منذ انبثاق فكرته الأولى، جرى تصميم يخت سيلفر لايننغ SilverLining ليكون أكثر من مجرد يخت شراعي. إنه منصة للعيش والترحال عبر البحار، إذ تطلع مالكه الأول إلى يخت يتيح له اصطحاب عائلته في رحلات بحرية طويلة تمتد لسنوات.
وجاءت النتيجة في يخت بطول 31.6 متر، صُنع هيكله من الألمنيوم في حوض بيتاك Phithak التايلاندي، بتعاون وثيق مع شركة التصميم البحرية سباركمان آند ستيفنز Sparkman & Stephens، قبل أن يُدشَّن رسميًا عام 2011.
ومع انتقال ملكية سيلفر لايننغ إلى مالكه الثاني عام 2018، انطلق في فصل جديد من المغامرات العائلية. ففي عام واحد فقط، قطع اليخت أكثر من 16,500 ميل بحري، ليرتفع إجمالي رحلاته إلى نحو 50 ألف ميل، شملت في معظمها مياه آسيا الهادئة.
من سواحل بالي، مرورًا بجزر أنامباس، وصولاً إلى ماليزيا والفلبين وتايلاند، تحوّل اليخت إلى بيت عائم زاخر بالذكريات. ولم تقتصر التجربة على الإبحار فحسب، بل تعززت بمرافق ومعدات ترفيهية تشمل زورقًا بطول 16 قدمًا، إلى جانب معدات الغوص والصيد، وقوارب الكاياك، وألواح الجدف التي جعلت من كل محطة مغامرة متكاملة.
Fraser
سيلفر لايننغ.. رحلات بحرية صنعت ذكريات لا تُنسى
واليوم، وبعد عقد من المغامرات المذهلة، يُعرض اليخت للبيع عبر شركة فريزر Fraser بسعر 3.5 مليون دولار أمريكي، ويتمركز في بوكيت التايلاندية بانتظار مالك جديد.
ويأمل المالك الحالي أن يجد شخصًا يقدّر الأنظمة المتطورة والتجهيزات الفاخرة وروح الاستكشاف التي يتمتع بها اليخت، سواء للإبحار في مياه استوائية هادئة أو لمغامرات أبعد تصل إلى القطب الجنوبي.
Fraser
يوصف تصميم سيلفر لايننغ بأنه مثالي للإبحار في المناطق الاستوائية. ففي قمرة القيادة المغطاة، تنتظم محطتا قيادة رحبتان بعجلات توجيه ضخمة، يتقدمهما ركن أنيق لتناول الطعام في الهواء الطلق، تغمره الإضاءة الطبيعية من خلال أربع نوافذ سقفية.
هذا الامتداد الخارجي يتكامل بسلاسة مع الداخل الذي صممه كريس لينز، والمشبع بأجواء كلاسيكية من ألواح الخشب المصقول، وصالونات رحبة ينيرها الضوء الطبيعي عبر الأبواب الزجاجية المنزلقة.
وفي المؤخرة، يحتجب جناح المالك الممتد بكامل عرض اليخت، فيما تتوزع أربع مقصورات للضيوف لتلبية احتياجات العائلة والأصدقاء، في حين تحتضن المقدمة مناطق الطاقم والمطبخ وغرف الخدمة لضمان تجربة سلسة على متن اليخت.
Fraser
أداء معزز بتقنيات حديثة واستدامة بيئية
جاذبية سيلفر لايننغ لا تقتصر على تصميمه الداخلي الأنيق، بل تتجلّى أيضًا في أدائه اللافت في عرض البحر. فقد زُوّد بصاري وسارية من ألياف الكربون صُنعا في إيطاليا لدى ماكسبار، الشركة المتخصصة في إنتاج هياكل الإبحار عالية الأداء، فيما تولت هوندبرغ، الشركة النرويجية الرائدة في أنظمة التوجيه، تزويده بآليات قيادة دقيقة، ودعّمته هاركن الأمريكية بمعدات إبحار هيدروليكية متطورة تُستخدم على نطاق واسع في سباقات اليخوت.
Fraser
وبهذه المنظومة المتكاملة، ينطلق اليخت بسرعة تصل إلى 11.5 عقدة تحت الأشرعة، محتفظًا بثباته حتى في رياح تبلغ 35 عقدة وأمواج بارتفاع أربعة أمتار، من دون أن يشعر الضيوف بالقلق. أما عند تشغيل محرك كاتربيلر Caterpillar بقوة 480 حصانًا وخزان وقود بسعة 10 آلاف لتر، فيتحوّل اليخت إلى آلة دفع قوية تفتح أمامه آفاق الوجهات البحرية البعيدة.
ولضمان استدامة التجربة، خضع اليخت لعملية تحديث شاملة بين عامي 2022 و2023، شملت إعادة تأهيل كاملة للمحرك، وتجديد التجهيزات الإلكترونية وأنظمة الاتصالات، وتركيب شبكة ستارلينك للاتصال السريع بالإنترنت، فضلاً عن استبدال أجهزة المطبخ والتلفزيونات، وتجهيز اليخت بمجموعات طبية متكاملة للرحلات الطويلة. كما زُوّد بسقف من الألواح الشمسية يمدّه بالطاقة النظيفة، ليجمع بين الأداء العالي والمسؤولية البيئية.