أربعة عقود من التأثير، وصياغة الذائقة، وإعادة تعريف الموضة من داخل مكاتب فوغ Vogue الأمريكية، تنتهي اليوم بإعلان رحيل آنا وينتور عن منصبها: رئيسة التحرير. القرار، الذي لم يكن مفاجئًا بقدر ما كان لحظة رمزية، يُمهّد لتحوّل استراتيجي جديد داخل دار كوندي ناست Condé Nast، التي ستحتفظ بآنا بوصفها كبيرة مسؤولي المحتوى والمديرة التحريرية العالمية لمجلة فوغ.
التغيير الذي أُعلن رسميًا عبر رسالة داخلية اطّلعت عليها منصة WWD الأمريكية، يشير إلى أن مجلة فوغ الأمريكية تستعد لاستقبال رئيس جديد للتحرير، خلفًا لآنا وينتور، من دون الكشف حتى الآن عن الاسم المنتظر. خطوة تنهي حقبة استمرت لأكثر من 36 عامًا، بدأت عام 1988 حين تولّت وينتور منصب رئيسة تحرير النسخة الأمريكية، لتُعيد رسم معالم المجلة وتحوّلها إلى سلطة ثقافية تتجاوز الموضة نحو السياسة والفن والذوق العام.
تحت إدارتها، تحوّل غلاف "فوغ" إلى مرآة للنفوذ، وامتدت بصمتها التحريرية إلى تشكيل ملامح صناعة الأزياء عالميًا، معززة حضور المجلة في لحظات مفصلية، من انتخاب الرؤساء إلى ثورات التنوّع والتمثيل. والآن، فيما تستعد المجلة لعهد جديد، يبقى اسم آنا محفورًا بوصفها المرأة التي جلست على الكرسي الأثقل وزنًا في عالم الموضة لعقود.
ورغم مغادرتها للواجهة التحريرية لفوغ الأمريكية، تظل يد آنا ممدودة إلى أغلب منشورات دار كوندي ناست، ويشمل إشرافها التحريري مجلات فانيتي فير Vanity Fair، وجي كيو GQ، وغلامور Glamour، وآركيتيكتشرال دايجست AD، وكوندي ناست ترافيلر Condé Nast Traveler، وبون أبيتي Bon Appétit، وتاتلر Tatler، وورلد أوف إنتيريورز World of Interiors، وألور Allure، فيما تبقى مجلة ذا نيويوركر The New Yorker تحت إدارة رئيس تحريرها ديفيد ريمنيك بشكل مستقل.