين.»

 

"تكرم جائزة سمداني للفنون في كل دورة للمهرجان فنانا محليا واحدا بمنحه إقامة لدى مؤسسة دلفينا فاونديشن في لندن."

 

بعد ستة عشر عامًا قضاها الزوجان في جمع أعمال فنية، يقولان إنهما لا يزالان يبحثان عن مقتنيات باعتماد النهج نفسه الذي سلكاه منذ اليوم الأول، أي استنادًا إلى رد فعل أولي تجاه عمل فني، بغض النظر عما إذا كان لفنان معروف من قبلهما ويقتنيان أعماله منذ سنوات، أو كان اكتشافًا جديدًا يتوقان لمعرفة مزيد عنه. إنهما لا يجوبان معارض الفن والصالات وبحوزتهما قائمة أمنيات. تقول ناديا مبتسمة: «في كل مرة نذهب فيها إلى معرض فريز أو معرض آرت بازل نقول إنه لا تسوّق هذه المرة، لكنه لا يحدث على الإطلاق.»