ومنذ انتقال ملكيتها إلى عائلة تورلونيا في عام 1866، ظلت الفيلا مغلقة أمام العموم، لا يُسمح بدخولها إلا بمواعيد مسبقة، ويُمنع التصوير فيها، ما يجعل من إقامة عرض ديور فيها سابقة تاريخية بمختلف المقاييس.

ماريا غراتسيا كيوري تعود إلى جذورها

بالنسبة إلى ماريا غراتسيا كيوري، المديرة الإبداعية لمجموعات أزياء النساء في ديور، لا يُعد هذا العرض مجرّد محطة ضمن جدول العروض، بل يحمل طابعًا شخصيًا عميقًا، إذ إن كيوري وُلدت وترعرعت في حي باريولي البرجوازي الراقي في روما، على مقربة من فيلا ألباني تورلونيا، ما يُضفي على هذا الاختيار بُعدًا عاطفيًا متجذّرًا.

ماريا غراتسيا كيوري 

ومنذ انضمام كيوري إلى ديور في عام 2016، بعد مسيرة مهنية امتدت عبر فندي وفالنتينو، اعتادت المصممة أن تنسج حوارات متأنية بين الموضة والمعمار، وأن تبعث الحياة في الفضاءات التاريخية من خلال عروضها. ففي العام الماضي، قدّمت عرضًا في قلعة دروموند في اسكتلندا، واستثمرت في ترميم مسرح Teatro della Cometa في روما، كما أشرفت على معرض فني داخل مكتبة الفاتيكان الرسولية سلّط الضوء على مسيرة الرحّالات النساء في القرن التاسع عشر. 

ويبدو أن اختيار روما اليوم، وخصوصًا هذا العنوان المغلق على تاريخه، هو امتدادٌ طبيعي لرحلة فكرية وفنية تُعيد تأويل الماضي بأنوثة معاصرة.

فيلا ألباني تورلونيا تُظهر مجموعة الأعمال الفنية الكلاسيكية

عرض قد يُشكّل منعطفًا في تاريخ دار ديور

ورغم تركيز الخبر على تفرّد الموقع، إلا أن أوساط الموضة العالمية تترقب العرض بوصفه الأخير لكيوري ضمن دار ديور، لا سيما بعد إعلان برنارد أرنو، رئيس مجلس إدارة إل في إم إتش المالكة للدار، عن تعيين جوناثان أندرسون مديرًا إبداعيًا لقسم الأزياء الرجالية بدلاً من كيم جونز، مع عرض أول له مرتقب في يونيو المقبل، وهو ما يُعد خطوة أولى نحو انتقال أكبر في الهيكل الإبداعي للدار.

ما بين رمزية المكان وروما التي تختزن طفولة كيوري وبداياتها المهنية..

ينتظر عشّاق الموضة العرض بوصفه أكثر من مجرد حدث موسمي، إنه لقاء نادر بين الموضة والنُصب الكلاسيكية، وبين تاريخ عائلة ألباني وتوقيع ديور المعاصر.