في قلب بيغ هورن الخلابة بولاية وايومنغ الأمريكية، تمتد مزرعة سبير رانش Spear Ranch على مساحة 300 فدان، لتشكل أيقونة أمريكية نادرة تمزج بين الإرث الثقافي العريق وروعة العيش المعاصر، إذ يتناغم فيها عبق الأدب مع روح الغرب الأمريكي في مشهد يصعب تكراره.
تعود مزرعة Spear Ranch إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر، حين كانت موطنًا للرائد الأمريكي ويليس سبير، الذي امتلك شركة ماشية إلى جانب مزرعة سياحية.
لكن شهرتها الأكبر تعود إلى كونها استضافت الكاتب إرنست همنغواي عام 1928؛ ففي ذلك العام، انعزل همنغواي في أحد أكواخ المزرعة وأنهى المسودة الأولى لروايته "وداعًا للسلاح".
المنزل الرئيس في المزرعة بُني على طراز نيو إنغلاند وتبلغ مساحته 7500 قدم مربعة، ويضم سبع غرف نوم، فضلاً عن جناح خارجي مُغطّى يشرف على مجرى Little Goose Creek الذي يمر داخل المزرعة، إلى جانب غرف المعيشة المعتادة. وهناك مكتبة تحيط بها مدفأة، وغرفة ألعاب مخصصة للأطفال في علية المنزل.
Hall And Hall
إلى جانب المنزل الرئيس يوجد منزل للمسؤولين عن المزرعة ويحتوي على غرفتين للنوم، فيما أقيمت دارا ضيافة إضافيتان على مسافة أبعد قليلاً. كما يوجد كوخ خشبي ريفي بجوار إحدى البرك الثلاثة بالمزرعة، ويضم غرفة نوم واحدة ومدفأة خشبية وشرفة خارجية تطل على المنظر الطبيعي. أما الإسطبل، فيتسع لثمانية أحصنة، وهناك حظيرة جرى تجديدها لتُستخدم في المناسبات الكبرى كحفلات الزفاف وأعياد الميلاد.
قال بيتر وايدنر، الشريك في شركة هول آند هول Hall and Hall ، التي تتولى عرض العقار المُدرج بقيمة 29 مليون دولار: "إن هذه المزرعة ليست مجرد قطعة أرض، بل هي صلة مباشرة بعمالقة الغرب، بدءًا من عائلة سبير الرائدة وصولًا إلى أعمدة الأدب مثل همنغواي.
Hall And Hall
إنها المكان الذي صُنعت فيه صفحات من التاريخ. إن العثور على عقار يجمع بين هذا القدر من الأهمية التاريخية، وروعة المرافق الحديثة، وسحر الطبيعة، هو حقًا فرصة لا تتكرر".
لكن سحر المزرعة لا يقتصر على مبانيها فحسب، إذ إن جاذبية مزرعة كهذه تكمن في اتساع أراضيها وروعة الإطلالات الطبيعية التي توفرها.
وقد حرت الاستعانة بمصمم حدائق من الساحل الشرقي لمنح المزرعة طابعًا يشبه الحدائق العامة، وإضفاء مساحات خضراء واسعة ومروج متناثرة في أرجائها.
ويكتمل المشهد بسلسلة جبال بيغ هورن التي تقع على بُعد أميال قليلة، وحيث تتجول حيوانات برية مثل الغزلان، والظباء، لتضفي على المشهد سحرًا بريًا لا يُضاهى.