تُلقي التطورات التقنية بظلالها على مختلف القطاعات، حتى إنها تتغلغل في بعضها لتعيد تشكيل ملامح هذه العوالم وجمالياتها بما يتلاءم مع توقعات الزبائن المواكبين لجديد العصر.
في عالم الساعات الفاخرة، يسري الأمر نفسه، وإن بدرجات متفاوتة. فقد اختارت بعض الدور أن تتقدم ركب المشاركين في تحديد مسارات مستقبل الغلبة فيه للتطور التقني، فيما قررت دور أخرى أن تتريث حتى يستتب الأمر لهذه التقنيات. كان اقتناء الساعات الفاخرة في السابق يجري مباشرة، بزيارة متاجر العلامات وتفقد أحدث ابتكاراتها عن كثب، ولكن العالم الرقمي أحدث ثورة في هذا المجال.
بل إن هذه الثورة لم تبقَ على حالها، ولكن تبدلت تدريجيًا بدخول عصور رقمية مختلفة: عصر الويب 1 ثم عصر الويب 2 وأخيرًا عصر الويب 3 القائم على الملكية. واستجابة لهذه التطورات، عمدت بعض دور الساعات إلى إطلاق منصات خاصة بالتجارة الإلكترونية، فيما اتجهت أخرى إلى دمج العوالم المادية والرقمية والافتراضية في نسيج واحد.
ونتيجة لذلك، أصبحنا نسمع عن إصدار ساعات مرفقة برموز غير قابلة للاستبدال NFT، وأخرى تمنح الزبائن منفذًا مباشرًا إلى عالم الميتافيرس. أصبحنا نسمع أيضًا عن طرز يمكن اقتناؤها بالعملات الرقمية المشفرة، وطرز تتبع نظام التعاملات الرقمية التسلسلية Blockchain، فضلاً عن ساعات تتيح لأصحابها امتلاك أعمال رقمية بتوقيع فنانين وازنين.
وغني عن القول إن هذه المستجدات كلها تدفع المرء إلى التساؤل عن مستقبل صناعة الساعات الفاخرة والمنحى الذي تسير فيه. فهل يكون جامعو الساعات، الجدد والمتمرسون، أمام واقع جديد يقودهم إلى العالم الافتراضي أكثر فأكثر؟ وهل سيؤدي هذا إلى تغيير مسارات الاستحواذ على الساعات الفاخرة، ليصير اقتناؤها وقفًا على مالكي الأصول الرقمية؟ وهل يجعل هذا تداولها عملية أكثر تنافسية وحصرية؟ ستتضح الإجابات في السنوات القليلة المقبلة، غير أن بعض الدور أبانت حقًا عن المسار الذي قد تسلكه صناعة الساعات الفاخرة، وذلك من خلال إصدارات مميزة نستعرض بعضها هنا.
H. Moser & Cie Endeavour Centre Seconds Genesis
لطالما كانت دار إتش موزر أند سي سبّاقة إلى تبني التطورات التقنية، وآخرها نظام الويب 3، الذي تقتحم عالمه الناشئ من خلال ساعة Endeavour Centre Seconds Genesis. فقد اتخذت إتش موزر أند سي من هذه الساعة المبتكرة محورًا طورت حوله نظامًا شاملاً امتزجت فيه الأبعاد المادية والرقمية والافتراضية.
ويشتمل هذا النظام، الذي جاء نتيجة تعاون مثمر بين ألمع الأسماء في عالم التكنولوجيا، على آلية مصادقة باستخدام تقنية التعاملات الرقمية التسلسلية، ومساحة مخصصة في عالم الميتافيرس، وأصول رقمية على هيئة رموز غير قابلة للاستبدال.
H. Moser & Cie
صيغت علبة الساعة من الفولاذ المصقول المقاوم للصدأ، في حين صُنع التاج والقرص من التيتانيوم باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على نحو يشبه وحدات بكسل منفردة.
وتمتاز هذه الساعة بعناصر جمالية تدمج الواقعي بالافتراضي، إذ صيغت علبتها من الفولاذ المصقول المقاوم للصدأ بقطر 40 ملليمترًا، في حين صُنع التاج والقرص من التيتانيوم باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على نحو يشبه وحدات بكسل منفردة.
أما الميناء، فإنه يزدان باللون الأسود المعتم Vantablack، فيما عقارب الدقائق والساعات المطلية أيضًا باللون الأسود مصممة على هيئة أوراق شجر. أما أكثر ما يلفت الانتباه، فهو وجه الساعة الذي يحمل رمز استجابة سريعة يسمح بالتثبت من ملكيتها، كما يتيح ولوج العالم الافتراضي الذي ابتكرته إتش موزر أند سي خصيصًا لهذا الإصدار.
وتحتضن الساعة آلية حركة ذاتية التعبئة توفر احتياطيًا للطاقة يدوم ثلاثة أيام، ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 مترًا. وبفضل النظام المبتكر الذي زودت به الساعة، سيتسنى لمالكيها اقتناء الإصدارات المحدودة التي تعتزم الدار إطلاقها مستقبلاً، وتلقي دعوات خاصة لحضور مناسباتها المميزة، فضلاً عن العضوية في مجتمع موزر الرقمي الخاص بكبار الشخصيات.
H. Moser & Cie
يحمل وجه الساعة رمز استجابة سريعة يتيح ولوج العالم الافتراضي الذي ابتكرته العلامة خصيصًا لهذا الإصدار.
Bvlgari Octo Finissimo Ultra
في غضون عشر سنوات فقط، أصبحت مجموعة Octo رمزًا من رموز صناعة الساعات المعاصرة. فقد استحدثت دار بولغري في هذه المجموعة توجهًا تصميميًا غير مسبوق، يقوم على البساطة والابتكار ودمج التقنيات المتطورة. وكانت حصيلة هذا التوجه ساعات بالغة الرقة حطمت الأرقام القياسية عامًا بعد عام، وآخرها ساعة Octo Finissimo Ultra.
Bvlgari
تمتاز علبة الساعة، التي تبلغ سماكتها 1.8 ملليمتر فقط، بهيئة ثمانية الأضلاع، مستوحاة من الرموز المعمارية الرومانية القديمة.
مرّت رحلة صناعة هذه الساعة بتحديات كثيرة، تجاوزها خبراء الدار بعد ثلاث سنوات من البحث والتطوير، وتخللتها إعادة تصور للمفاهيم السابقة، وطرح بعضها جانبًا، وابتكار أخرى جديدة بالكامل. صيغت الساعة في علبة من التيتانيوم المصقول بتقنية السفع الرملي، يبلغ قطرها 40 ملليمترًا وتبلغ سماكتها 1.8 ملليمتر فقط. وتمتاز علبة هذه الساعة أيضًا بهيئة ثمانية الأضلاع، مستوحاة من الرموز المعمارية الرومانية القديمة، وتحتضن آلية حركة ذاتية التعبئة توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 50 ساعة.
إلى جانب الموانئ الفرعية للساعات والدقائق، يبرز على الميناء الهيكلي رمز استجابةٍ سريعة محفور على البرميل المسنن. عند مسح هذا الرمز، ينفتح عالم خاص يتيح للزبائن جولة افتراضية حصرية للتعرف على مميزات الساعة، وهندستها الميكانيكية، ومسار صنع بعض مكوناتها. على أن مواكبة دار بولغري لجديد العالم التقني لم تتوقف عند هذا الحد، إذ أتاحت لزبائنها العشرة الأوائل امتلاك عمل فني متفرد بتقنية الرموز غير القابلة للاستبدال. يُجسد هذا العمل مجمل ما قامت به الدار في مجموعة Octo، ويؤكد أصالة الساعة بفضل استخدام تقنية التعاملات الرقمية التسلسلية.
Bvlgari
يبرز على الميناء الهيكلي رمز استجابةٍ سريعة يتيح للزبائن جولة افتراضية حصرية للتعرف على مميزات الساعة.
Hublot Classic Fusion Takashi Murakami Black Ceramic Rainbow
تستمر دار هوبلو في خوض غمار عالم الرموز غير القابلة للاستبدال والتقريب بين عالم الساعات الفاخرة وعالم الفن الرقمي الناشئ. وللمرة الرابعة في غضون ثلاث سنوات، تتعاون الدار مع الفنان الياباني تاكاشي موراكامي على تصور أساليب فنية جديدة ومبتكرة.
يتمثل المشروع الجديد في إطلاق طراز من 13 ساعة حصرية، يرافقها 13 رمزًا غير قابل للاستبدال. استلهمت الساعة الجديدة من الطرازين السابقين، وامتازت أيضًا بصورة الزهرة الباسمة، التي احتضنتها علبة من السيراميك الأسود بقطر 45 ملليمترًا.
Hublot
تزهو الساعة بصورة الزهرة الباسمة التي تحتضنها علبة من السيراميك الأسود بقطر 45 ملليمترًا.
كما جُهزت الساعة بنظام محمل الكريات البديع الذي يُدير بتلات الزهرة الاثنتي عشرة، المرصعة بأحجار الياقوت الأحمر والأزرق والتسافوريت والجمشت والتوباز، حول قلب الزهرة الباسمة المثبت على البلور الياقوتي. تنبض الساعة بآلية حركة ذاتية التعبئة توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 72 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 50 مترًا.
Hublot
تطرح هوبلو الساعة، التي تشكل موضوع تعاونها الرابع مع تاكاشي موراكامي، في 13 نموذجًا فقط، يرافقها 13 رمزًا غير قابل للاستبدال.
يُذكر أن هوبلو أعلنت أن 12 ساعة فقط من أصل الساعات الثلاث عشرة ستعرض للبيع على منصة حصرية لا يصلها إلا أولئك الزبائن الذين يمتلكون على الأقل واحدًا من الرموز غير القابلة للاستبدال التي طرحتها الدار في أبريل من عام 2022، والتي يبلغ مجموعها 324 رمزًا.
على أن هواة جمع الساعات الذين لم يسعفهم الحظ بتأمين تلك الرموز، بوسعهم تأمين أحدها من على منصة OpenSea. وإذا ما نجحوا في ذلك، فإنهم سيحصلون على فرصة لاقتناء هذه الساعة الحصرية المرفقة برمز حصري مطابق لها.
Hublot
جُهزت الساعة بنظام محمل الكريات البديع الذي يُدير بتلات الزهرة الاثنتي عشرة، المرصعة بأحجار الياقوت الأحمر والأزرق والتسافوريت والجمشت والتوباز.
Louis Moinet Space Revolution 2021 Edition
منذ أن تأسست لويس موانيه في عام 2004، كانت لها رؤية واضحة وهي إصدار ساعات ميكانيكية متفردة في طرز محدودة ضمن فئتين فقط: "الفن الكوني" و"العجائب الميكانيكية".
وقد أظهر هذا التوجه نجاحه، إذ أتاح للدار حديثة العهد الفوز بجوائز عديدة عن ابتكاراتها الساعاتية المميزة، ومن بينها ساعة Space Revolution 2021 Edition. استغرق تطوير هذه الساعة ثلاث سنوات، وصيغت في علبة بقطر 43 ملليمترًا، بتصميم فريد استقرت فيه القبة المشغولة من البلور الياقوتي على هيكل من الذهب الوردي.
Louis Moinet
تترافق الساعة مع مجموعة من الرموز غير القابلة للاستبدال المبتكرة على هيئة أعمال فنية ثلاثية الأبعاد.
يتيح هذا التصميم مطالعة الحركة البديعة للمركبتين الفضائيتين وآليتي التوربيون اللتين تدوران بسرعة عالية في اتجاهين متعاكسين، من الأعلى ومن الجانب على حد سواء. وتتناغم الحركة المبهرة لهذه العناصر مع ميناء متفرّد من الأفينتورين يزدان بزخارف غيوشيه منقوشة يدويًا، وعقارب تستقر فوق طبقة من معدن نادر مصدره النيازك.
وتنبض الساعة بآلية حركة ذاتية التعبئة لا سابق لها، توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 48 ساعة. وزيادة في التفرد، استعانت الدار بشركة Tafi لتصميم مجموعة من الرموز غير القابلة للاستبدال، جاءت على هيئة أعمال فنية ثلاثية الأبعاد مستلهمة من عناصر الساعة، ومتاحة على منصة Exclusible التي تساعد الدور الفاخرة على دخول عالم الميتافيرس. والهدف من إطلاق هذه الرموز الحصرية، وفقًا لدار موانيه، هو تمكين الزبائن من تجربة الساعات الفاخرة على نحو لم يسبق له مثيل.
Louis Moinet
يتيح غطاء الساعة المشغول من البلور الياقوتي مطالعة الحركة البديعة لمركبتين فضائيتين وآليتي توربيون تدوران بسرعة عالية في اتجاهين متعاكسين.
Jacob & Co Astronomia Solar Bitcoin
تشتهر جاكوب أند كو بطرح ساعات تحكي تفاصيلها قصصًا محبوكة بإتقان، مدارها السيارات الفاخرة وكرة القدم بل السينما. وفي ساعة Astronomia Solar Bitcoin، آثرت الدار الاحتفاء بالعملات المشفرة من خلال إبراز عناصر هذا العالم المميزة، وخصوصًا البيتكوين.
Jacob & Co
صيغت الساعة في علبة من التيتانيوم مصقولة بمادة DLC، وتحيطها قبة من البلور الياقوتي تتيح مطالعة عناصرها المستلهمة من العالم الرقمي.
صيغت الساعة في علبة من التيتانيوم مصقولة بمادة DLC، قطرها 44 ملليمترًا وسمكها 21 ملليمترًا، وتحيطها قبة من البلور الياقوتي تتيح مطالعة عناصرها المختلفة بسهولة. ومن هذه العناصر ميناء فرعي أسود على هيئة مراوح الحواسيب التي تضطلع بمهمة تعدين البيتكوين، تعلوه عقارب مصقولة يدويًا مطلية بالذهب الوردي عيار 18 قيراطًا.
Jacob & Co
يثري الميناء شعار بيتكوين المميز الذي يُتم دورة كاملة كل دقيقة بمحاذاة حجر من السترين البرتقالي بزنة 1.57 قيراط على هيئة شمس ساطعة.
وقد زيّن حرفيو الدار محيط الصفيحة الرئيسة للآلية بعبارات تصف عالم العملات الرقمية، مثل Blockchain )تعاملات رقمية تسلسلية( وBitcoin (بيتكوين) و Decentralized Digital Currency(عملة رقمية لا مركزية). ومن خلال واجهة الساعة الشفافة، تبرز آلية التوربيون المحلق التي تكمل دورة كل دقيقة، بقفصها المشغول من التيتانيوم والمطلي بالأسود.
يستطيع الناظر أيضًا أن يلمح شعار بيتكوين المميز الذي يُتم دورة كاملة كل دقيقة، وحجرًا من السترين البرتقالي بزنة 1.57 قيراط على هيئة شمس ساطعة، وحجر ألماس بزنة قيراط واحد على هيئة قمر لامع، وكرة أرضية تشكّلت خريطتها بالذهب الأصفر، فضلاً عن صاروخ أسود مصغر يحمل شعار بيتكوين.
وتتحرك هذه العناصر كلها بفضل آلية الحركة ذاتية التعبئة JCAM19 التي توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 48 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 مترًا.
