70 عاما انقضت مذ أبصر منتجع كورشفيل النور عند الطرف الغربي الأقصى لمنطقة التزلج الأكبر عالميًا Les 3 Vallées، هناك حيث ترخي قمم الألب شيب ضفائرها على منحدرات وغابات كانت وحدها تحتكر المشهد قبل عام 1946، تاريخ بناء كورشفيل ببادرة من محافظة سافوي بهدف إنعاش المنطقة في أعقاب ما أصابها من تداعيات الحرب العالمية.

70 عامًا انقضت، ومن بينها سبعون من مواسم شتاء ترسّخت في سياقها مكانة وادي كورشفيل مقصدًا للنخبة الأوروبية والعالمية، ومن بينهم أفراد العائلة الملكية الإسبانية، ومثلها الدانماركية، وغيرهم ممن يثمّنون ذاك الرفاه الذي يَعد به منتجع بات يتفرد بأفضل بنية تحتية للتزلج في أوروبا.

فالمنتجع، الذي يحتضن مطارًا كامل التجهيز للطائرات المروحية والطائرات صغيرة الحجم، يوفّر لمريديه من المحترفين والمبتدئين مسارات تزلج تغطي 150 كيلومترًا ويربط بينها 58 مصعدًا تعبر بالمتزلجين صعودًا فوق الحلبات فيما ترتحل بأبصارهم وحواسهم إلى عوالم أسطورية تغفو على درب السماء.

فهو نقاء الأبيض يفرض سطوته على أرجاء منتجع كورشفيل الذي ينبسط على امتداد أربع قرى كلها في الأصل تحمل اسم كورشفيل ملحقًا بمعدّل ارتفاعها عن سطح الأرض، علمًا بأن أكثرها شهرة قرية كورشفيل 1850 التي تحتضن أوسع منطقة آمنة للتزلج مخصصة للأطفال في فرنسا، إذ تمتد مدرسة التزلج فيها «قرية الأطفال» على مساحة مقدارها 50 ألف متر مربع.

كورشفيل جوهرة الألب الفرنسية

حين تزور عروس القرى الأربع، تأسرك تفاصيل شتاء أسطوري ينبعث فوق حواف ثوبها الثلجي فسحة لعيش مترف عند تخوم السماء.

فهنا فسيفساء من تناقضات تتورط النفوس في ألقها ليل نهار، مأخوذة تارة بذاك المرح الذي تعد به في الصباحات مغامرات جديدة فوق منحدرات التزلج أو النزهات المبكّرة على متن منطاد يعبر الأفق، وطورًا بمشهد ليلي يرخي سدوله على بيوت وأكواخ خشبية بعضها يشكّل اليوم معالم تاريخية تحتفي بفنون العمارة الجبلية.

فلا شيء يرقى إلى متعة عيش جبلي أفردت له كورشفيل مساحاتها في البيوت كما في الفنادق والمطاعم الراقية حيث مظاهر الفخامة لا تُلغي بساطة ريفية تخالها سافرت خارج صفحات حكاية خرافية من زمن الطفولة لتستوطن مرة موقدًا حجريًا يطقطق فيه الحطب طربًا فوق جمرات تعاند بلهيبها صقيع الجبال، ومرات في حميمية أمسيات لا تكتمل دون تجربة المذاقات الأصيلة للمطبخ الفرنسي الريفي. 


في ضيافة كورشفيل 

تعرف إلى أبرز فنادق كورشفيل:

‏فندق De Charme Les Airelles

وسط أشجار السرو المعمّر في قرية كورشفيل 1850، يبدو فندق ليزيريل أقرب إلى قصر مهيب تكاد مساحاته الداخلية الموغلة في الفخامة توهم الزائرين بأنهم يحلون ضيوفًا على بلاط الإمبراطورة إليزابيث في بافاريا العصور الغابرة.

فهو عبق التاريخ يستوطن 37 حجرة و14 جناحًا يعكس أثاثها عتيق الطراز مظاهر بذخ ملكي، لكن معاني الترف هنا ليست حكرًا على أماكن الإقامة، إذ يختبر الضيوف بعض تجلياتها في المرافق الأخرى، بدءًا من مطعم La Table des Airelles حيث يستكشف 20 الزائرون في كل مساء إبداعات الطاهي ماركو غارفانييني، وليس انتهاء بنادي La Mer Spa الصحي الذي تشمل منشآته مغارة من الثلج الطبيعي تشكّل زيارتها محطة أساسية بين الحمّامات البخارية.

‏فندق L’Apogée Courchevel

نجح فندق ‏L’Apogée Courchevel بموقعه الاستراتيجي المميّز في أعالي حديقة الألب في كورشفيل 1850، وإطلالته البانورامية الآسرة على وادي كورشفيل الأبيض، في استقطاب زوار يأنسون في رحابه، فيما مجموعه 53 غرفة وجناحًا، التلاحم المتقن بين طابع ريفي أصيل وأسلوب عصري محدث. أما أولئك الذين يبحثون عن تجربة إقامة توفّر لهم مزيدًا من العزلة والخصوصية، فيمكنهم الاختيار بين شقة بنتهاوس التي تضم أربع حجرات للنوم وتتميز بحوض جاكوزي أقيم في الهواء الطلق، أو أحد كوخي L’Amarante وL’alpensia المجهزين بناد صحي خاص واللذين يتيحان بلوغ مسارات التزلج بشكل مباشر.