قلة من الوحدات السكنية التي تستهدف تعزيز الرفاه الصحي، نستعرض في السطور التالية أفخم الوحدات السكنية في المنتجعات الصحية التي ننصح بها.

أفخم وحدات سكنية داخل منتجعات الفندقية

منتجعات فندقية فاخرة:

شقق سافوي

عندما افتُتح فندق ذا سافوي The Savoy في لندن عام 1889، عُدَّ الوجهة التي تُقاس عليها أعلى معايير الرفاهية، كان مبنى الفندق الذي يحتضن 200 غرفة مزودًا آنذاك بالإنارة الكهربائية في مختلف أرجائه، وبمصاعد كبيرة تنقل الضيوف من ردهاته السفلية إلى طوابقه العلوية، إضافة إلى 67 حمامًا فسيحًا كلها مجهزة بنظام سباكة.

كان هذا العدد الكبير من الحمامات يعكس في ذلك الحين مظاهر بذخ، إذ إن الفندق اللندني الآخر المكون أيضًا من 200 غرفة لم يكن يضم سوى أربعة حمامات كاملة التجهيز.

في مطلع القرن التالي، غيَّر الفندق، الذي شكّل معلمًا بارزًا في المدينة، قواعد اللعبة مرة أخرى مع إطلاقه أول مجموعة من الوحدات السكنية التي توفر لقاطنيها خدمات فندقية. عُرفت تلك الوحدات باسم «شقق سافوي»، وتمثلت بأجنحة فندقية تتألف من غرفة نوم واحدة إلى ثلاث غرف تكمّلها حجرات معيشة وحمامات أنيقة. شملت قائمة كبار الشخصيات الذين أقاموا في تلك المساكن ليلي لانغتري وتوماس ديوار اللذين عاشا هناك قرابة 30 عامًا وأصبحا من أبرز الضيوف الذين مكثوا في شقق سافوي أمدًا طويلاً.

 

باحة فندق ذا سافوي في عام 1951

فندق ذا كارلايل

على الجانب الآخر من المحيط، وفي مدينة نيويورك تحديدًا، أخذ مؤشر الإقامة في الشقق الفندقية يتحرك صعودًا خلال عشرينيات القرن الماضي وثلاثينياته. كان فندق ذا كارلايل The Carlyle، الذي افتُتح سنة 1930، والذي ينضوي اليوم تحت مظلة مجموعة روزوود الفندقية، أول فندق يرتفع في ضاحية أبر إيست سايد في مانهاتن، هناك حيث عرض بداية الوحدات السكنية للإيجار ثم للبيع بعد أن تحوّل عام 1971 إلى فندق تعاوني. سرعان ما أصبحت الإقامة الدائمة في الفنادق دليلاً على رفعة المقام في أمريكا الشمالية وأوروبا، لا سيما بعد أن أصبح أوسكار وايلد، وكوكو شانيل، وهوارد هيوز، وغيرهم من الشخصيات الشهيرة الأخرى، من المقيمين الدائمين في الفنادق.

فندق ذا كارلايل
فندق ذا كارلايل، غرفة المعيشة في الجناح 3001

مجموعة فنادق فورسيزونز

بحلول نهاية القرن العشرين، تحوّلت الوحدات السكنية الخاصة التي تشتمل عليها منتجعات شهيرة إلى صيحة رائجة، كشفت مجموعة فنادق فورسيزونز عن أول منتجع لها يضم وحدات سكنية خاصة في جزيرة نيفيس في الكاريبي عام 1996.

وحققت تجربة فورسيزونز آنذاك نجاحًا وانتشارًا في أوساط النخبة من الضيوف، ما فتئت هذه المجموعة الفندقية تعوّل على استمرارية ذاك النجاح، إذ من المقرر أن يشتمل 80 في المئة من مشاريعها الفندقية المستقبلية على وحدات سكنية خاصة.

مجموعة الريتز – كارلتون

أما مجموعة الريتز – كارلتون، فافتتحت أول منتجع لها يضم مساكن خاصة في ميامي عام 2001. شرعت الفنادق صغيرة الحجم أيضًا في اختبار مفهوم الإقامة الدائمة في الفنادق.

منتجع بورغنستوك

 يقول برونو إتش شوفر، مدير عام شركة بورغنستوك سيليكشن السويسرية الناشطة في مجال الإدارة والاستشارات والتطوير العقاري للفنادق: «تجلى التوجه العام إلى شراء وحدات سكنية في المنتجعات فعليًا منذ بداية تسعينيات القرن الفائت، إلا أنه شهد تراجعًا في الآونة الأخيرة جراء الأزمة المالية التي طرأت عام 2008، لكن السوق عادت اليوم لتزدهر مجددًا».

يذكر أن شوفر كان مكلفًا بوضع تصور جديد لمنتجع بورغنستوك Bürgenstock التاريخي، وهو ملاذ جبلي يمتد على مساحة مقدارها 148 فدانًا ويطل على بحيرة لوسيرن في سويسرا.

يتميز هذا المنتجع بتاريخه الأسطوري العريق، إذ افتُتح الفندق الأول سنة 1873، وعُقدت فيه في خمسينيات القرن الفائت مراسم زواج نجمة هوليوود أودري هيبورن والممثل الأمريكي ميل فيرير. كما حرص مشاهير آخرون شأن الممثل كارلو بونتي والممثلة صوفيا لورين على جعله منزلاً لإقامتهم الفندقية.

بعد أن أغلقت أبواب الفندق طيلة تسع سنوات بهدف ترميم مرافقه التاريخية وإضافة مبان جديدة، أصبح المنتجع السويسري يضم بحلته الجديدة مجموعة من الفنادق والمطاعم ومركزًا صحيًا و67 وحدة سكنية جديدة، ومن بينها 29 جناحًا فاخرًا من فئة أجنحة الإقامة الكبرى Grand Residences Suites (شُيِّدت على أطلال الفندق الأصلي «غراند أوتيل» الذي يرجع تاريخه إلى عام 1873)، فضلاً عن 28 جناحًا جديدًا من فئة Panorama Residence Suites جرى افتتاحها في خريف 2019، لتصبح متوافرة للإيجار لستة أشهر كحد أدنى، وعشر فيلات حصرية متاحة للبيع أو للإيجار.

تراوح مساحة هذه الفيلات المطلة على البحيرة والجبال بين 5٫791 قدمًا مربعة و8٫762 قدمًا مربعة، وهي مجهزة ببرك سباحة خاصة وباحات خارجية. يقول شوفر: «إن أجواء المنتجع، الذي يوفر للضيوف خدمات النقل بالقطار والحافلات، توحي للمرء بأنه يقطن في قرية وليس في منتجع تقليدي». كما يشكّل موقع المنتجع القريب من أهم المدن الأوروبية واحدًا من عناصر الجذب الأخرى المميزة له.

يشكّل منتجع بورغنستوك التاريخي ملاذًا جبليًا يمتد على مساحة
مقدارها 148 فدانًا ويطل على بحيرة لوسيرن في سويسرا
منتجع بورغنستوك، فيلا البحيرة Lakeview villa.

امتيازات الشقق الفندقية- منتجع أريزونا بيلتمور

تتنوع الامتيازات التي يتيحها العيش في المنتجعات إلى حد كبير، وهي تشمل اختبار مجموعة من المطاعم الفاخرة، والأندية الصحية، ومراكز اللياقة البدنية، ومستوى الخدمة الرفيع الذي يوفره موظفون يقظون، وخدمات توريد الطعام والتنظيف والاستقبال والإرشاد، يُعد العيش في مثل هذه المنتجعات بمنزلة الإقامة في بيت يحتل موقعًا جميلاً إنما دون الاضطرار عمومًا إلى الاهتمام بأعباء الصيانة.

تضاف إلى ذلك ميزة العيش في مجتمع آمن ونابض بالحياة، ومقدرة المالك، حين لا يمكث في المنزل، على أن يعرضه للإيجار ويحقق أرباحًا من البرنامج التأجيري.

تكون الوحدات السكنية في المنتجعات غالبًا بمنزلة منازل ثانية أو حتى ثالثة للمالكين، ما يعني أن المواقع الفريدة للمساكن يمكن أن تشكل عاملاً حاسمًا في صفقات الشراء.

منتجع أريزونا بيلتمور، فيلا مكوّنة من حجرتي نوم
ARIZONA BILTMORE: SAMMY TODD DYESS PHOTOGRAPHY

تحظى ملكية أخرى، تتمثل في منتجع أريزونا بيلتمور Arizona Biltmore الشهير في فونيكس، والذي افُتتح عام 1929 ولُقِّب بجوهرة الصحراء، بشعبية في أوساط أصحاب منازل العطلات، لا سيما أولئك الذين يتطلعون إلى الهروب من موسم الشتاء الطويل في شمال الولايات المتحدة وكندا.

شرع المنتجع في بناء الوحدات السكنية في عام 1995، وأصبح اليوم يضم 78 فيلا مكونة من غرفة نوم واحدة أو غرفتين بمساحات تراوح بين 1٫200 قدم مربعة و1٫600 قدم مربعة، وهي كلها مجهزة بأجهزة فريجيدير المنزلية المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ. 

توفر الوحدات السكنية في المنتجعات لأصحابها الخصوصية ومستوى الخدمة الرفيع والراحة،

وهو ما جعل المساكن الفندقية تحظى بشعبية تفوق ما كان عليه الحال قبل نحو عقد من الزمن

 

في أقصى الطرف الاستوائي، وتحديدًا في بيليز، تقع شبه جزيرة بلاسينسيا الصغيرة بشاطئها ذي الرمال البيضاء محاطة بمياه البحر الكاريبي اللامعة من جهة، وبحيرة لازوردية من الجهة الأخرى. يشكّل حيد بيليز المرجاني، الأكبر من نوعه في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، أحد عوامل جذب هواة الغطس باستخدام أنابيب التنفس والذين تتسنى لهم هناك فرصة استكشاف السلاحف البحرية وأسماك القرش والأسماك الملونة التي تسبح تحت صفحة المياه النقية كالبلّور. يتميز الموقع أيضًا بالثقب الأزرق العظيم، وهو حفرة زرقاء صافية تقع تحت سطح الماء وتُعد من أهم مواقع الغوص في العالم.

منتجع ومساكن إيتزانا
ITZ'ANA: EILEEN CHIANG

 

عندما كان مطورا المشاريع الأخوان الأيرلنديان كولين ورونان هانان يبحثان عن مكان واعد ومتفرد لبناء منتجع تتجسد فيه مظاهر الفخامة، فكّرا في فيتنام والأرجنتين، لكنهما استقرا في نهاية المطاف على بيليز. يقول كولين: «أردنا أن نبني المنتجع في بقعة لافتة ومثيرة للاهتمام لم يكتشف العالم بعد جميع إمكاناتها. وإذا بنا نقع على هذا البلد الصغير والودود الواقع على تخوم أمريكا. كنا نعرف ما يميز هذه المنطقة من شواطئ وشعاب مرجانية، لكننا اكتشفنا أيضًا أنها تحتضن أكبر مجموعة كهوف تحت الأرض، إلى جانب آثار وبقايا من حضارة المايا القديمة تتناثر في مختلف الأرجاء.

فيلا في منتجع ومساكن تشيلينو باي

في زمن حضارة المايا، كان يسكن هذه البقعة أكثر من مليون شخص». أسفرت جهود الأخوين عن بناء منتجع ومساكن إيتزانا Itz’ana Resort & Residences، وهو منتجع شاطئي يضم مجموعة من الوحدات السكنية ويمتد على مساحة مقدارها 20 فدانًا.

يحتضن المشروع فندقًا ونحو 46 وحدة سكنية مطلة على الشاطئ ومكونة من غرفة نوم واحدة إلى خمس غرف، فضلاً عن حوضي سباحة ومطعمين وناد صحي.

في المطعم الرئيس، ليميليا، الذي تقابل واجهاته الزجاجية صفحة المياه، تختلط زرقة البحر بأخضر الأدغال. في المجالس الخارجية، تتيح الموائد التي ستُقام عند شاطئ البحر الاستمتاع بتناول العشاء تحت ضوء النجوم المتلألئة في كبد السماء، فيما الأقدام تغوص في الامتدادات الرملية، ما يعكس نسخة راقية عن النزهات التقليدية. تتزين أرجاء المنتجع بأكثر من 300 قطعة أثرية من حقبة حضارة المايا، كما تُعرض فيه لوحات جدارية رسمها الفنان جورج فينسون، ما يضفي على المساحات العامة طابعًا يستحضر روح بيليز المتميزة.

 

ما يهم المشترين هو ابتياع منازل في مواقع حيوية تتوافر فيها منشآت بالغة التطور وخدمات حصرية غير متاحة في أماكن أخرى

 

في الوحدات السكنية كاملة التأثيث، ناغم خبير التصاميم الداخلية صموئيل أمويا بين المؤثرات الاستوائية وسحر الريف، تتفاوت هذه المساكن بين فيلات البحيرة التي شُيدت من حول مرسى بحري يمكن أن يتسع لما مجموعه 18 قاربًا يصل طولها إلى 68 قدمًا، وفيلات شاطئية يتبع كل منها بركة سباحة وحديقة خاصة، وشقق من نوع بنتهاوس مجهزة أيضًا ببرك سباحة.

يقول كولين: «إن العديد من الشواطئ لا توفر سوى تجربة ذات بعد أحادي تقتصر على جلسات الاسترخاء فوق الرمال، لكننا في هذا المنتجع أردنا أن نوفر للنزلاء تجربة متعددة الأبعاد ملؤها التميز والمفاجآت».

 

منتجع فورسيزونز أورلاندو، منزل عائلي مستقل.

كارولاين باي في برمودا

تشكّل وسائل الراحة المتاحة في أي منتجع عنصر جذب رئيسًا لأولئك الذين يرغبون في تحقيق أمنياتهم دون مغادرة منازلهم. على سبيل المثال، أقيم في منتجع ومساكن تشيلينو باي Chileno Bay Resort & Residences في المكسيك، والذي يحتضن 32 فيلا مكونة من غرفتي نوم إلى ست غرف - أقيم ملعب للغولف من 18 حفرة يشرف على بحر كورتيز ويحمل تصميمه توقيع توم فازيو.

بالمثل، يحتضن مجمع كارولاين باي في برمودا مشروعًا يضم 149 وحدة سكنية شاطئية أطلقتها مجموعة الريتز-كارلتون تحت اسم Ritz-Carlton Reserve Residences، موفرة للمالكين إمكانية الوصول المباشر إلى مرسى كارولاين باي المحاذي والذي يتسع لاستيعاب 30 يختًا من اليخوت الفارهة.

يُضاف إلى هذه القائمة مجمع غولدن أوك المتكامل الذي يضم 300 وحدة سكنية، ويقع ضمن ملكية منتجع عالم والت ديزني الشهير بوصفه وجهة ساحرة للمولعين بشخصيات ديزني. أقيم، على مساحة مقدارها 20 فدانًا من مجمع غولدن أوك، منتجع مساكن فورسيزونز أورلاندو في عالم والت ديزني، محتضنًا 30 بيتًا عائليًا منفردًا يُبنى كل منها على أرض بمساحة نصف فدان ويُعرض للبيع في هيئة ملكية تامة.

تتوافر لمالكي هذه الوحدات السكنية إمكانية استخدام مختلف مرافق فندق فروسيزونز، مثل المتنزه المائي الذي تبلغ مساحته خمسة فدادين، والنادي الصحي الممتد على مساحة 13 ألف قدم مربعة، والمطاعم الستة، وبالطبع متنزهات ديزني كلها.

مجمع كارولاين باي في برمودا، شقة من نوع بنتهاوس

في أواخر القرن التاسع عشر، كان تجهيز المنازل بالحمامات الخاصة والإنارة الكهربائية يعكس ذروة العيش المترف. أما اليوم، فما يهم المشترين هو ابتياع منازل في مواقع حيوية تتوافر فيها منشآت بالغة التطور وخدمات حصرية غير متاحة في أماكن أخرى.

فالوحدات السكنية في المنتجعات توفر لأصحابها، بل ولأفراد عائلاتهم أيضًا، الخصوصية ومستوى الخدمة الرفيع والراحة، وهو ما جعل المساكن الفندقية تحظى بشعبية تفوق ما كان عليه الحال قبل نحو عقد من الزمن. هذه المساكن تولّد لدى المالكين الإحساس بأنهم يقطنون بحق في منازلهم، حتى وإن كانوا يمكثون فيها فقط عندما يسافرون بحثًا عن متع ترضي رغباتهم.